يتجه اكثر من مليون حاج متعجل الثلاثاء وقبل غروب الشمس، لرمي الجمرات والخروج من مشعر منى نحو المسجد الحرام واداء طواف الوداع قبل المغادرة. وبامكان المتعجلين من الحجاج مغادرة منى ثاني ايام التشريق، بعد رمي الجمرات، والتوجه الى مكة لطواف الوداع استعدادا للعودة الى ديارهم. وقال عبد الله حميد اوغلو (54 عاما) من تركيا "سارمي الجمرات اليوم ثم اتجه الى المسجد الحرام لاداء طواف الوداع ما تزال امامنا رحلة الى المدينةالمنورة لزيارة المسجد النبوي". واضاف لفرانس برس "بعثتنا مكونة من 65 شخصا سوف نتعجل اليوم للتوجه بعدها الى المدينة (...) نعرف ان هناك ازدحاما لكننا سنتحمل فالحج ليس سهلا في كل الاحوال". وبحسب السلطات السعودية، فان اكثر من 12 الف رجل امن يراقبون الحشود المتدفقة تساندهم حوالي 400 كاميرا في جسر الجمرات لقياس التدفق البشري الامر الذي يتيح لمركز القيادة توجيه رجال الامن وتفكيك الكتل البشرية واعادة التوازن في الاعداد المتجهة نحو الحرم المكي. ورفعت السلطات الامنية درجة جهوزيتها حول مداخل ومخارج جسر الجمرات تحوطا لتفادي ومنع اي تصادم بين الحجاج نتيجة التزاحم المتوقع والناجم عن رغبة الكثيرين في اتمام عملية الرمي ومغادرة منى قبل غروب الشمس. كما ينتشر افراد الشرطة والمرور على طول الطرقات التي سيتجه من خلالها الحجاج الى المسجد الحرام لاداء طواف الوداع واكمال نسكهم. واوضح سعد الخليوي مساعد مدير الامن العام لشؤون التدريب قائد قوة امن المشاة في الحج ان "هناك تنسيقا مع بعثات الحج للحد من استعجال الحجاج والذهاب الى الحرم في يوم التعجل". واضاف للصحافيين انه "يجب نصحهم بالذهاب الى مساكنهم في مكة او المبيت في منى". واشار الخليوي الى وجود اجهزة ترصد اعداد الحجاج على جسر الجمرات، قائلا "عندما يصل العدد الى 300 الف يضيء اللون الاحمر فيتم حينها تشكيل البوابات البشرية للسيطرة على حجم التدفق الكبير". وكانت مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات اعلنت الاحد، ان عدد الحجاج بلغ حوالى ثلاثة ملايين وصل اكثر من ثلثهم من داخل المملكة. واضافت ان "اجمالي عدد الحجاج بلغ مليونين وتسعمئة وسبعة وعشرين الفا بينهم مليون وثمانمئة وثمانية وعشرون الفا من خارج المملكة. والبقية وعددهم مليون وتسع وتسعون الفا وصلوا من داخل المملكة، غالبيتهم العظمى من المقيمين غير السعوديين". واعلن خالد الفيصل امير مكةالمكرمة الثلاثاء عدم وجود خطة لدى الحكومة السعودية لاستيعاب اعداد اكبر من الحجاج خلال السنوات المقبلة قبل انتهاء مشاريع التوسع الجارية في اكثر من مكان. وقال في مؤتمر صحافي ان "السعودية ليس لديها خطط لاستيعاب اعداد اكبر من الحجاج والمعتمرين خلال السنوات القادمة". واضاف ان "العديد من المشاريع العملاقة لتطوير المشاعر وساحات الحرم المكي اضافة الى توسعة مطار الملك عبدالعزيز ما تزال جارية وبناء عليه لا يمكن استيعاب اعداد اكبر". وينتشر اكثر من مئة الف من قوى الامن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج. ويحتفل الحجاج بعيد الاضحى ويؤدون طواف الافاضة ويسعون بين الصفا والمروة. من جهته، قال خالد المحمدي قائد قوات الطوارئ الخاصة في الحج ان "غرفة القيادة والسيطرة في منشاة الجمرات لديها تحليل احصائي دقيق لكاميرات قياس حجم التدفق نحو الجسر". واضاف "اصبح بامكاننا رصد الكثافة البشرية وتحليلها الكترونيا وبثها لجهات الاختصاص". في جانب اخر، اعدت قيادة امن المسجد الحرام خطة لاستقبال الحجاج عبر تشكيل قوة عديدها 1600 عنصر و27 ضابطا، بمساندة قوات الطوارئ الخاصة المولجة تنظيم الحركة وضبط النظام. وتعمل هذه القوة على منع الافتراش في اي موقع داخل المسجد الحرام والساحات المحيطة، الى جانب قيام قسم البحث والتحري بمراقبة الحرم عبر اكثر من 800 كاميرا موزعة بين ارجاء المسجد ومحيطه. كما اعدت شرطة المرور خطة من شانها تسهيل تنقلات الحجاج المتعجلين الى المسجد الحرام، عبر تخصيص مجموعة من الخطوط