أعربت وكالات الأممالمتحدة يوم الثلاثاء عن قلقها إزاء استمرار الصراع في محافظة أبين باليمن، حيث فرّ المزيد من المشردين داخليا إلى المناطق والمحافظات المجاورة بالإضافة إلى تدهور الوضع الصحي والأمني للعديد من المشردين داخليا. ووفقاً لتقديرات الأممالمتحدة، فإن هناك حوالي مئة ألف مشرد داخليا في لحج وخمسة عشر ألف في عدن باليمن. ويعيش معظم المشردين داخليا في عدن في المدارس، أما المشردون في لحج فيعيشون لدى عائلات مضيفة. وكشفت سجلات منظمة اليونيسف إلى أنه قد تم تلقيح أربعين في المئة فقط من مجموع الأطفال البالغ عددهم أربعمائة وخمسين ألف طفل. وأوضحت المتحدثة باسم اليونيسف ماريكسي ميركادو أن العنف وانعدام الأمن والنقص المزمن في البنزين في جميع أنحاء البلاد أدى إلى إغلاق ثلاثين في المئة من مرافق التحصين منذ شباط/فبراير، وهناك مخاوف حول سلامة اللقاحات، خاصة وأن المرافق المتبقية تعاني من نقص متكرر في التيار الكهربائي. وقالت ميركادو "الخدمات الصحية التي ساهمت بتغطية حوالي ثلاثين في المئة من عمليات التحصين في ظل الظروف العادية، قد تم تعليقها. وفي المناطق الحضرية مثل صنعاءوعدن و تعز ومحافظتي أبين وصعدة، توقفت عمليات التلقيح بسبب القتال العنيف. مما أثار خطر تفشي الحصبة وغيرها من الأمراض التي تتسب بمعدل وفيات مرتفع، خاصة في ظل ارتفاع مستويات سوء التغذية بشكل كبير في البلاد". وذكر طارق جساريفيتش من منظمة الصحة العالمية أن ممثل المنظمة في اليمن قد زار المحافظات الجنوبية، عدنولحج، في الأيام القليلة الماضية للحصول على معلومات مباشرة حول الاحتياجات الصحية والثغرات الموجودة في محاولة لتعزيز وتوسيع عملية استجابة منظمة الصحة العالمية. وأضاف "إن المحافظات الجنوبية لا تواجه فقط القتال الذي يؤدي إلى التشرد، ولكنها تواجه أيضا مشكلة تفشي أمراض الإسهال في أبين. وتقريبا كل المرافق الصحية العامة في محافظة أبين لا تعمل. وقد تفشى المرض في السابع من نيسان/أبريل، وحتى الآن أبلغ مستشفى الرازي عن استقباله لحوالي ستمائة وسبعين مريضا، فيما أبلغ مستشفى آخر في شكر عن استقباله لخمس وسبعين حالة". وأكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه في حال "لم تتخذ إجراءات فورية للسيطرة على المرض الآن، يمكن أن يتدهور الوضع أكثر فأكثر ويتفشى المرض في المحافظات المجاورة". يذكر أن تمويل القطاع الصحي في اليمن في الوقت الراهن يصل إلى واحد وعشرين في المائة، من أصل ثلاثين مليون دولار هي المطلوبة. بحسبما أفادت وكالات الأممالمتحدة الإنسانية. إلى ذلك، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من ألف وتسعمائة مهاجر اثيوبي الذين تقطعت بهم السبل بالقرب من الحدود اليمنية السعودية، يعيشون في ظروف بائسة وهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم. وقال جان فيليب شوزي المتحدث باسم المنظمة في جنيف إن المنظمة استأنفت برنامج الإجلاء الإنساني في اليمن لمساعدة المتضررين من الصراع في إيجاد ملجأ آمن. وأضاف "وصلت مجموعة من مئة وخمسة وسبعين إثيوبي إلى أديس أبابا في الساعات الأولى من الصباح، بينهم مئة وخمسة عشر قاصرا غير مصحوبين من أهاليهم، سيحالون إلى اليونيسف في وقت لاحق اليوم. هذا بالإضافة إلى بعض المصابين بطلقات نارية. وقد تم نقل المجموعة من حرض إلى الحوديدة على ساحل اليمن المطل على البحر الأحمر ومن هناك إلى أديس أبابا بواسطة حافلة استأجرتها المنظمة".