أفادت تقديرات تداولتها وسائل إعلام فرنسية مساء السبت بأن حوالى اثنيْ عشر ألفاً من "السترات الصفر" تظاهروا عبر فرنسا، في يوم تحرّك هو السابع لهم منذ السابع عشر من نوفمبر الماضي، فيما سُجلت مواجهات محدودة جداً مع الشرطة. وكان 38600 شخص تظاهروا قبل أسبوع ما يعني أن تحرك السبت السابع حشد أقل من ثلث المشاركين في تظاهرات السبت السادس، علماً أن السبت الأول كان حشد الشهر الماضي 282 ألف شخص. تظاهرات هادئة نسبياً في باريس في باريس، حيث لم يُسجّل سقوط جرحى ولا وقوع أعمال عنف، تظاهر ثمانمئة شخص بحسب الشرطة تجمّع حوالى نصفهم في الشانزليلزيه وتمّ توقيف 57 شخصاً بينهم 33 قيد الحبس الإحتياطي. وسُجّل في المساء توتر محدود في باريس تركز في محيط قوس النصر ومحيط برج ايفل بعد أن كان تركز خلال النهار في أحياء تقع في الدائرة الخامسة عشرة حيث تجمع ناشطون من "السترات الصفر" حول مكاتب وسائل إعلام يتهمونها بأنها قريبة من أوساط الأغنياء ومنحازة في تغطيتها للرئيس ايمانويل ماكرون. فترة الأعياد "العربية.نت" التقت عدداً من المتظاهرين قالوا إنهم مصممون على الإستمرار في تحركهم واعتبروا أن تراجع أعدادهم لا يعني تراجع الإحتجاجات بل يعود إلى فترة الأعياد ورغبة كثيرين في البقاء مع عائلاتهم. وقالت شابة فرنسية إن الحلّ يكمن "في أن يضع ماكرون حداً للنفقات غير الضرورية وأن يقسم راتبه إلى قسمين ويتوقف عن التعالي على مواطنيه". وسُجّلت أيضاً تحركات في بوردو حيث تظاهر 2400 شخص وفي مرسيليا حيث تجمع حوالى الألف متظاهر في وسط المدينة وفي نانت تظاهر المئات وأصيب شخص بجراح خطرة، وفي روان فرقت الشرطة حوالى 1000 شخص قام بعضهم بإحراق الباب الخشبي عند مدخل "مصرف فرنسا"، وشملت الإحتجاجات أيضاً ليل وتولوز وليون وفالانس وغيرها. "الأقلام الحمر" إلى ذلك وعلى هامش حركة "السترات الصفر" كان أساتذة المدارس أطلقوا حركة "الأقلام الحمر" التي شاركت في تظاهرات السبت السابع، ويطالب هؤلاء بزيادة رواتبهم وإلغاء التجميد الذي يطالها، ويشتكي الأساتذة أيضاً من نقص أعدادهم الذي يؤدي إلى زيادة أعداد التلامذة في الصفوف وهو ما يعقّد ظروف ممارستهم لمهنتهم. ماكرون يقضي عطلته في "معقل الأغنياء" إلى ذلك عبّر أقطاب في حركة "السترات الصفر" عن استيائهم ودهشتهم لظهور الرئيس الفرنسي وزوجته في مدينة سان تروبي Saint-Tropez لقضاء عطلة الأعياد، وتوقف محللون عند اختيار ماكرون لهذه المدينة - المنتجع في جنوبفرنسا والمعروفة بكونها معقلاً للطبقة الغنية، وقال بعض هؤلاء إن اختيار هذه المدينة في هذا السياق من التوتر الإجتماعي لا يخدم جهود ماكرون الساعي إلى نفي صفة "رئيس الأغنياء" عن نفسه وهي الصفة التي يُصرّ عليها المشاركون في الإحتجاجات الشعبية. الخطوة الرئاسية أغضبت في مبدئها وفي التوقيت حتى المعتدلين من بين "السترات الصفر"، وقال بينجامان كوشي الناطق باسم "السترات الصفر الأحرار" الذين أعربوا سابقاً عن تأييدهم للحوار مع الحكومة خلافاً لرأي التيار الرئيسي في الحركة: "إن رئيس الأغنياء يستمتع في سان تروبي فيما يصرخ من الألم ومن البؤس عشرات بل مئات الآلاف من الفرنسيين منذ أسابيع، يا له من إنكار !!". ووجّه أقطاب في "السترات الصفر" دعوات إلى التظاهر في الشانزليلزيه مجدداً في ليلة رأس السنة حيث يُتوقع أن يتوجه ماكرون بكلمة إلى الفرنسيين قبل ساعات من العام الجديد.