باتت محافظتا مأرب وشبوه مصدر قلق لسكان العاصمة صنعاء بل واليمن كلها بسبب تكرار عملية تفجير انابيب النفط والغاز وتفجير خطوط نقل الكهرباء. وفي هذا السياق يقدم جعبل طعيمان وهو نائب برلماني عن حزب الاصلاح واحد المشائخ المهمين في مارب تفسيرا لما يقوم به مسلحون قبليون ويؤكد على أنها طريقة درج القبائل هناك على التعبير بها عن مطالب مشروعة وغير مشروعة، ومع تعبيره عن رفضه لهذا الاسلوب الا انه يرى ان هناك اسبابا اخرى يجب ان ننظر اليها واهمها ان غياب الدولة هو رأس المشكلة وان حضورا للدولة هناك سيجعل الناس يعدلون طريقتهم في التعبير عن مطالبهم. المصدر أونلاين التقى بطعيمان وناقش معه هذه القضايا وقضايا أخرى: إليكم نص الحوار: * إذا ما بدأنا هذا اللقاء السريع بإعلانكم الاستعداد للكشف عن المتورطين في التفجيرات والأعمال الإرهابية التي طالت بعض المنشآت النفطية في مأرب.. بغض النظر عن أسماء الفاعلين، برأيكم ما الذي يدفعهم للقيام بمثل هذه الجرائم؟ - عندما يحدث الانفلات في أي بلد لا بد أن يظهر أشخاص يدعون بأنهم يطالبون بحقوق من الدولة بوسائل يفرضونها على الحكومة. * هل الانفلات الأمني هو السبب الوحيد؟ - برأيي أن الانفلات الأمني اكبر الأسباب لكن الأسباب كثيرة ومبررات المتورطين كثيرة، مثل أن الحكومة وعدتهم بتوريد أسلحة، وفي الميناء يتم مصادرتها وقضايا تعويض أراضي، وهذه الأعمال تكلف الاقتصاد الوطني الكثير. * لكننا نلاحظ أن هذه الجرائم ليست جديدة على المنطقة حتى نقول إنها بسبب الانفلات الأمني.. شهدت مأرب جرائم خطف وتفجير أنابيب في وقت كانت الدولة في وضع طبيعي. - سواءً كانت هذه الأعمال في الفترة الماضية أو الآن، فهي بالدرجة الأولى نتيجة الانفلات الأمني وهو حاصل في مأرب من قبل فالدولة عندنا غائبة بشكل متعمد. * لماذا غابت الدولة؟ - كان النظام السابق يعمل وفق سياسة "فرق تسد" ويعمل على أن يتصارع الناس بينهم وينشغلون بخلافاتهم وقضاياهم التي يخترعها هو، ومن أجل ذلك لا بد أن تغيب الدولة حتى يحدث الصراع. * ما هي مظاهر غياب الدولة؟ - غابت الدولة يا أخي في كل المجالات.. في التعليم والتنمية والصحة. من يتصور أن محافظة مأرب التي يخرج من تحتها النفط والغاز وتمر منها محولات الطاقة الكهربائية، تغرق في الظلام الدامس ويعاني أهلها من غياب أبسط الخدمات الأساسية بعد خمسين سنة من الثورة .. محافظات المنطقة الشرقية على ما فيها من مقومات للسياحة والحياة ليس فيها حتى مستشفى يتعالج فيه الناس.. إذا لدغت واحد منا عقربه لابد أن نسعفه إلى صنعاء حيث يوجد مستشفى وقد يموت الناس لأبسط الأسباب.. تخيل أن المجمع الحكومي تتم إنارته بمولد ولم يحظ بكهرباء عمومية. وكما عمل النظام على حرمانها من الخدمات بتخصيص مبالغ زهيدة للتنمية فقد عمل على تهميش أبناء المناطق الشرقية بالذات مأرب والجوف ليس منها حتى وزير واحد.. أبناؤنا يستبعدون من المناصب الهامة. * هل يستبعدون لأنهم غير مؤهلين أم لأسباب سياسية؟ - لا لا.. ليس معقول أن تكون محافظة كاملة ليس فيها واحد مؤهل لأن يكون وزير أو محافظ على مدى عقود.. المشكلة كانت أن رأس النظام يريد مسؤولين "يمشوا على كيفه" ولا يرد أحد منهم عليه قول ولذلك كان يولي من يسمع كلامه، وهذا غير متوفر في أبناء مأرب الذين يتميزون في العادة بالذكاء واحترام النفس، ولذلك كان يمنعهم من الوصول إلى مواقع القرار كما أنهم أهل شورى وليسوا أهل استبداد ولا يقبلون طريقة التعامل التي كان يفضلها. * طالما تحدثنا عن أبناء مأرب ذكر تقرير صحفي صدر عن مركز بريطاني متخصص أن الطائرات الأمريكية قتلت مئات الأشخاص في اليمن وكما تعرف فهي قتلت الكثير من أبناء منطقة مأرب الأبرياء.. ومع ذلك لم نسمع أي رد فعل يتناسب مع بشاعة هذه الجريمة؟ - نحن نستنكر انتهاك السيادة اليمنية بالطائرات الأجنبية وطالما قد انتهكت السيادة سابقا بالطائرات فإنها تخص من قام بعمل هذه الاتفاقيات المخالفة للدستور ويجب أن تكون الدولة قادرة على حماية أراضيها دون تدخل من أحد، وبشكل موافق للقانون. * هل صادقتم في البرلمان على اتفاقيات من شأنها أن تتيح للطيران الأمريكي تنفيذ عمليات على الأراضي اليمنية؟ - لا.. البرلمان لم يوافق على انتهاك السيادة اليمنية. * إذا انتقلنا إلى موضوع الحوار الوطني وهو أهم استحقاقات مرحلة ما بعد الثورة ونظرنا إلى جدل الحوار قبل الهيكلة والحوار بعد الهيكلة.. لماذا تصرون في اللقاء المشترك على الهيكلة أولاً؟ - ينبغي أن يكون الحوار في جو هادئ ويكون الجيش موحد وكذلك الأجهزة الأمنية موحدة وتعمل وفق قانون هذا يمهد الأرضية لحوار حقيقي وبناء يشارك فيه من في الداخل أو في الخارج.. لا بد من حل المشاكل العسكرية والأمنية قبل الحوار. * كيف ستحل المشكلة العسكرية والأمنية طالما كان ولاء القوة العسكرية لأفراد بأشخاصهم وليس للمؤسسة العسكرية؟ - الجيش يستلم ميزانية من الدولة ولابد أن يكون للوطن لا يتبع فرد ولا جماعة، نحن ندفع رواتب الجيش وميزانيته من الضرائب ومن أقوات اليمنيين جيمعاً ولهذا لابد من الهيكلة. * ما هي رؤيتكم للهيكلة؟ - ان يتم توحيد وحدات الجيش تحت قيادة واحدة على أسس وطنية ومهنية بحيث تكون مهمتها حماية البلاد ويعاد توزيع المعسكرات على المنافذ الحدودية ويعمل على حماية البلد من تهريب الممنوعات في الحدود وحماية السواحل بدلا من التكتل في المدن وفي صنعاء. * المطالبة بنقل المعسكرات من المدن ليست جديدة فقد سبقكم بها الحزب الاشتراكي ونصت عليها وثيقة العهد والاتفاق، ولكن يرد عليكم بأن هذه مؤامرة تستهدف تسهيل الاستيلاء على العاصمة بواسطة المليشيات المسلحة التي تتبع الأحزاب؟ - يا أخي الشعب كله مسلح، وإذا وجدت دولة عادلة وقضاء نزيه وأمن قوي وتفعيل القوانين في ضبط حمل السلاح فلن يحدث شيء مما يتخوف منه البعض . * هل سيلتزم المشايخ بقانون تنظيم السلاح؟ - المشائخ ملتزمون بالقانون أصلاً .. الحكومة هي من خالفت القانون وأجبرت الناس على مخالفته وأصدرت لوائح مخالفة له وتصريحات مخالفة وتركت القانون حبيس الأدراج. * الحكومة كانت تخالف القانون تحت ضغط مراكز النفوذ وتعليمات المسئولين الأعلى ونلاحظ هنا أن هناك فئات من المجتمع مستفيدة من هذا الوضع ومتعايشة معه وفئات أخرى متضررة.. هل يمكن في المرحلة القادمة أن يكون نظام الحكم الفيدرالي حلاً لمشكلة الاختلافات الثقافية لفئات المجتمع بحيث تحكم كل منطقة نفسها بما يناسبها من قوانين؟ - الشعب أصلا موجد منذ القدم وكل واحد يتجه من وإلى أي محافظة ويستقر فيها حتى في حالة التشطير كان الناس في حالة انتقال دائم ومصاهرة والخلاف في قمة السلطة، أما الشعب فهو موحد، وبنظري أن نظام الأقاليم أفضل من أن يكون فدرالي ويعاد ترتيبها لأربعة أقاليم أفضل من التجزئة الفيدرالية وتندمج المحافظات مع بعضها، حتى بعيدا عن الطائفية والمذهبية ويكون نظام الأقاليم لحل المشاكل التنموية. * في هذه الحالة ستظهر مشكلة عدم التناسب بين المساحة الجغرافية وبين عدد السكان.. وهذا بالطبع يؤثر على توزيع المشاريع التنموية.. كما تعرف السكان يتكتلون في الشمال والوسط وتقل نسبة السكان كلما اتجهنا شرقا؟ - الناس يتكتلون حيث توجد الخدمات ويمكن أن تعمل الدولة على إيجاد خدمات في المناطق الشرقية وبالتالي ينتقل الناس إليها ويجدون فيها متنفساً، وتقسم الدولة المركزية الموازنة على حسب عدد السكان والثروات وغيرها من العوامل المعروفة، فالحكومة المركزية التي ستكون بيدها الثروة وتقوم بتوزيعها، والأقاليم كذلك سيكون لها حصة من ثرواتها، لكي لا تحرم المحافظات التي ليس لديها إنتاج. * من أهم مواضيع النقاش حاليا القضية الجنوبية وآثار حرب 94 وأنتم ممن شاركتم في هذه الحرب.. كيف ترون حل القضية الجنوبية؟ - هذه الأيام المزايدات كثيرة في استغلال مظالم الجنوبيين .. أنا أقول لك إخواننا في الجنوب حرموا من دولة وكانوا يأملون بنظام وقانون لكنهم فوجئوا بنظام فاسد شعروا معه بالظلم والاضطهاد وأنا رؤيتي لحل القضية الجنوبية هي العدالة والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص والحكم الرشيد ونظام الأقاليم.. هذه ستكون هي الحل العادل. اخبارية نت نقلا عن المصدر أونلاين