تتضمن حوارا وطنيا بعد وقف العمليات طرح الرئيس السوري بشار الأسد في أول ظهور علني له منذ شهور "مبادرة" لإنهاء الأزمة التي تعيشها بلاده منذ نحو عامين، ودعا إلى مؤتمر للمصالحة والحوار قائلا إنه لا حل إلا بحراك وطني شامل. وقال الأسد في خطاب أمام المئات من المسؤولين السوريين، هو الأول منذ يونيو/حزيران الماضي، إن الحوار "سيكون مع من لم يخونوا سوريا ولن يكون مع دمية صنعها الغرب"، مشيرا إلى أن الحوار سيعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو عام. ووفقا لما قاله الأسد، فإن المبادرة تتكون من ثلاث مرحل، الأولى "تتضمن التزام الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح المسلحين، ووقف المسلحين لكافة العمليات الإرهابية، مما يتيح توفير الأجواء لعودة النازحين بعد ذلك". وأضاف "في نفس الوقف تحتفظ الدولة بحق الرد على أي عمليات إرهابية، وفي هذه المرحلة أيضا يتم التوصل لآلية لضمان ضبط الحدود، كما تبدأ الحكومة في الاتصال مع كافة الأطراف لإجراء مؤتمر للحوار الوطني". " الأسد: ثورات الربيع العربي عبارة عن "فقاعات صابون" سوف تختفي " أما المرحلة الثانية، فتتضمن كما قال الأسد دعوة الحكومة إلى مؤتمر حوار وطني شامل يتمسك بسيادة سوريا ورفض التدخل في شؤونها، ينتهي بوضع ميثاق وطني يعرض على استفتاء شعبي، ثم تشكيل حكومة موسعة تنفذ ما ورد في الحوار الوطني". وأشار الأسد إلى أن المرحلة الثالثة تنتهي بوضع دستور وانتخاب برلمان وإصدار عفو عام والعمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار. الربيع العربي وتحدث الأسد عن ثورات الربيع العربي، ووصفها بأنها عبارة عن "فقاعات صابون سوف تختفي". ووجه التحية إلى الجيش النظامي وقال إن جنوده هم فخر سوريا وعزتها. كما وجه تحية "لكل مواطن أدى دوره في مقاومة الإرهاب"، مشيرا إلى تحسن الوضع في حمص ودرعا بشكل كبير بسبب ما وصفه بالجهود الاجتماعية. وقال الأسد أمام حشد كبير من المسؤولين ردد شعارات مؤيدة له، "لن تخرج سوريا من أزمتها إلا بحراك وطني شامل يكون قادرا على إنقاذ سوريا". وأضاف "الإخوة تفرقوا بين نازح ومفقود، والأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد، والمعاناة تعم سوريا". كما قال إن كثيرين سقطوا في فخ تصور أن الصراع هو بين حكومة ومعارضة، "فالصراع بين الوطن وأعدائه.. الشعب والقتلة المجرمين الذين خربوا البنية التحتية وعبروا عن جاهليتهم". " الأسد: الحل السياسي يقوم على عدة مراحل تبدأ بالتزام الدول المعنية بوقف تسليح وتمويل المسلحين بما يسهل إعادة النازحين " وتحدث عن المعارضة أكثر من مرة، فقال "سموها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورات لا من قريب أو بعيد. لم نعرف لها مفكرا أو قائدا. الثورة ثورة الشعب ليست ثورة المستوردين من الخارج. إنهم حفنة المجرمين". كما اتهم من سماهم التكفيريين بالتعاون من عصابات القتل والتدمير، وقال إن التكفير فكر دخيل مستورد من الخارج، وإنهم جاؤوا من كل حد وصوب. وأضاف "كثير منهم من غير السوريين أتوا من أجل مفاهيم منحرفة من أفغانستان وغيرها يسمونها جهادا". واتهم دولا إقليمية ودول جوار لم يسمها بالسعي للهيمنة ومدّ من سماهم الإرهابيين بالمال والسلاح "لإخراج سوريا من المعادلة في المنطقة ولضرب فكر المقاومة". ووجه الأسد الشكر للدول التي ترفض التدخل في شؤون سوريا، خاصة روسيا والصين، وقال إن المجتمع الدولي لا يقتصر على الغرب، مشددا على أن "الخلاف في الداخل يكون حول كيفية بناء الوطن وليس تخريبه". وتطرق الرئيس السوري لوضع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وقال "الجولان لنا وفلسطين قضيتنا.. سنبقى ندعم المقاومة". وذكر أن "الشعب والدولة الذين حملا أعباء الوقوف لجانب الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يكونا إلا في نفس موقع إخوانهم الفلسطينيين". وأضاف "تحية لكل فلسطيني في سوريا لم يعامل سوريا كفندق يغادره حينما تسوء الظروف". وختم بالتأكيد على أنه "رغم كل ما يخطط فإن سوريا ستبقى عصية على الانهيار، والصمود والتحدي متأصل في خلايا الشعب السوري". اخبارية نت – الجزيرة نت