أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل محادثات في الدوحة اليوم برعاية أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وقالت وكالة الأنباء القطرية إنه جرى خلال اللقاء استعراض سبل تعزيز المصالحة الفلسطينية الكفيلة بدعم تشكيل حكومة توافق وطني إضافة إلى بحث آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة. وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومفوض العلاقات الوطنية فيها عزام الأحمد للجزيرة أن اجتماع عباس ومشعل شهد توافقا كاملا إزاء تشكيل الحكومة الفلسطينية. وأضاف أنه تم خلال اللقاء استعراض عمل اللجان التي شكلت بعد اتفاق المصالحة وبينها لجنة الانتخابات ومنظمة التحرير مضيفا أنه كان هناك تركيز على لجنة الانتخابات المركزية بعد أن تأخر افتتاح مكتبها في غزة. ورأى الأحمد أنه "من خلال ما جرى استعراضه (في اللقاء) تم إنجاز الكثير خصوصا في موضوع الجوازات والمعتقلين ومنع السفر". وأضاف أنه "تم التفاهم على طرق معالجة المعوقات". وقال مفوض فتح إن جلسة مسائية ستعقد بين عباس ومشعل برعاية ولي العهد القطري تميم بن حمد آل ثاني لاستكمال المداولات. وفي التعقيبات التي صدرت قبل اللقاء طالب عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة كايد الغول في تصريح صحفي، كلا من عباس ومشعل بالتقيد التام بما تقرر من آليات تنفيذ اتفاق المصالحة، وإعطاء أولوية لتشكيل الحكومة حتى تتمكن من معالجة مختلف الملفات. وجاء اللقاء -وهو الثالث بين عباس ومشعل منذ اتفاق المصالحة الذي رعته مصر في مايو/ أيار الماضي- وسط عدم مبالاة شعبية حسبما أفاد به مراسل الجزيرة في فلسطين وليد العمري. وأرجع العمري تراجع الاهتمام الشعبي باللقاء إلى تعثر تطبيق إجراءات بناء الثقة بين الطرفين وخصوصا فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، مضيفا أن اللقاء رغم ذلك يتسم بالأهمية نظرا لأنه سيتطرق إلى ملف المفاوضات مع إسرائيل وملف تشكيل الحكومة والانتخابات. مستوى التقدم في هذه الأثناء تواصل الجدل في الأوساط الفلسطينية بشأن مستوى التقدم الذي تحقق في عمل لجان المصالحة الفرعية المختصة بقضايا "إجراءات بناء الثقة" التي أقرت بين الجانبين بعد اتفاق المصالحة الذي رعته مصر. واستبقت حماس الاجتماع بنفي إعلان لجنة الحريات المنبثقة من لقاءات الفصائل الفلسطينية في القاهرة الشهر الماضي الإفراج عن 62 من عناصرها المعتقلين على خلفيات سياسية في الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي إن حركته "تستغرب التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين في حركة فتح بإعلانهم إطلاق سراح 62 من معتقلي حماس في سجون الضفة، في وقت تستخدم فيه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية سياسة الباب الدوار وتعتقل العشرات وتطلق سراح البعض". واعتبر برهوم أن ما أعلن عنه من إطلاق سراح 62 من معتقلي حركة حماس في سجون الضفة الغربية "تضليل للرأي العام الفلسطيني وللجنة الحريات واستخدام سياسة الباب الدوار لإرباك عمل هذه اللجنة". جوازات السفر وفي السياق ذاته كذبت لجنة تطلق على نفسها "الممنوعون من الحصول على جواز سفر" في قطاع غزة إنهاء ملف القضية بشكل كلي كما أعلنت ذلك لجنة "الحريات العامة". وقالت اللجنة في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة غزة اليوم إن "آلافا" من سكان غزة ما زالوا ممنوعين من الحصول على جواز سفر، معتبرة ذلك "استمرارا للمراوغة من أجل الهروب من تطبيق المصالحة الفلسطينية، وأن المصالحة ما زالت كذبة وكلمة في الإعلام من دون واقع". وكانت لجنة "الحريات" التي تضم ممثلين عن حركتي فتح وحماس وفصائل أخرى قد أعلنت منذ أسبوع التقدم في حل ملفي المعتقلين السياسيين وصدور جوازات السفر لسكان غزة إلى جانب ملفات أخرى ذات علاقة. اخبارية نت / الجزيرة نت