تدعي "مؤسسة قطر الدولية" في موقعها على الإنترنت أنها "تلهم روابط مفيدة مع العالم العربي" بدعم برامج في المدارس الأمريكية لتدريس اللغة والثقافة العربية، لكن مراسل مجلة "العرب" اللندنية توماس فرنك كشف فضح المهمة السخية للمؤسسة، بعد تقارير عن مساعدة مديرتها في واشنطن الصحافي السعودي جمال خاشقجي على كتابة مقالات ضد السعودية بالتزامن مع توتر العلاقات بين الرياضوالدوحة. ويُعتقد أن ماغي ميتشيل سالم، المديرة التنفيذية ل"مؤسسة قطر الدولية" في واشنطن، ساعدت في صياغة مقالات خاشقجي وحرضته على مواقف أكثر تشدداً من السعودية، حسب ما قالت "واشنطن بوست" التي كان الصحافي السعودي ينشر مقالاته فيها بين 2017 و2018. تساؤلات وأثارت هذه المعلومات تساؤلات عن المؤسسة وخاشقجي، وإذا كانت المؤسسة ذراعاً دعائية لقطر، وعما إذا كان خاشقجي أداةً قطرية، فيما كان يعيش في الولاياتالمتحدة ويكتب في "واشنطن بوست". وتظهر معلومات "واشنطن بوست" أن المؤسسة "أداة قطر لعرض قوة ناعمة، خدمة لمصالحها القومية"، بحسب ديفيد ريبوي، نائب رئيس مجكوعة الدراسات الأمنية، مضيفاً "كنا نفكر أن المؤسسات غير ربحية وغير حزبية"، إلا أنه "تبين أن مؤسسة قطر الدولية مختلفة. دورها الدفع بأولويات الدولة". وأضاف عبر رسالة إلكترونية أن "سالم استغلت كل فرصة لصياغة مقالات خاشقجي، وتشجيعه على اتخاذ مواقف متشددة من السعودية، العدو الأساسي للدوحة". التحالفات السعودية وكشفت "واشنطن بوست" في مقال عن سالم وخاشقجي، رسالةً إلكترونية في أغسطس (آب) حضت فيه المسؤولة في "قطر الدولية" الصحافي على الكتابة عن تأثير التحالف بين الرياضواشنطن على نمو الأحزاب اليمينية في أوروبا، وبعد تردده في اتخاذ مثل هذا الموقف المتشدد، رد خاشقجي على سالم متسائلاً "هل لديك وقت لكتابة هذا المقال". تدبير سري وفي مقال في 7 أغسطس (آب)، يبدو أن خاشقجي استخدم بعض اقتراحات سالم، حسب مقال "واشنطن بوست" في 23 ديسمبر (كانون الأول). ويبدو أن خاشقجي وسالم أدركا "كيف يمكن النظر إلى ارتباطاته بمؤسسة تمولها قطر، فاتفقا على إبقاء هذا التدبير سرياً"، حسب "الصحيفة الأمريكية.
شركة للعلاقات العامة وبينما كان التواصل قائماً بين سالم وخاشقجي، وظفت المؤسسة الأم في الدوحة شركة للعلاقات العامة الدولية لتوفير "تواصل إعلامي واستشارة استراتيجية وتنظيم مؤتمرات" في الولاياتالمتحدة، بحسب وثائق اطلعت عليها "العرب" وكشفت أن شركة "أوغيلفي غروب" وظفت خمسة خبراء في العالقات العامة في نيويوركوواشنطن لمساعدة المجموعة الأم. وأظهرت الوثائق أن جهود العلاقات العامة يمكن أن تكون لتلميع الصورة. ويبدو أن قرار شركة "أوغيلفي" بإخطار وزارة العدل عن عملها لفائدة المؤسسة القطرية يشير إلى أن الشركة كانت تحاول التأثير على صناع السياسة في الولاياتالمتحدة. التأثير على الرأي العام وقدمت أوغيلفي طلبها بموجب القانون الأمريكي الذي يفرض على "وكلاء" حكومات أجنبية التسجل لدى وزارة العدل، وكشف نشاطاتهم "للتأثير على الرأي العام والسياسة والقوانين الأمريكية". انتهاك للقانون ويقول الصحافي إن خاشقجي ربما يكون انتهك القانون بحجب كشفه صلاته بالمؤسسة، بحسب رئيس مركز الدراسات الأمنية، "خاصةً أن المقالات التي نُشرت في واشنطن بوست المؤثرة جداً تصنف بالتأكيد محاولات لتغيير السياسة الأمريكية حيال السعودية". وتخضع "قطر الدولية" لمزيد من التدقيق لأنها مع المؤسسة الأم قدمت ملايين الدولارات للجامعات والمدارس الأمريكية. أكبر ممول للجامعات ويظهر تحليل لبيانات وزارة التعليم الأمريكية أنه بين يوليو (تموز) 2012 ويوليو (تموز)2018، كانت المؤسسة الأم أكبر ممول أجنبي للكليات والجامعات الأمريكية بدفع 1.2 مليار دولار. وذهبت كل الأموال تقريباً إلى 6 جامعات أمريكية لتشغيل حرم جامعي في المدينة التعليمية في الدوحة. إلى جانب 50 مليون دولار "هدايا" لخمس جامعات أمريكية أخرى. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المؤسسة منحت 31 مليون دولار للمدارس العامة الأمريكية بين 2009 و 2017. وقالت الصحيفة إن المال خصص لتشجيع البرامج العربية في المدارس المتوسطة والثانويات وتدريب المعلمين، والمواد، والرواتب. وقال تقرير حديث من منتدى الشرق الاوسط، وهو مركز أبحاث قوي مناهض للاسلاميين في فيلادلفيا إن "هناك مؤشرات على أنه حتى لهذه البرامج المعتدلة نسبياً، هدف أعمق للتأثير". وأضاف أن المؤسسة "شاركت في إنتاج شريط فيديو دعائي ضد السعودية، مع قناة الجزيرة".