المشاعر المقدسة: بدر القحطاني أكمل حجاج بيت الله الحرام من المتأخرين يوم أمس أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ورمى حجاج بيت الله الحرام يوم أمس، آخر أيام التشريق، الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. وبدت مكةالمكرمة شبه خاوية، إذا ما قورنت بالأيام الماضية، نظير مغادرة غالبية الحجاج إلى المدينةالمنورة أو إلى بلدانهم، في حين شهد المسجد الحرام كثافة واسعة من الحجاج العاكفين على طواف الإفاضة والوداع، وامتلأ صحن المطاف بكامل طاقته الاستيعابية المقدرة بما يربو على 70 ألف طائف في الساعة، ما حدا إلى تحويل الفائض من الحجيج باتجاه الدور الأول من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام. وقالت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في بيان إنها جندت 6 آلاف موظف وزعتهم على جميع أروقة وأدوار المسجد الحرام لتوعية وتوجيه وإرشاد الحجاج وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، إلى جانب تجنيب الحجاج الجلوس في المشايات والممرات المؤدية إلى صحن المطاف تفاديا للزحام، فضلا عن تكثيف برامج الوعظ والإرشاد والتوجيه والرد على أسئلة واستفسارات من جهة، ومراقبة عملية الطواف والسعي وتخصيص الكثير من العربات للسعي بالمجان وعربات خاصة بذوي الحاجات الخاصة من جهة أخرى. كما جندت قوة أمن الحرم جميع طاقتها لمراقبة حركة الحجاج والمحافظة على أمنهم وسلامتهم داخل المسجد الحرام وساحاته، وذلك وفق الخطة التي أعدتها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام والمحافظة على أمنهم وسلامتهم وراحتهم، وقامت إدارة الدفاع المدني بنشر أكثر من ألف مسعف يتمركزون في ثلاثين نقطة في صحن المطاف والمسعى والمداخل الرئيسية للمسجد الحرام لتقديم الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة التي قد تحدث لبعض الحجاج كالإجهاد وغيره، إضافة إلى المراكز الصحية الموجودة داخل المسجد الحرام والمجهزة بكل ما تحتاج إليه من كوادر طبية ومستلزمات طبية. وتوجهت جموع الحجاج بعد إكمال نسكها إلى منافذ المغادرة البرية والبحرية والجوية، بينما اتجهت بعض الجموع للمدنية المنورة لزيارة المسجد النبوي. ووفقا لمصلحة الإحصاءات العامة، بلغ عدد حجاج الداخل القادمين إلى مكةالمكرمة من جميع أنحاء المملكة من مواطنين ومقيمين حسب الحصر الفعلي في مراكز إحصاءات الحج الواقعة على مداخل مدينة مكةالمكرمة 1.07 مليون حاج، يشكل الحجاج السعوديون ما نسبته 24.7 في المائة من إجمالي حجاج الداخل القادمين إلى مكةالمكرمة، وأظهرت النتائج الإحصائية لحجاج الداخل من غير السعوديين وجود 107 جنسيات أدت النسك، يأتي في المرتبة الأولى الجنسية المصرية بعدد 259.7 ألف حاج، تليها الجنسية الباكستانية بعدد 205 آلاف حاج، فالهندية بواقع 78 ألف حاج، ثم الجنسية اليمنية بعدد 64 ألفا، تليها السودانية التي بلغ عدد حجاجها 46.8 ألف حاج، فالبنغلاديشية بعدد 40 ألفا. وبلغ عدد السيارات التي نقلت حجاج الداخل إلى مكة نحو 99 ألف سيارة. وقدرت مصلحة الإحصاءات عدد الحجاج من داخل مكةالمكرمة من السعوديين ب63 ألف حاج، يمثلون 2 في المائة من نسبة الحجاج السعوديين، بينما قدرت عد الحجاج السعوديين من خارج مكةالمكرمة ب265 ألف حاج يمثلون 8.4 من إجمالي عدد الحجاج. ليبلغ إجمالي حجاج الداخل من السعوديين 10.4 في المائة. وقال مهنا المهنا، وهو مدير مصلحة الإحصاءات العامة، ل«الشرق الأوسط»: «شهد موسم حج هذا العام أول مرة للنشر بكامل الشفافية، لأننا نشارك في برنامج النشر العام لصندوق النقد الدولي». وأضاف: «نحن في طريقنا لإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بالنشر الخاص». وزاد المهنا بالقول: «لنا وقفتان في النشر مهمتان لهذا العام، فقد استحدثنا إدارة جديدة تحت مسمى إدارة النشر والوعي الإحصائي، كما نفذنا عملية الربط الآلي بين المصلحة والأجهزة الحكومية وأنهينا المرحلة الأولى منه». ولفت مدير مصلحة الإحصاءات العامة قائلا: «في هذا الحج ربطنا الميدان الإحصائي آليا بطريقة تتوافق مع المسار الإلكتروني الذي وافق عليه مجلس الوزراء قبل نحو 3 أسابيع والمصلحة، لنكون من أوائل الأجهزة في منظومة الحج التي شرعت في البدء فعليا باستخدام التقنية الإلكترونية، وإن شاء الله تكون السنة القادمة كل الإحصاءات متوفرة على الإنترنت». بدورها، تواصل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد برامجها التوعوية والإرشادية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة بعدة لغات إلى جانب اللغة العربية، ليستفيد منها أكبر عدد من الحجاج. ووزعت البرامج الإعلامية والدعوية المخصصة لتوعية ضيوف الرحمن على أماكن وجود الحجاج وعلى عدد من القنوات الفضائية، يشارك في تنفيذها عدد من الدعاة. وفي المدينةالمنورة استقبلت كل الجهات المعنية بالحج جموع حجاج بيت الحرام ممن أدوا نسكهم، بحزمة خدمات وخطط أمنية وخدماتية ولوجيستية. وكشف اللواء زهير سبيه مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة عن إسناد قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ لحج هذا العام بالمدينةالمنورة بقوة إضافية يزيد عددها على 400 ضابط وفرد للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء زيارتهم للمسجد النبوي ووجودهم بالمدينةالمنورة، وقال اللواء سبيه: «يصل عدد قوة الدفاع المدني بالمدينةالمنورة إلى نحو 2200 ضابط وفرد، تدعمهم أكثر من 500 آلية حديثة للإطفاء والإنقاذ والإسعاف وتنفيذ عمليات الإخلاء الطبي في المسجد النبوي والساحات المحيطة به في حالات الطوارئ».