بروكسل:أعلن الفاتيكان اليوم الجمعة في بيان صحفي أن البابا بنديكيت السادس عشر قبل استقالة روجر فانجيلوي أُسقف مدينة "بروج" البلجيكية بسبب تورطه في قضايا الفضائح الجنسية التي اجتاحت الكنيسة الكاثوليكية خلال الأشهر الماضية. ونقلت قناة "الجزيرة" الإخبارية عن بيان الفاتيكان قوله : "إن البابا بنديكيت السادس عشر وافق على استقالة الأسقف بموجب المادة 401/2 من القانون الكنسيّ الذي يطالب الأساقفة بتقديم استقالتهم في حالة قيامهم بأعمال تُنافي قيم الكنيسة". وتَقدم في وقت سابق من اليوم روجر فانجيلوي والذي يبلغ من العمر 74 عامًا أُسقف مدينة "بروج" البلجيكية باستقالته بعد اعترافه بتعديه جنسياً على شاب في وقت سابق حينما كان يمارس عمله ك "قس" وحتى فترة وجيزة وفي بداية عمله كأسقف. واعترف فانجيلوي بتحرشه جنسيا بهذا الشاب وقال : " أعترفُ بخطيئتي للشب وأسرته وأطلب منهم السماح " مشيراً إلى أن نفسه لم تهدأ ولم تجد سبيلها للسلام بعد فعلَته. وأضاف فانجيلوي: "أشعرُ بالندم الشديد على فعلي وأتقدم بأشد الاعتذار للضحية وأسرته والمجتمع" مشيراً إلى أنه سيعتذل العمل العام بعد قبول استقالته. فيما وصفَ أندريه جوزيف ليونارد كبير أساقفة بلجيكا قضايا الفضائح الجنسية بالخطيرة مشيراً إلى أن فانجيلوي استقال احتراما للضحية وأسرته. وأوضح أن الكنيسة عازمة على القيام بإعادة تأهيل الشاب نفسياً مشيراً إلى أن الفاتيكان يتابع قضايا الإنتهاكات الجنسية باهتمام بالغ.وطالب الكنيسة بالتعامل مع مثل هذه القضايا بشفافية وأن تتجاوز العصور الذي كان يتم التعامل فيه مع هذه القضايا بالتكتم. ويذكر أن روجر فانجيلوي أُسقف مدينة بروجيس البلجيكية والذي عمل كقس لمدة 25 عاماً هو الأسقف الرابع الذي يطاح به هذا الأسبوع بسبب قضايا الانتهاكات الجنسية. وتم الكشف عن عدد كبير من قضايا الفضائح الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية والتي أثارة موجة من الانتقادات خلال الأشهر الأخيرة للفاتيكان الذي اُتهما بالتكتم على التحرشات الجنسية للقساوسة ولأساقفة. من ناحية اخرى، رفض الفاتيكان الدعوى القضائية التي رفعها رجل أمريكي يقول انه تعرض للاعتداء عندما كان طفلا من قبل احد القساوسة الامريكيين، ضد البابا بينديكتوس السادس عشر وضد الفاتيكان أمام محكمة فيدرالية أمريكي، "لا تتسم بالمصداقية".ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن محامي الفاتيكان جيفري لينا قوله، إن الدعوى التي رفعت أمام محكمة ميلوكي "تعيد قولبة نظريات قديمة سبق أن رفضها القضاء الأمريكي". وأضاف المحامي في بيان "هناك دعاوى قانونية تستند إلى أساس رفعها ضحايا اعتداءات، إلا أن هذه الدعوى ليست إحداها". ويطالب محامو الرجل الكنيسة الكاثوليكية بالكشف عن أي ملفات سرية لديها حول أي قضية تتعلق بالاعتداء على الأطفال من قبل قساوسة.
وقال الرجل صاحب الدعوى والذي لم يكشف عن اسمه، إنه تعرض للاعتداء من قبل الكاهن لورانس ميرفي المتهم بإساءة معاملة 200 طفل خلال 20 عاما في مدرسة للأطفال الصم في ميلوكي. ثم تم نقل الكاهن من مدرسة "سان جون" إلى أبرشية أخرى في عام 1974 دون محاكمته أو عزله. وكان الفاتيكان قد فتح تحقيقا بشأن هذه الاتهامات بعدما تلقى رسالة من الكاهن ميرفي في عام 1996 ولكنه لم يكمل التحقيق نظرا لوفاة الكاهن في عام 1998. وصرح جيف اندرسون محامي صاحب الدعوة بأن الفاتيكان أهمل القضية وقال "ما نريد أن يقوم به الفاتيكان هو الكشف عن الملفات السرية التي يحتفظون بها". وتشمل الدعوى اتهامات موجهة للمجمع العقائدي للفاتيكان وبالتالي للكاردينال جوزيف راتزينجر بابا الفاتيكان الحالي بصفته واثنين آخرين من أعضاء المجمع الكنسي الذي أعلن أنه لم يعرف بهذه القضية سوى في عام 1995. وقال المحامي اندرسون إن موكله لا طلب تعويضات مالية ولكنه " يريد من الكنيسة أن تكون صادقة وتقدم كل الوثائق التي لديها بشأن اعتداءات على الأطفال استمرت عقودا". وأضاف "وحتى إن لم تجري الأمور بالشكل المفروض الوضع خطير للغاية وكل المسؤولية تقع على مكان واحد هو الفاتيكان والبابا".
هذا ولم يصدر الفاتيكان ردا بشأن هذه القضية حتى الآن وكان المتحدث باسم البابا الكاهن فيديريكو لومباردي قد صرح في وقت سابق بأن البابا بنديكتوس السادس عشر قد اتخذ موقفا واضحا بشأن قضية الاعتداءات التي يتعرض لها الأطفال.