عدن - قال المجلس الأعلى للحراك المنادي بالانفصال أن الانتخابات الرئاسية اليمنية التي جرت يوم أمس الأول الثلاثاء"فشلت" في المحافظات الجنوبية، وأن" نسبة المقاطعة والرفض بلغت 96 بالمائة".. نافيا بأثر رجعي ارتباط فصائل الحراك بأعمال العنف التي شهدتها بعض المناطق لمنع الاقتراع. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس بعدن ضم عدد من ممثلي أجنحة داخل المجلس الأعلى للحراك بعد انقسامات طالته أواخر العام 2010 ومطلع العام 2011، وفي مسعى استباقي للتشكيك بنتائج الانتخابات الرئاسية والمقرر إعلانها في غضون الساعات القادمة. وقال السفير السابق "قاسم عسكر جبران" أن ما اسماه "شعب الجنوب استخدم كل الأشكال المتاحة بالنضال السلمي", وفي المقابل قال أن "النظام استخدم كل قواه العسكرية ويريد أن يرغم الجنوبيين في أن ينتخبوا بالقوة". وطبقا لما نقله موقع "عدن الغد" الذي حضر فعاليات المؤتمر أعرب قاسم عسكر عن أسفه الشديد لما قاله السفير الأمريكي "غيرالد فايرستاين", حيث كان "فايرستاين" قد قلل من تأثير مقاطعة الحراك في الجنوب والحوثيين في الشمال على العملية الانتخابية الرئاسية. وقال أن "حصافة السفير لم تكن في محلها". وأضاف "جاءت الرسالة من شعبنا رد بليغ وواضح". كما أكد "جبران" أن الأشهر القادمة ستشهد تطوراً في القضية (الجنوبية)" معتبراً أن "المسألة زمنية فقط, وستتحول المواقف الإقليمية والدولية, هناك مصالح, والأشهر القادمة ستكون منعطف مهم". من جانبه هاجم القيادي الحراكي العميد "عبد الحكيم الشاويش" ثورة إسقاط النظام ، وقال بأنها جاءت بخطاب استعلائي" معتبراً أن "هذا صعّد من وتيرة الحراك", واصفاً أن ماجرى من احتجاجات لإسقاط النظام كانت "خديعة" للكثيرين. وحول تورط فصائل بالحراك مسلحة بالوقوف خلف منع الاقتراع ومهاجمة مراكز في عدد من المناطق جنوبي اليمن ، قال الشاويش أن "الحراك أعلن العصيان المدني فقط" متهماً من وصفهم ب"الخصوم " بأنهم "ينسبون كل شيء للحراك الجنوبي", ومضيفاً "النزول إلى الميدان (كان) سلمياً مع شعب الجنوب, وهذا الذي حصل (هو) نتيجة للقوة العسكرية وإطلاق النار, ردة الفعل طبيعية (هي أن) الشباب الغاضب اتجه صوب اللجان وأخرج الصناديق وأحرق الأوراق, لجان أخرى عندما سمعت أغلقت وأخرى سلمت الصناديق للمواطنين". وأضاف الشاويش "كان شعارنا في العصيان المدني إفشال الانتخابات بعيداً عن العنف والفوضى, وقد استنكرنا كل هذا الذي حصل من عنف". وفي السياق اعتبر القيادي في مجلس الحراك المحامي علي هيثم الغريب أن 60 مديرية من أصل 100هي بيد الحراك الجنوبي, لافتاً إلى أن هناك موظفين حكوميين, في إشارة إلى سيطرة النظام عليهم عبر مرتباتهم الشهرية. وأكد الغريب "سنظل نعبر عن قضيتنا بواسطة هذا الشعب العظيم الذي قدم أكثر من 1200 شهيد", مضيفاً "أخبرنا بن عمر أننا لسنا ضد الحوار ولكن يجب أن يكون هناك حوار بين المتصارعين في الشمال, نطلب أن يتم الحوار في صنعاء وعندما يتفقون سنجلس مع الطرف الشمالي تحت مظلة دولية". بدوره أكد الدكتور "صالح يحيى سعيد" أن "استراتيجية الحراك هي النضال السلمي, لكن في حال العجز فهناك الكثير من الخيارات الأخرى أمام شعب الجنوب حتى يحصل على الاستقلال". وكانت اليمن شهدت انتخابات رئاسية مبكرة بمرشح وحيد ينحدر من الجنوب هو المشير عبدربه منصور هادي، وسط اقبال فاق التوقعات لاسيما بمناطق شهدت دعوات لمقاطعتها ورفضها مع ترهيب وممارسات مسلحة وهجمات من قبل فصائل الحراك جنوبا ، والحوثيين شمالا لمنعها ومنع الناخبين واحراك صناديق ما تسببت بسقوط نحو 10 قتلى من الجنود ومواطنين وأعضاء لجان انتخابية الى جانب عشرات الجرحى من عسكريين ومدنيين-بحسب الداخلية اليمنية.. واتهم قادة في أحزاب المشترك –المعارضة سابقا الحاكمة حاليا - اللجان الأمنية بالتواطؤ مع مسلحي الحراك الجنوبي الذي اقتحموا مراكز انتخابية، وقال قيادي في حزب الإصلاح الإسلامي الحاكم والنافذ بالبلاد وبتكتل المشترك في بيان إن اللجان الأمنية تعاملت مع العملية الانتخابية بصورة غير مسؤولة بعد تدفق عشرات الآلاف من المواطنين للمشاركة. وفي تأكيد رغبة سفك الدماء بعدد من المحافظات جنوبي اليمن لاستثمارها، أضاف القيادي الإصلاحي بالقول "أظهرت اللجان الامنية تواطئا مفضوحاً ومارست دور المتفرج عند إقدام مسلحين يتبعون الحراك المسلح وأنصار النظام في الإدارة المحلية والمؤسسة الأمنية باقتحام مراكز وتسليمهم صناديق الاقتراع بعد تصويت مواطنين لأحرقها كاملة". وكانت اللجنة العليا للانتخابات قالت في مؤتمر صحفي برئاسة نائب رئيس اللجنة خميس الديني أمس الاول "أن اللجان الأمنية تعاملت مع بعض انصار الحراك في المحافظات الجنوبية والحوثيين في صعدة بطريقة ايجابية رغم حدوث بعض الاعتداءات على صناديق الاقتراع",وأضافت :" لدى اللجان الأمنية المعنية بتأمين مركز ولجان الاقتراع، تعليمات صارمة بعدم التعامل المسلح مع اية حالات شغب". ولفتت اللجنة العليا للانتخابات إلى انها ممثلة برئيس اللجنة الامنية نائب رئيس اللجنة خميس الديني تدير اللجان الأمنية للاتنخابات بشكل كامل، وحرصت على ان تتم العملية الديمقراطية، دون ان يرافقها سفك الدماء. وأكدت أن عملية الاقتراع في مجملها سارت سيراً حسناً وسط إقبال فاق كل التوقعات في عموم البلاد باستثناء بعض الحوادث في بعض المراكز الانتخابية في محافظات عدن والمكلا والضالع ولحج وصعدة. واضافت" هي حوادث متوقعة، في ضوء إطلاق دعوات للمقاطعة وعندما وجد من أطلقوا تلك الدعوات أنفسهم لم يربحوا المقاطعة انتقلوا إلى مرحلة المقاومة وإحراق بعض الصناديق واقتحام بعض مراكز الاقتراع".