اعترف مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية (السي اي ايه) ليون بانيتا الاحد بان الوضع في افغانستان وان كان "يتقدم" الا ان الحرب "اكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا" في الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك في فرص نجاح التحالف الدولي. وخلال مقابلة نادرة مع شبكة ايه بي سي الاميركية قال بانيتا متحدثا على الهواء مباشرة في برنامج "ذيس ويك" (هذا الاسبوع) ان الولاياتالمتحدة تخوض منذ تسع سنوات في افغانستان "حربا قاسية جدا"، مضيفا "اننا نحرز تقدما لكنها (الحرب) اكثر صعوبة وبطئا مما كان متوقعا" وذلك بعد ايام من اقالة الجنرال ستانلي ماكريستال واعلان تعيين الجنرال ديفيد بترايوس محله. كما شدد بانيتا، الذي عينه الرئيس باراك اوباما على رأس وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي، على ان "الامر الرئيسي هو معرفة ما اذا كان الافغان سيقبلون بتحمل المسؤولية" في المعركة ضد المتمردين بعد ان تكون القوات الاجنبية قد انسحبت من البلاد. وكان اوباما اعلن في كانون الاول/ديسمبر الماضي نشر 30 الف جندي اضافي في افغانستان املا في التصدي لطالبان والبدء باعادة الاميركيين صيف 2011. الا ان الشكوك احاطت اخيرا بهذا الموعد بسبب مقاومة المتمردين الاسلاميين. ويسجل تصعيد في حركة التمرد التي يشنها عناصر طالبان ضد القوات الافغانية والاطلسية مع مرور السنين اذ تمكنوا من استعادة السيطرة في عدد من المناطق منذ ان اطيح بنظامهم عام 2001. الا ان بانيتا اكد ان الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن هي الاستراتيجية السليمة حتى ولو "ان الامر لن يكون سهلا". وذكرت صحيفة ذي انديبندنت اون صنداي البريطانية الاحد ان اقالة الجنرال ماكريستال من منصبه لم يكن سببها فقط التصريحات الصحافية التي ادلى بها، بل ايضا تقييم سلبي جدا قدمه الى وزراء دفاع الدول الاعضاء في الحلف. ففي وثائق عسكرية سرية، نبه الجنرال هؤلاء الى انه ينبغي عدم انتظار اي تقدم في الاشهر الستة المقبلة، مشككا بذلك في امكان بدء سحب القوات الاميركية في تموز/يوليو 2011 وفقا لرغبة الرئيس اوباما. ووصف الجنرال الحكومة الافغانية بانها "غير فاعلة وفاقدة للمصداقية". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اقال ماكريستال بعدما نشرت مجلة رولينغ ستون مقالا سخر فيه الجنرال من نائب الرئيس جو بايدن وعدد من اعضاء السلطة التنفيذية في الولاياتالمتحدة. وذكر بانيتا بان تحقيق النصر في افغانستان يعني بالنسبة للولايات المتحدة ان هذا البلد ينعم بالاستقرار الكافي لكي لا يشكل ملاذا للقاعدة كما كانت الحال عندما استغل تنظيم اسامة بن لادن هذا الوضع لشن هجمات 11 ايلول/سبتمبر. واعتبر بانيتا ان القاعدة لديها ما بين "50 الى مئة" مقاتل و"ربما اقل" معظمهم في المناطق القبلية شمال غرب باكستان على الحدود الافغانية اي "في المنطقة التي ربما تكون الاكثر صعوبة في العالم" على مطارديهم. الا ان بانيتا ابدى تفاؤلا نسبيا بشان اخراج بن لادن من مكمنه مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها تمكنوا من تصفية اكثر من نصف قياديي هذا التنظيم الاسلامي المتطرف. وقال "اذا واصلنا هذه الضغوط اعتقد ان الامر سينتهي بنا الى ارغام بن لادن و(الرجل الثاني في القاعدة ايمن) الظواهري على الخروج من مخبئهما وملاحقتهما". لكنه اعترف بان اجهزة الاستخبارات الاميركية لم يعد لديها معلومات محددة عن مكان وجود بن لادن منذ فراره من افغانستان الى باكستان في بداية العقد. وبشان الامام الاميركي المتشدد انور العولقي الذين يعيش في اليمن اكد بانيتا ان جواز سفره لا يحميه من تصفية محتملة. وتتهم واشنطن العولقي بالوقوف وراء اعتداءات عدة على الاراضي الاميركية وخصوصا الاعتداء الفاشل الذي استهدف رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد. وقال "انه ارهابي ومواطن اميركي فعلي لكنه قبل كل شيء ارهابي وسنتعامل معه على هذا الاساس. ليس لدينا قائمة اغتيالات لكن استطيع ان اقول لكم ان لدينا قائمة للارهابيين وهي تشمله".