جددت الأممالمتحدة امس الجمعة (27 مايو) قلقها من العنف المتصاعد في اليمن، وخشيتها من أن يجر إلى حرب أهلية، داعية الحكومة إلى وقف العنف والحملة القمعية القاتلة. يأتي ذلك بعد يومين فقط من تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب فيها عن انزعاجه الشديد بسبب أحداث العنف والمواجهات التي تجرى وسط العاصمة صنعاء. وأصدر مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بيانا صحفيا نشر مساء اليوم الجمعة على الموقع الالكتروني التابع له، تضمن تصريحات لمفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، لفت فيها إلى سعي المفوضية للتأكد من التقارير التي تسلمها حول وجود عشرات الضحايا، وتقارير أخرى حول قصف القوات الحكومية للمناطق السكنية. وجاء في البلاغ الصحفي: "يعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ من تصاعد العنف في اليمن، والذي قال انه قد يدفع البلاد إلى حافة حرب أهلية، ودعا الحكومة لوقف حملتها القمعية الفتاكة". وأضاف البلاغ"إن مكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان (OHCHR) قال أنه يسعى للتأكد من التقارير التي تلاقها بخصوص سقوط عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في القتال خلال الأيام القليلة الماضية، فضلا عن تقارير بخصوص القصف الذي تقوم به القوات الحكومية في المناطق السكنية". وأشار إلى أن "الخسائر في الأرواح اقتربت من 100 منذ بدء القتال يوم الاثنين بعد أن رفض الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، للمرة الثالثة التوقيع على اتفاق لنقل السلطة وسط الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، والتي بدأت في وقت سابق من هذا العام". وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم المفوضية في جنيف، للصحفيين أن"التصعيد الخطير للعنف في اليمن على مدى الأيام القليلة الماضية مقلق للغاية، خصوصا أن الحكومة والمعارضة كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق". وأضاف "إننا نشعر بقلق عميق بأن هذا العنف قد يدفع البلاد إلى شفا حرب أهلية"، على حد قوله. كما أضاف، أيضاً "إننا ندعو الحكومة إلى وقف الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة، ولإيقاف استهداف الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، والتحقيق والتحري بجدية في جميع الإدعاءات المتعلقة بالجرائم التي ترتكبها قوات الأمن." وجاء في السياق "ومددت الحكومة اليمنية دعوة المفوضية لوصول فريق البعثة الميدانية إلى نهاية حزيران/يونيو لكن مكتب المفوضية يسعى للوصول في وقت أقرب من ذلك". وقال السيد كولفيل "نحن نخوض مناقشات مع الحكومة حول مهام البعثة". وكان، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال يوم الأربعاء بأنه "منزعج بشدة" بسبب الاشتباكات العنيفة في وسط العاصمة، صنعاء، بين قوات الأمن الحكومية ورجال القبائل المسلحة والتي خلفت العديد من القتلى والجرحى. وحث جميع الأطراف على حل سلمي للأزمة السياسية الراهنة.