في وقت تثير الحرب في أفغانستان معارضة واحتجاجات متزايدة، أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس الأحد أن عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين سيظلون في هذا البلد وأن الانسحاب في تموز/ يوليو 2011 سيكون محدودا. وبالرغم من ارتفاع حصيلة القتلى وتزايد الشكوك في جدوى هذه الحرب، قال غيتس إن القوات الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة تحقق تقدما في الحرب وانه لا يمكن لمتمردي طالبان المراهنة على انسحاب أمريكي، اذ ليس من المقرر القيام بعملية انسحاب واسعة النطاق. وقال: اظن انه يجب علينا أن نجدد التأكيد على الرسالة القائلة بأننا لن نغادر أفغانستان في تموز/ يوليو 2011، في إشارة إلى المهلة التي حددها الرئيس باراك أوباما لبدء الانسحاب. وتابع متحدثا لشبكة ايه.بي.سي في برنامج (ذيس ويك) برأيي، فان الانسحابات ستكون في المرحلة الاولى محدودة، مضيفا: مع تحقيق النجاح، سنسرع الوتيرة على الارجح. كذلك دافع الرئيس الامريكي باراك أوباما الأحد عن المجهود الحربي الأمريكي في أفغانستان، موضحا أن أهداف واشنطن في هذا البلد متواضعة نسبيا ويمكن تحقيقها. وفي حديث مع قناة (سي.بي.اس) الأحد قال أوباما إن لا أحد يتوقع من الحملة الدولية في أفغانستان أن تحول هذا البلد إلى ديمقراطية من الطراز الغربي. وأضاف: ما نريد القيام به صعب جدا لكنه هدف متواضع نسبيا ويتمثل في منع الارهابيين من التحرك انطلاقا من تلك المنطقة ومن انشاء معسكرات تدريب كبيرة وتدبير اعتداءات ضد الولاياتالمتحدة بدون أن يعاقبهم أحد. واعتبر أن تحقيق ذلك ممكن، مؤكدا بامكاننا التوصل إلى إرساء استقرار كاف في أفغانستان والحصول على تعاون كاف من باكستان كي لا تتعاظم المخاطر المحدقة ببلادنا. وقادت الولاياتالمتحدة في نهاية 2001 عملية اجتياح لأفغانستان اسقطت نظام طالبان المتهم بايواء تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن المشتبه بوقوفه خلف اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر على الولاياتالمتحدة. غير أن حركة التمرد التي تقودها طالبان ضد الرئيس حميد كرزاي وحكومته المدعومة من الغرب تصاعدت منذ ذلك الحين رغم انتشار حوالى 150 الف جندي في اطار القوات الدولية في هذا البلد. وسئل غيتس عما اذا كان في وسع طالبان الانتظار حتى منتصف 2011 مع ترقب انسحاب القوات الامريكية في هذا التاريخ، فرد: سنكون سعداء بذلك لاننا سنكون هناك (بعد تموز/ يوليو 2011) ومع عدد كبير من الجنود. وأقر بأن خسائر الجنود في تزايد لكنه أشار إلى تحقيق تقدم في مجالات الأمن والاقتصاد والحكم المحلي في الولايات الجنوبية مثل هلمند وقندهار. وقال غيتس: سيتطلب ذلك وقتا وسيكون صعبا وسنفقد ضحايا، لكنني أظن أن هناك مؤشرات تدل على أن هذا النهج سليم. إن هذه الاستراتيجية سليمة. ومن جهة أخرى، دافع غيتس عن دور باكستان مؤكدا انها تعمل بشكل نشط على مطاردة المتمردين، اثر صدور تسريبات كشفت عن تعاون عناصر في أجهزة الاستخبارات الباكستانية مع طالبان. وقال: الاحظ تغييرا في استراتيجية باكستان، انهم يتعاونون معنا بشكل متزايد ويعملون معنا على مكافحة المتمردين، مشيرا إلى أن 140 الف جندي في شمال غرب باكستان يقاتلون المتمردين ذاتهم الذين نقاتلهم نحن. وجاء دفاعه عن دور باكستان بعد نشر موقع الكتروني الاسبوع الماضي عشرات الاف الوثائق تشير الى وجود اتصالات بين اجهزة الاستخبارات الباكستانية الواسعة النفوذ وقادة طالبان. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عملاء باكستانيين شاركوا مع عناصر طالبان في جلسات استراتيجية سرية من أجل تنظيم شبكات من المجموعات الناشطة التي تقاتل الجنود الاميركيين في أفغانستان أو تدبير مؤامرات لاغتيال مسؤولين أفغان. وأقر غيتس بأن هذه المعلومات مثيرة للقلق. لكنه قال تخلينا عن باكستانوأفغانستان عام 1989 وتركناهما لمصيرهما، مضيفا إن الخوف من أن نعيد الكرة ما زال قائما، واعتقد أن هذا هو السبب خلف قدر من الجفاء. لكنه رأى أن باكستان أثبتت التزامها ضد مقاتلي طالبان بمهاجمتها معاقلهم في وزيرستان الجنوبية وفي وادي سوات (شمال غرب). وقال إن كون الباكستانيين يطاردون هذه المجموعات يساعدنا على تحقيق أهدافنا سواء ضد القاعدة أو في أفغانستان. وأعلن سفير باكستان في واشنطن حسين حقاني الأحد أن بلاده غير مهتمة اطلاقا بدعم طالبان. وقال متحدثا لشبكة (سي ان ان) تلقينا هجمات في باكستان أكثر من أي بلد آخر خلال السنتين الماضيتين.. وطالبان واضحون للغاية في تأكيدهم على اننا العدو. واضاف: دعونا نقولها بوضوح كامل: باكستان لا تشاطر ولا تستحسن رؤية طالبان لافغانستان أو لباكستان.. نريد أن نتثبت من دخول القرن الواحد والعشرين كدولة ديمقراطية مسلمة حديثة، ولا نتمنى لأفغانستان ما لا نتمناه لباكستان.