يوما بعد آخر يثبت حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين فرع اليمن) على نفسه التهم، التي تؤكد تورطه بعلاقات متجذرة لم تبدأ اليوم بل تعود إلى العام 2011م، مع الميليشيات الحوثية بعد أن تشاركا في الانقضاض على مؤسسات الدولة بدء من صعدة وانتهاء في صنعاء. لم تكن دعوة الناشطة والقيادية في حزب الاصلاح توكل كرمان للحوار مع ميليشيا الحوثي محض صدفة أو موقف شخصي، بل قناعة وتوجه عام لدى أعضاء الحزب بعد أن استشعروا، بل توهموا أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يريد القضاء عليهم وليس لهم مكان بعد تحرير اليمن من ميليشيا الحوثي، خاصة بعد إخراج قطر من التحالف العربي أثر توتر العلاقة بين الدوحة ومجلس التعاون الخليجي. التقارب الحوثي- الإصلاحي كما يقول مراقبون لموقع "الزعيم نيوز" لم يعد بحاجة الى ميكروسكوب أو تيلسكوب لاكتشافه بل أصبح ظاهر للعيان وكل يوم تظهر أدلة وشواهد جديدة عليه ليس أخرها ما خلقته وفاة الرئيس المصري الاسبق محمد مرسي "الاخواني" من تقارب بين جماهير الاصلاح والحوثي وحالة حزن على حد سواء عليه. القيادي في ميليشيا الحوثي حسين العزي والذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي غير المعترف بها، كان قد عزى في وفاة مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين بمصر قائلا: رحم الله الرئيس المصري السابق محمد مرسي وتعازينا لأسرته الصابرة وكافة محبيه وناخبيه من أبناء مصر الشقيقة حكومةً وشعباً". العزي وفي تغريدة له على تويتر " قال إنني أشاطر الجميع ألم المصاب ووجع الرحيل وأسال الله أن يرفع الظلم عن المظلومين أينما كانوا في هذا العالم". مراقبون يرون أن هذا التقارب بين الحوثي وحزب التجمع والإصلاح (الإخوان المسلمين) والذي ياتي بايعاز من قطر وإيران اللتان ترعيا الحوثي والإصلاح، ليس جديداً أو وليد اللحظة بل بدأ منذ اللقاء الذي جمع قيادة الحزب بزعيم الميليشيات الحوثية في سبتمبر 2014 عقب اجتياح الأخير للعاصمة صنعاء وانقلابها على الرئيس عبدربه منصور هادي. كما لم يكن الإعلان الذي بثّه حزب الاصلاح، في نوفمبر 2014 ، بشأن توجه وفد من الحزب إلى صعدة للقاء قائد الانقلابيين الحوثيين عبد الملك الحوثي، مفاجئ، من أجل ما قال إنه "لبناء الثقة، وطي صفحة الماضي"، بين الشريكين في أحداث 2011م ضد نظام الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح. الشعب اليمني أصبح اليوم اكثر وعيا ونضجا مما كان عليه في السابق وأصبح يعرف خبث ومكائد حزب الإصلاح ولم ينطل عليه ما تنفيه قيادات حزب الإصلاح من وجود علاقات وتواصل مع ميليشيا الحوثي، رغم ما أكده رئيس ما يسمى المجلس السياسي التابع للحوثيين ” مهدي المشاط ” في حديث له مع صحيفة الأخبار اللبنانية، تلقيهم رسائل ايجابية من حزب الاصلاح. حزب الإصلاح طول الأربعة الأعوام الماضية كان في دائرة الشبهة ووجهت له تهم عدة من بينها تهريب السلاح للحوثيين وتسريب لهم معلومات سرية وخطرة، ورفع إحداثيات لاستهداف الجيش الوطني والمقاومة في مأرب، وتاخير الحسم العسكري. لا أشك أن انتهازية حزب الإصلاح وتناقضاته يشكِّلان السبب الرئيسي لخلط الأوراق وتفكُّك الجبهات وتعطُّل بعضها وتراجع بعضها الآخر. وبالتالي فهو يشكل أحد أكبر العوائق أمام حسم التحالف للمعركة وإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية إلى صنعاء. ناشطون كانوا قد أكدوا وجود اتفاق سري بين الاصلاح والحوثي في مدينة تعز بهدف اخراج السلفيين من المدينة، ومن ثم تبدأ مرحلة حوار بين الاصلاح ومليشيا الحوثي لتقاسم السيطرة على المدينة. وظهر الاعلامي الحوثي محمد العماد حينها في فيديو مسجل على صفحته في الفيسبوك ليؤكد ذلك، حيث قال ان الاصلاح اذا اثبت حسن نواياه بطرد مقاتلي ابو العباس وقتال التحالف العربي، سيتم تسليم تعز له ويعين لها الحاكم الذي يريد. القيادي والكاتب في جماعة الحوثي محمد المقالح أكد في تغريدة له على تويتر رصدها موقع "الزعيم نيوز" الاسبوع الماضي، أن موقع حزب الاصلاح من الحوثي لايعبر عنه اليدومي ولا الانسي بل الصحفي في حزب الاصلاح عباس الضالعي الذي لا تخلو منشوراته الفيسبوكية من مؤازرة لميليشيا الحوثي وهجوما على قوات التحالف العربي. سجِل الإخوان المسلمين في اليمن مليء بالخيانة والانتهازية، وتحالفات حزب الجماعة لا تثبت على حال، ويتحركون وَفق أجندة خاصة، حتى لو كانت على حساب الوطن اليمني.