غادر أمس وفد أمني إيراني باتجاه الدوحة، وهو ما كشف عنه نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية الإيراني، علي عبدالله. وقال عبدالله إن وفدا من كبار المسؤولين الأمنيين، غادر طهران، أمس، باتجاه الدوحة، لإجراء محادثات مع نظرائهم القطريين، في متابعة لمشروع إنشاء مجموعات عمل أمنية مشتركة بين إيرانوقطر. وذكّر المسؤول الإيراني أن طهرانوالدوحة وقعتا اتفاقا أمنيا في 2010، وأنّ الدولتين عازمتان على تنفيذه. ويشمل الاتفاق بنودا بشأن مكافحة الإرهاب والعبور غير المشروع للحدود في المياه الساحلية للبلدين وغسل الأموال وتجارة المخدرات، فضلا عن تدريب قوات شرطة البلدين. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية اشتركت، الشهر الماضي، مع نظيرتها القطرية في رئاسة الجلسة الأولى ل”اللجنة السياسية المشتركة لطهرانوالدوحة”. وأكّدت الوزارتان على الحاجة الماسّة إلى توسيع العلاقات بين الدولتين وتعميقها، وكذلك استعادة السلام والهدوء في المنطقة. وقد استعرض وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير اللهيان، ونظيره القطري، محمد بن عبدالله الرميحي، خلال اجتماعهما في طهران في مارس الماضي، سبل تعزيز العلاقات الثنائية كجزء من المحادثات السياسية بين البلدين. وبحث الوفدان آخر التطورات الإقليمية والدولية، وأكّدا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمات الجارية في المنطقة، ولا سيما في سوريا التي يقف الجانبان على طرفي نقيض من أزمتها. فبينما تناصر طهران نظام الأسد تقوم الدوحة بدعم المعارضة المتشددة. بالتوازي أكّد، محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني عن استعداد بلاده لزيادة وتعزيز العلاقات مع قطر في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، خلال زيارة له إلى الدوحة. وكانت حالة من المدّ والجزر تسيطر على العلاقة بين إيرانوقطر في الماضي، لكن مراقبين يقولون إن الضغوط المتزايدة على قطر، وخصوصا بعد قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من الدوحة بسبب موقفها الداعم للإخوان، دفعتها إلى إعادة محاولة التحالف مع إيران ودعم العلاقات بينهما. في ذات السياق، ربطت مصادر بين عودة العلاقة بين حركة حماس وإيران، بالتقارب القطريالإيراني؛ مشيرة إلى أن الدوحة لعبت دورا في تحسين العلاقات وعودة المساعدة الإيرانية لحركة حماس، بعد توقفها على خلفية مواقف الجانبين من الثورة السورية. واعتبرت المصادر أن تحسين العلاقات الإيرانيةالقطرية قد يصبّ في مصلحة الجانبين، فإيران، التي سارعت إلى عرض التعاون مع الدوحة، إثر القرار الخليجي الثلاثي، ترى في قطر حليفا لها في المنطقة الخليجية بالخصوص. وفي المقابل ترى الدوحة في طهران دعما لها ضدّ أي تصعيد إقليمي . لكن المراقبين يستبعدون استمرار هذا التقارب أو نجاحه في إرباك الموقف الخليجي ضد سياسات الدولتين، معتبرين أن قطر ستفقد عمقها الخليجي إذا وضعت يدها في يد إيران التي دأبت على التدخل في شأن جاراتها والتحريض عليها، وهو الأمر نفسه الذي تفعله قطر.