أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اليوم الثلاثاء أن بلاده متمسكة بخيار الحوار لحل أزمة الثقة مع الغرب بخصوص ملف إيران النووي، مبديا في الآن ذاته تفاؤله بخصوص المباحثات الجارية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال صالحي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر لنزع السلاح ترعاه الأممالمتحدة بجنيف، "قلنا مرارا وتكرارا إن هناك خيارين للتعامل مع البرنامج النووي السلمي لإيران. الأول التعامل والتعاون والتواصل والثاني المواجهة والصراع". وأضاف "إيران واثقة من الطبيعة السلمية لبرنامجها وتمسكت دوما بالخيار الأول. وحين يتعلق الأمر بحقوقنا ذات الصلة والتزاماتنا فإن موقفنا الدائم هو أن إيران لا تسعى للمواجهة ولا تريد شيئا غير حقوقها المشروعة التي لا تمس". واتهم المسؤول الإيراني الغرب بالكيل بمكيالين لدعمه إسرائيل التي قال إنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. تفاؤل إيراني لكنه أكد بالمقابل أن بلاده "تنتظر أن تستمر محادثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وأنها متفائلة بإمكانية سيرها في الطريق الصحيح". من ناحية أخرى قال مسؤول استخباري أميركي اليوم إن إسرائيل قد لا تنذر الولاياتالمتحدة إذا قررت استهداف برنامج إيران النووي. وقال المسؤول الأميركي الذي فضل عدم كشف هويته إن مسؤولين إسرائيليين -بينهم وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- أبلغوا مسؤولين أميركيين كبارا زاروا إسرائيل أن عدم إبلاغ واشنطن بالنوايا الإسرائيلية سيعني أن الإدارة الأميركية لن تتحمل مسؤولية منع هجوم محتمل على إيران. ويحاول المسؤولون الأميركيون إقناع تل أبيب بأن ضربة إسرائيلية لن تفعل أكثر من تعطيل البرنامج مؤقتا، لكن الموقف الإسرائيلي منبعه أيضا خيبة أمل من سياسة واشنطن، بعد أن اقتنع المسؤولون الإسرائيليون بأنها لا تريد لا مهاجمة إيران ولا القبول بعمل انفرادي ضدها. وسيكون الموقف المشترك من إيران موضوع محادثات لبعض كبار المسؤولين الإسرائيليين في واشنطن الأيام القادمة، حسب المسؤول الاستخباري. اتحاد المواقف ويأتي هذا التحذير -حسب مراقبين- بينما تحاول كل من تل أبيب وواشنطن تقديم صورة للعالم تظهرهما بصورة المتحدين في موقفهما من طهران. لكن داتش روبيرسبيرغر -وهو أرفع مسؤول ديمقراطي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي- زار إسرائيل مؤخرا، قال ل"سي أن أن" الاثنين "أشعر أن إسرائيل جادة جدا في موضوع استهداف منشآتهم النووية العسكرية". وأضاف أن تل أبيب ترى أن واشنطن لا تقدر جيدا الأبعاد العسكرية للتقدم الذي تحرزه إيران في تخصيب اليورانيوم، وتشعر أنه سيكون عليها اتخاذ القرار بمفردها. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن استمرار إيران في التخصيب سيعني قريبا أنه لن يمكن التسامح معها. وحاول عدد من مسؤولي الاستخبارات والعمليات الخاصة الأميركيين إبقاء قناة حوار مفتوحة مع تل أبيب، وكان بين الخيارات استخدامها قواعد أميركية في المنطقة لتنفيذ ضربة محتملة كطريقة تضمن بها واشنطن علمها المسبق بالنوايا الإسرائيلية، حسب ما ذكر المسؤول الاستخباري الأميركي ومسؤول أميركي سابق على علم بهذه الاتصالات. وتنكر إيران أن يكون لبرنامجها أبعاد عسكرية، رغم أن تقريرا جديدا للوكالة الدولية للطاقة الذرية تحدث الأسبوع الماضي عن مخاوف جدية من أن يكون الأمر كذلك. اخبارية نت / الجزيرة نت