ارتفعت حصيلة أعمال العنف التي شهدتها محافظة عدنجنوب اليمن أمس إلى سبعة قتلى بينهم ثلاثة جنود، ونحو 15 مصابا، خلال اشتباكات بين أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وقوات الأمن اليمنية رافقت الانتخابات الرئاسية. واقتحم مسلحون من أنصار الحراك عددا من المراكز الانتخابية في المعلا وكريتر والمنصورة وقاموا بإحراقها. كما قامت مجاميع مسلحة بقطع الطرق المؤدية إلى بعض المراكز الانتخابية وأشعلوا الإطارات لمنع وصول الناخبين إليها وتخللت ذلك اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن. وساد الهدوء الحذر منذ إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة من مساء أمس وسط مخاوف من تجدد المصادمات وأعمال العنف بين قوات الأمن ومسلحين من أنصار التيار المتشدد في الحراك الجنوبي. ووفقًا لرئيس لجنة الإشراف على الانتخابات في عدن عبد العزيز يحيى فإن العملية الانتخابية "بدأت بشكل جيد وسط إقبال كبير من قبل الناخبين فاق كل التوقعات وأظهرت سجلات الانتخابات أن عدد من أدلوا بأصواتهم حتى ساعات الظهيرة تجاوز 60%". ووصف عبد العزيز يحيى عملية الاعتداء بأنها "تتنافى مع الديمقراطية والنضال السلمي من قبل جماعات خارجة عن القانون، وتتحمل مسؤوليتها الجهات الأمنية". وأرجع حالة الانفلات الأمني إلى "تراخي الأجهزة الأمنية وعدم استشعارها المسؤولية مما أدى إلى قيام جماعات خارجة عن القانون بمداهمة بعض المراكز الانتخابية ومصادرة صناديق الاقتراع". وأكد أن ما تم الاستحواذ عليه ومصادرته من صناديق الاقتراع بلغ 6% من إجمالي صناديق الاقتراع، وأن توجيهات صدرت عقب الأحداث بسحب جميع صناديق الاقتراع إلى الدوائر الأصلية لتفادي حدوث صدامات أخرى، فيما تم إغلاق مراكز أخرى لتفادي حدوث مصادمات". ويبلغ عدد الناخبين المقيدين في سجلات الانتخاب بعدن 307 آلاف ناخب وفقا لسجلات لجنة المشرفة على الانتخابات في عدن. اتهامات ويتهم ناشطون بعدن أعضاء في الأجهزة الأمنية بالتواطؤ وتقديم تسهيلات لتمكين بعض العناصر من اقتحام تلك المراكز والسيطرة على صناديق الاقتراع فيها. وقال رئيس اتحاد القوى الثورية في عدن عبد الله العليمي إن ما شهدته عدن من إقبال كبير للناخبين في ساعات الصباح الباكر أغاظ اللجان الأمنية التي أظهرت تواطؤا فاضحا مع تلك العناصر حسب قوله. وأشار إلى أن تلك القوات لعبت دور المتفرج إزاء أفعال مسلحين يتبعون الجناح المسلح في الحراك الجنوبي وأن عملية اقتحام المراكز جاءت بإيعاز من أنصار بقايا نظام علي عبد الله صالح. ووصف ما جرى بأنه "عمل لا أخلاقي يصب في اتجاه إقصاء الآخر بمصادرة أصوات الناخبين من خلال إحراق الصناديق والقيام بطرد المواطنين ومنعهم من المشاركة في العملية الانتخابية والتعبير عن قناعاتهم بكل حرية". تهيئة أما رئيس قسم علم الاجتماع السياسي بجامعة عدن سمير عبد الرحمن الشميري فاعتبر أن إجراء الانتخابات في ظل ظروف لا تزال صعبة وقلقة جدا تعيشها اليمن وفي ظل حالة الاحتقان والتوتر السائد في الساحة الجنوبية أحد أسباب أحداث اليوم المؤسفة بعدن. وقال للجزيرة "ما لم تتم معالجة الظروف الراهنة بطريقة عاجلة وسليمة تتسم بالكثير من العقلانية فإنها قد تتضخم وتشكل طاقة خطر حقيقي على المجتمع والأمن العام". وأضاف أنه "من الخطأ إجراء انتخابات في عدن في ظل ما تعيشه من حالة انفلات أمني مريع دون أن يسبق تلك الانتخابات معالجات شافية للوضع الأمني المترهل في المدينة منذ تسعة أشهر".