القاهرة (رويترز) – تعلن يوم الخميس النتائج لاول انتخابات حرة في مصر منذ نحو 60 عاما ومن المتوقع أن يحصل الاخوان المسلمون فيها على خمسي الاصوات في مجلس ربما يحد من سلطة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة شؤون البلاد. وتأمل جماعة الاخوان المسلمين أقدم وأفضل جماعة اسلامية تنظيما أن يحصل حزب الحرية والعدالة التابع لها على تمثيل قوي في البرلمان. ويقول الحزب انه يأمل أن يشكل حكومة ائتلافية بمجرد انتهاء الانتخابات في يناير كانون الثاني. ويقول المجلس العسكري الذي يتعرض لضغوط متزايدة لافساح الطريق للحكم المدني انه سيحتفظ بسلطة اختيار الحكومة أو اقالتها. لكن زعيم حزب الحرية والعدالة قال يوم الثلاثاء ان الاغلبية في البرلمان يجب أن تشكل الحكومة. واستقالت اخر حكومة في مصر خلال احتجاجات على الحكم العسكري في الشهر الماضي والتي سقط فيها 42 قتيلا خاصة حول ميدان التحرير في وسط القاهرة محور الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط. ويسعى كمال الجنزوري وهو رئيس وزراء أسبق طلب منه المجلس العسكري تشكيل "حكومة انقاذ وطني" الى اتمام المهمة خلال اليومين القادمين لكنه أقر يوم الاربعاء بأن خمسة من مرشحي الرئاسة المحتملين رفضوا دعوات للانضمام للحكومة الجديدة. ويقول محتجون عادوا الى ميدان التحرير الشهر الماضي غضبا من عزوف المجلس العسكري فيما يبدو عن تسليم السلطة ان القادة العسكريين يجب أن يتنحوا بدلا من تعيين رجل من العهد الماضي مثل الجنزوري البالغ من العمر 78 عاما والذي كان رئيسا للوزراء ابان عهد مبارك في التسعينات. وقالت هايدي عصام (21 عاما) وهي طالبة حقوق "نريد من المجلس العسكري أن يرحل…. لن نغادر ميدان التحرير حتى اذا اضطررنا أن نبقى شهورا حتى تتشكل حكومة انتقالية." ويعتزم مسؤولون الاعلان يوم الخميس عن نتيجة السباق على المقاعد الفردية في أولى مراحل انتخابات تجرى على ثلاث مراحل على مدى ستة أسابيع على أن يعلن عن نتائج القوائم الحزبية في يناير كانون الثاني. وبما يتناقض مع الترويع والمخالفات الانتخابية الجسيمة التي كانت كثيرا ما ترتكب في عهد مبارك الذي استمر نحو 30 عاما اتسمت الانتخابات يومي الاثنين والثلاثاء بالهدوء مع وجود مخالفات بسيطة. وقال ياسر عبد المنعم (47 عاما) وهو مدرس لغة انجليزية أدلى بصوته لصالح حزب الحرية والعدالة ان الفارق هائل. وأضاف "قبل ذلك كانت هناك بلطجة وكان الناس سلبيين. كانوا يقولون لانفسهم ‘لماذا أذهب للتصويت؟ ستزور الانتخابات على أي حال'." وقال سرجيو بيتار وهو من قادة وفد من المعهد الوطني الديمقراطي المشارك في مراقبة الانتخابات ومقره واشنطن "الفائز الواضح حتى الان هو الشعب المصري.. الذي عبر عن رأيه بحسم في رغبته في اتمام التحول للديمقراطية." وبدأت قوى غربية تتقبل فكرة أن الديمقراطية في العالم العربي ربما تؤدي الى تولي اسلاميين السلطة خاصة بعد أن تصدر حزب اسلامي في كل من تونس والمغرب الانتخابات التي أجريت في الاونة الاخيرة. لكنها قلقة ايضا من أثر الحكم الاسلامي في مصر على معاهدة السلام التي أبرمها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع اسرائيل في عام 1979 . كما يخشى بعض المصريين من احتمال أن تحاول جماعة الاخوان المسلمين فرض قيود على البلد الذي يعتمد بصورة كبيرة على النشاط السياحي والذي يمثل فيه المسيحيون عشرة في المئة من بين نحو 80 مليون نسمة. ونفى علي خفاجي أمين شباب حزب الحرية والعدالة هذه المخاوف قائلا ان هدف جماعة الاخوان هو القضاء على الفساد وبدء الاصلاح والتنمية الاقتصادية. وأضاف خفاجي البالغ من العمر 28 عاما لرويترز أنه سيكون من الجنون محاولة حظر احتساء الخمور أو فرض الحجاب. وسيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع أزمة اقتصادية دفعت بالفعل سعر الجنيه المصري الى أدنى مستوى منذ نحو سبع سنوات بعد تدني النشاط السياحي وانهيار الاستثمارات في الاضطرابات التي أعقبت سقوط مبارك يوم 11 فبراير شباط. وقال محلل مالي طلب عدم نشر اسمه "العجز المتصاعد في الميزانية لن يشعر به المصريون على الفور." مضيفا أن اجراءات التقشف ستكون مطلوبة لا محالة. ومضى يقول "قلما ينظر لها الجمهور بشكل ايجابي لانها تتضمن زيادة ضرائبية أو خفض الانفاق أو كليهما." من اليستير ليون === المصدر:: اخبارية نت / نقلا عن رويترز