احتفلت السلطة أمس، بما أسمته نجاح الحوار الوطني، وتحدثت كلمات الحفل الخطابي عن المكاسب المتحققة، وتجنيب اليمن حربا أهلية، وكالعادة جرى الإسهاب في الحديث عن التقدم الذي تم إحرازه خلال فترة العامين.. وكالعادة تم جلد الماضي المتمثل في حكم الرئيس علي عبدالله صالح، والذي ساهم فيه رئيس الجمهورية، ورئيس الحوار، بنحو عشرين عاما، وهي مرحلة إذا قورنت بما تلاها منذ 2011م، تبدو مرحلة ذهبية من ناحية الأمن، وبسط سلطات الدولة وهيبتها، ومستوى الخدمات، والاقتصاد، والجيش، والسيادة، وكل شيء. بطبيعة الحال، لم يكن من المناسب أن تتخذ مناسبة كهذه لمهاجمة الخصوم السياسيين، كونها مخصصة للاحتفال بإنهاء الخصومات، والتصالح مع الماضي، والانطلاق صوب المستقبل، وإلا ما أهمية حوار استمر ما يناهز العام، وأُنفِقتْ عليه الأموال الطائلة، وليس من مخرجاته إصلاح ذات البين ومغادرة الأحقاد والضغائن ؟. إن الخطاب المشحون بالعدائية في حفل اختتام الحوار، يثير الكثير من الشكوك والهواجس والقلق على مستقبل البلاد، ويعزز من هذا القلق استمرار التوترات الأمنية في صورة حروب أهلية ومذهبية في أكثر من منطقة، أقربها ضواحي العاصمة، التي سقط فيها قتلى وجرحى في حرب أهلية بين جماعتين مشاركتين في حوار كانت تحتفل فيه السلطة بنجاحه!! ينبغي للرئيس هادي معرفة أنه جزء، بل ضلع، من النظام الذي يبادره العداوة والبغضاء دون سبب، سوى أن الرئيس يبالغ في تقمص ثارات الإخوان المسلمين، استرضاء وخوفا من أن ينقلبوا عليه. ورغم ذلك على رئيس الجمهورية المتنصل والمتنكر لماضيه، أن يتذكر أنه لو لم يكن قادما من النظام السابق، لما آل به الحال إلى هذا الموقع، ولولا الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه الذي صعد فيه إلى موقع نائب الرئيس لما كان رئيساً اليوم.