تقدم حزب شعبوي محلي في سويسرا الجمعة بدعوى جزائية ضد الزعيم الليبي معمر القذافي يتهمه فيها بخطف وحجز حرية رجلي أعمال سويسريين احتجزا أشهراً عدة في ليبيا، بحسب تقرير السبت 19-6-2010. وهذه الدعوى، التي تقدمت بها "حركة مواطن جنيف" أمام النيابة العامة للكونفدرالية وكذلك أمام قضاء كانتون جنيف أمس الجمعة، تطالب بملاحقة "المسؤولين عن الاختطاف، أي معمر القذافي، والمستفيدين منه، أي نجله هنيبال الذي سيحصل على مبلغ 1,5 مليون فرنك سويسري (1,08 مليون يورو)"، كما أوضح لوكالة فرانس برس محامي الحزب ماورو بوغيا. وتتحدث الدعوى خصوصاً عن اعتقال رجلي الأعمال السويسريين رشيد حمداني وماكس غولدي في خريف 2008، وتؤكد أنهما اقتيدا في 18 أيلول (سبتمبر) من ذاك العام من أمام السفارة السويسرية في طرابلس إلى مكان سري حيث احتجزا فيه حتى 9 تشرين الثاني (نوفمبر). وكانت سويسرا أعلنت الأربعاء الماضي عن تحويل مبلغ 1.5 مليون فرنك سويسري إلى حساب مصرفي في ألمانيا في إطار قضية الإفراج عن غولدي الذي احتجز في ليبيا منذ تموز (يوليو) 2008 وقضى عقوبة السجن أربعة أشهر في طرابلس بتهمة "الإقامة بشكل غير شرعي". ومن المقرر أن يحصل هنيبال القذافي على هذا المبلغ تعويضاً له عن نشر صحيفة "لا تريبون" التي تصدر في جنيف صورتين له أثناء توقيفه في الكانتون السويسري إثر شكوى بتهمة سوء المعاملة تقدم بها اثنان من خدمه ضده وزوجته.
وتم الإفراج عن غولدي الأحد الماضي بعدما وقعت سويسرا وليبيا "خطة عمل" لتطبيع العلاقات بين البلدين تنص في أحد بنودها على أنه في حال لم يتوصل القضاء السويسري إلى كشف المسؤولين عن نشر هاتين الصورتين فإن الحكومة السويسرية ستدفع التعويضات المستحقة للمتضررين في هذه القضية.
غير أن "حركة مواطن جنيف" اعتبرت أن هذا الاتفاق ينص على دفع فدية مقابل الإفراج عن رهينة، وهو ما يعاقب عليه القانون الجزائي السويسري الذي ينص على أنه "كل شخص يختطف أو يحتجز حرية شخص أو تبين أنه مسؤول عن ذلك، من أجل إجبار طرف ثالث على القيام أو عدم القيام بعمل محدد، وكل شخص عمد لنفس الغايات إلى الاستفادة من قيام شخص آخر باحتجاز رهينة، يعاقب بالسجن لمدة سنة على الأقل".
وبحسب الحزب فإن القانون الجزائي السويسري ينص على أنه "يعاقب أيضاً من ارتكب هذا الجرم في الخارج".
وقال رئيس الحزب اريك ستوفر إن "عملنا يهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة الإباء والعزة للشعب السويسري"، مشيراً إلى أنه طلب أيضاً من سلطات كانتون جنيف إعلان هنيبال القذافي "شخصاً غير مرغوب فيه".