لم يعد هناك من خيار أمام الحكومة الشرعية في اليمن، بعد أن أدركت مؤخرا أنها وقعت في كمين "ستوكهولم" الذي نصبته بريطانيا مع المبعوث البريطاني لليمن مارتن غريفيث، سوى تحريك ورقتها الوحيدة (استكمال معركة تحرير الحديدة) التي لو تمت لتغيرت الأوضاع ولكان الحوثيون أقرب وأطوع بكثير للسلام. الحكومة اليمنية الشرعية لم تجد بداً من تغيير طريقة تعاطيها مع فخ ستوكهولم سوى تجميد المفاوضات مع ميليشيا الحوثي، وتوجه بوصلة التصعيد العسكري مجددا نحو الساحل الغربي والتحضير لخيار الحسم العسكري بعد ان كان قد أوشك على النجاح لولا التدخل الدولي. مؤشرات عديدة تؤكد عودة استكمال تحرير الحديدة من جديد رصدها موقع "الزعيم نيوز"، لعل أبرزها، أولا: عودة قائد المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) العميد طارق محمد عبدالله صالح إلى جبهة الساحل العربي بعد أن كان قد توارى عن الأنظار منذ التوقيع على اتفاق السويد المشؤوم بين الحكومة اليمنية والحوثيين في 6 ديسمبر 2017م، والذي كان قد وصفه المفكر السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي ب" اتفاق الغواية" وشرعنة لانقلاب المليشيات على الدولة باعتباره بمثابة تمليك شرعي للمتمردين في مطار صنعاء وميناء الحديدة، مؤكدا أن الحوثي لن يتراجع قيد أنمله عن صلفه. المؤشر الثاني: هو استقالة وزير الخارجية اليمني خالد اليماني من منصبه بسبب فشل اتفاق ستوكهولم للسلام باعتبار توقيع الوزير اليماني عليه بشكله الحالي أعطى ميليشيا الحوثي طريقا للمراوغة في بنود الاتفاق الفضفاضة. ثالثا: زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، يوم الاثنين الماضي، إلى الإمارات العربية المتحدة، التي تقود معركة الساحل الغربي، وذلك بهدف تحريك معركة الساحل من جديد بالاضافة الى بحث المستجدات والتطورات الراهنة بشأن الملف اليمني على مختلف الأصعدة والمستويات. وتخوض اليمنوالإمارات معركة مصير مشترك ضد المشروع الطائفي الإيراني، من أجل استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي، وصولا إلى تحقيق السلام وطي صفحة الحرب. محللون أكدوا لموقع "الزعيم نيوز" أن الزيارة التي قام العميد طارق صالح للمقاتلين في جبهة الساحل الغربي خلال أيام عيد الفطر المبارك، لم تكن زيارة عيدية اعتيادية وإنما تدشين عملي لخطوة عسكرية عملياتية فارقة وحاسمة يعتزم الجيش الوطني تنفيذها وربما تكون قد بدأت فعلياً على مسرح الاشتباك وستتمظهر أبعادها في غضون الأسابيع المقبلة. تأتي هذه التطورات على ضوء النتائج التي خرجت به قمم مكة التي عقدت أواخر شهر رمضان المبارك بعد هجوم ميليشيا الحوثيين على محطة “أرامكو” لضخ النفط السعودي بطيران مسير، بالإضافة إلى تعرض 4 سفن نفطية في إمارة الفجيرة الإماراتية لعمل تخريبي وجهت أصابع الاتهام فيه إلى إيران. البروفسور سيف العسلي اعتبر أن ما قبل قمة مكة ليس كما بعدها فقبل مكة كان الحوثيين يواجهون كتيبة سودانية واحدة فقط، أما الآن بعد قمة مكة فإنهم سيواجهون جيوش العالم. الحوثي بعد أن استشعر الخطر حاول إرسال رسائل للتحالف العربي، تارة عبر وزير دفاعه الذي قام بزيارة للجبهات على الحدود السعودية خلال أيام عيد الفطر، وهو ما يعني انه سيصعد على الحدود في حال عادت معركة الحديدة، وتارة أخرى التهديد بقصف الرياض وأبو ظبي بالصواريخ الباليستية. في الأخير، يحسن بميليشيا الحوثي أن تقرأ هذه المعطيات الأولية بعناية وأن تتلافى مسبقاً تطوراتها الواعدة بعواقب وخيمة عليها، من خلال سرعة تنفيذ اتفاق السويد الذي نص على وقف المعارك في الحديدة والانسحاب منها.