استطاعت المبادرة اليمنية لإنشاء اتحاد الدول العربية لطفي فؤاد أحمد نعمان أن تصبغ القمة العربية الثانية والعشرين في مدينة سرت بالجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى بصبغة عملية تحاول الخروج ب"الحلم العربي" من "حيز النص" إلى "رحاب التنفيذ". "رحلة المبادرة اليمنية" من الجمهورية اليمنية إلى الأقطار العربية الشقيقة طيلة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين منحت القيادة اليمنية ممثلةً بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح إصراراً متزايداً على تنفيذها، واعتبار هذه الرحلة من قمة إلى قمة بمثابة إغناء لها بالرأي العربي الخبير عبر القنوات المشتركة، وكانت الحصيلة "قرار قومي رائد للبرلمان العربي الموحد" بالمصادقة على المبادرة وتبنيها ورعايتها حتى تلقفتها أيدي معظم القادة العرب المشاركين في القمة العربية مارس – آذار الماضي. مبادرة اليمن إلى إقامة اتحاد الدول العربية لا شك في تعدد مزاياها، فبجانب الصبغة العملية على لقاءات القمة، فقد أفضت إلى تجديد التقارب الخلاق بين قيادتين عربيتين أخلصتا الجهد للصالح القومي، وهما الرئيس الصالح وقائد ثورة الفاتح العقيد معمر القذافي. وزادت أيضاً في الأخذ بيد قادة عرب إلى الالتقاء الودي مجدداً في إطار اللجنة الخماسية العليا التي شكلت بقرار من قمة سرت، لوضع آليات تطوير العمل العربي المشترك في ضوء مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لتأسيس الاتحاد، والأفكار الليبية المقدمة من الزعيم القذافي. ويحسب للمبادرة، تكوينها نواة وثبة عربية جديدة، وقربت بين أقطار باعدت بينها الحدود، والأهم تقليصها أو محاولتها تقليص المسافة بين النص والتنفيذ.