الإفراج عن عناصر حمايته المعتقلين اشترط وزير المالية العراقي رافع العيساوي إطلاق عناصر حمايته الذين اعتقلوا الخميس، وهو ما أثار احتجاجات في الأنبار، لحل الأزمة مع حكومة نوري المالكي، فيما نددت القائمة العراقية بالسياسة التي تقول إن المالكي ينتهجها. وحسب بيان صدر عن مكتبه أمس الأحد، طالب العيساوي في لقائه وزير الخارجية هوشيار زيباري في مكتبه ببغداد، بالإفراج عن عناصر حمايته كشرط لحل الأزمة مع المالكي. وشدد العيساوي على ضرورة إطلاق المعتقلين وحل القضية بشكل عاجل، وحذر من احتمال أن تخلق هذه القضية أزمة سياسية وتثير تداعيات خطيرة في الشارع العراقي، وفق البيان. وكانت قوة أمنية خاصة اعتقلت الخميس الماضي عشرة من عناصر حماية العيساوي بينهم أربعة ضباط، بعد مداهمة منزله ومكتبه في المنطقة الخضراء ببغداد. واتهمت القائمة العراقية -التي ينتمي إليها العيساوي- المالكي بافتعال الأزمات وفبركة ملفات ضدهم، ونددت بالسياسة التي ينتهجها ضد خصومه، حسب تعبيرها. جاء ذلك في بيان تلاه رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة العراقية سلمان الجميلي الذي أكد أن "سياسة المالكي باتت تشكل تهديدا حقيقيا للنسيج احتجاجات وكانت تلك الاعتقالات قد دفعت بمتظاهرين من مدينة الفلوجة -مسقط رأس العيساوي- في محافظة الأنبار للخروج يوم الجمعة والاعتصام أمس الأحد تلبية لدعوة مجلس المحافظة. وكانت جهات دينية وعشائرية وعدد من الشخصيات السياسية في الأنبار دعت أهالي المحافظة إلى إعلان العصيان المدني في الدوائر الرسمية والجامعات احتجاجا على ما سموه النهج الطائفي والإقصائي الذي تمارسه حكومة المالكي ضد أهل السنة بالعراق. وكان طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي قال في لقاء سابق مع الجزيرة إن الوضع بالعراق وصل إلى مفترق طرق. وأشار إلى أن ستة من قادة العرب السنة من المشاركين بالعملية السياسية استهدفهم المالكي من أجل إقصاء المكون السني من العملية السياسية، ودعا جميع محافظات العراق إلى العصيان المدني "وتحمل مسؤوليتها التأريخية" لرفض ما يجري بالعراق، على حد تعبيره. في هذا السياق انتقد النائب أمير الكناني المقرب من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر عملية الاعتقال، ووصفها بأنها "أمر غير مهني وبعيد عن الموضوعية". دعوة المالكي في المقابل، دعا المالكي أمس علماء الدين وخطباء المساجد إلى حث المواطنين على "التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ العنف". وشدد على ضرورة وضع الخلافات في إطارها السياسي، ودعا علماء الدين إلى حث المواطنين على الابتعاد عما وصفها بالأصوات الداعية إلى إثارة الفتنة الطائفية. من جهة أخرى، اتهم ياسين مجيد القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بإثارة الفتنة الطائفية في البلاد. وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس بمبنى البرلمان إن القائمة العراقية تريد زرع الفتنة الطائفية في العراق، مشيرا إلى أن الدستور ينص على فصل السلطات الثلاث واستقلالية القضاء. واعتبر أن ما حصل لحماية العيساوي إجراء قضائي وليس سياسيا، وحمل القائمة العراقية المسؤولية الكاملة عما قد يحدث من تداعيات خطيرة في ظل التحشيدات الطائفية، حسب تعبيره. اخبارية نت – الجزيرة نت