دعت الولاياتالمتحدة الثلاثاء إلى تنسيق بين القاهرة وتل أبيب بشأن التعزيزات العسكرية المصرية في شبه جزيرة سيناء, وهي التعزيزات التي تثير قلق إسرائيل وفقا لمسؤول إسرائيلي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إن بلادها تدعم الجهود التي تبذلها مصر لهزم ما وصفته بالإرهاب في سيناء، في إشارة إلى الحملة الأمنية والعسكرية المصرية التي بدأت في الثامن من هذا الشهر ردا على الهجوم الذي شنه مسلحون على نقطة تفتيش في رفح المصرية على الحدود مع غزة والذي أسفر عن مقتل 16 عسكريا. وفي إطار هذه الحملة التي أسفرت حتى الآن عن قتل واعتقال عدد من المسلحين, استخدم الجيش المصري مروحيات هجومية لأول مرة منذ إبرام معاهدة كامب ديفد للسلام التي تقيد نشر قوات عسكرية مصرية في سيناء, كما نشر عشرات المدرعات وبينها دبابات. وقالت مصادر أمنية مصرية قبل أيام إن هناك خطة لنشر طائرات ودبابات في سيناء وذلك للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973. وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن شجعت مصر كي تضمن ليس فقط أمنها وإنما أيضا أمن جيرانها, والأمن في المنطقة عامة. قلق إسرائيلي وبالتزامن تقريبا مع تصريحات الخارجية الأميركية, قال مسؤول إسرائيلي رفض الإفصاح عن اسمه إن إسرائيل منزعجة لدخول مدرعات مصرية سيناء دون تنسيق. وأضاف في تصريحات لرويترز أن إسرائيل تريد أن يكون لها رأي بشأن الأسلحة التي تنشرها مصر في سيناء, التي تعتبر منطقة عازلة منزوعة السلاح بمقتضى معاهدة كامب ديفد. وحتى الآن لم تطلب إسرائيل رسميا من مصر سحب آلياتها الثقيلة من سيناء, لكن تقارير صحفية إسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حث القاهرة قبل أيام على سحب تلك المدرعات. وقالت صحيفة معاريف إن نتنياهو بعث إلى مصر عن طريق البيت الأبيض رسالة "شديدة اللهجة" بهذا المعنى, وطلب فيها ألا تنشر القاهرة مزيدا من التعزيزات العسكرية في سيناء دون تنسيق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن التعزيزات المصرية الأخيرة تشكل خرقا لمعاهدة السلام. توضيحات مصرية وفي القاهرة, نفت الرئاسة المصرية أمس أن تكون تلقت أي اعتراض إسرائيلي على التعزيزات الأخيرة في سيناء، مكذبة بذلك ما أوردته صحيفة معاريف بشأن رسالة نتنياهو. وقال المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي للجزيرة "إن إسرائيل لم تبلغ القاهرة رسميا حتى الآن بأي اعتراض على وجود أسلحة ثقيلة في سيناء". وأكد أن من حق مصر استخدام كافة الوسائل لفرض الأمن في سيناء باعتبار ذلك جزءا من الأمن القومي للبلاد. من جهته, قال مصدر عسكري مصري لرويترز إن الحملة الأمنية في سيناء تتماشى مع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع إسرائيل منذ عام عقب مقتل ثمانية إسرائيليين في هجوم عبر الحدود. وقالت مصادر مصرية الاثنين إن وزير الدفاع الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي زار سيناء لوضع اللمسات النهائية للخطط الخاصة بنشر مزيد من التعزيزات وتوسيع نطاق العملية العسكرية. اخبارية نت – الجزيرة نت