اخبارية نت/محمد جمال عرفة – أحمد عبد السلام القاهرة - إسلام أون لاين "حملات على الفيسبوك.. فيديوهات على اليوتيوب.. دعوات في المنتديات.. بيانات في الشوارع والميادين.. اجتماعات داخل مقار الأحزاب والقوى السياسية".. حزمة من الطرق والوسائل لجأ إليها العديد من القوى والجماعات السياسية في مصر لدعوة أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب المصري للمشاركة في مظاهرات واعتصامات في مختلف مناطق البلاد اليوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الذي وصفته ب"يوم الغضب"، وذلك احتجاجا على السياسات التي ينتهجها الحزب الوطني وحكومته وللمطالبة بجملة من المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية من بينها إقالة وزير الداخلية وإلغاء قانون الطوارئ، ووضع حد أدنى للأجور يصل إلى 1200 جنيه وربط الأجور بالأسعار. وفيما أعلن عدد من القوى السياسية من بينها جماعة الإخوان المسلمين وشباب حزب الوفد المشاركة في مظاهرات "يوم الغضب"، رد مؤيدون للحزب الوطني الحاكم على موقع "فيس بوك" بإطلاق اسم "يوم الوفاء للرئيس (حسني) مبارك" على اليوم ذاته (25 يناير). وعشية "يوم الغضب" المرتقب، حذر مدير أمن القاهرة، مساء أمس الإثنين 24/1/2011، الجماعات والقوى السياسية التي تنوي التظاهر بأن " أجهزة الأمن سوف تتصدى بكل حزم وحسم لأي محاولة للخروج عن الشرعية ومخالفة القانون وذلك بناء على توجيهات حبيب العادلي وزير الداخلية ". خريطة المشاركين والمقاطعين وكانت قوى سياسية وحركات معارضة تبلغ قرابة 17 جماعة وحركة صغيرة نسبيا وجهت دعوة لجموع المصريين بالخروج يوم 25 يناير في وقفة احتجاجية على غرار ما حدث في تونس، وذلك بالتزامن مع احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة للاحتجاج على تحول جهاز الشرطة لأداة قمع في يد النظام وخدمة النظام لا الشعب كما يفترض أن تكون مهمته الأساسية . واستجاب لتلك الدعوة بالقبول عدد من القوى السياسية من بينها جماعة الإخوان المسلمين وشباب حزب الوفد والجبهة الديمقراطية، والعمل، والكرامة، وحزب الغد (جناح أيمن نور)، وحركات كفاية، وحشد، وحركة الاشتراكيين الثوريين، والحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير، ولجنة الحريات بنقابة المحامين، وحركة "الدفاع عن أصحاب المعاشات" وحركة العدالة وكذلك النواب السابقون من مؤسسي البرلمان الشعبي. وفي المقابل رفضت أحزاب سياسية المشاركة في فعاليات 25 يناير، من بينها حزب التجمع والجيل والعدالة الاجتماعية وحزب الغد (جناح موسى مصطفى). وفيما تحفظت الطرق الصوفية على تحديد مشاركتها في هذا اليوم ، أعلن الشيخ ياسر برهامي شيخ السلفية بالإسكندرية عدم المشاركة في تظاهرات يوم 25 يناير "تقديمًا وتغليبًا لأمن العباد والبلاد في هذه الفترة العصيبة، وتفويتاً لمقاصد الأعداء التي تهدف إلى نشر الفتن". الإخوان يشاركون وأكد الدكتور عصام العريان عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان والمتحدث الرسمي والدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين بمصر في تصريحات ل "إسلام اون لاين" أن الجماعة ستشارك مع أعضاء البرلمان الشعبي والجمعية الوطنية للتغيير (جمعية الدكتور البرادعي) في فعاليات الاحتجاجات التي دعت لها قوى سياسية وحركات معارضة، يوم 25 يناير. وتزامن هذا مع إصدار الجماعة بيانا – وصل "إسلام أون لاين" نسخة منه - ينتقد التعامل الأمني مع الجماعة ويؤكد أنه تم استدعاء مسؤولي مكاتب الإخوان في الآونة الأخيرة وتهديدهم بالبطش فيما لو نزلوا للشارع يوم 25 يناير ، وأكدت الجماعة رفضها لهذا التهديد والإرهاب الأمني وطالبت بالتعامل مع ملف الجماعة كملف سياسي لا أمني . وقال الدكتور عصام العريان : إن البيان الذي أصدرته الجماعة يعطي إشارة إلى أننا سنشارك في الفعالية إمام دار القضاء العالي (وسط القاهرة) مع أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير والمنسق لها عبد الجليل مصطفى ، مشيرا إلى أن الجماعة ستشارك عبر شقين ، الأول للكبار مع الجمعية الوطنية للتغيير ، والثاني عبر السماح لشبابها بالمشاركة ولكن بثلاثة ضوابط هي : عدم التجريح بالشخصيات والهيئات الرسمية لأن الشرطة مؤسسة الشعب لا الحزب الوطني الحاكم ، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة ، وأن يرفع شباب الجماعة المطالب العشرة التي رفعتها جماعة الإخوان من أجل الإصلاح . فيما قال الدكتور محمد البلتاجي عضو البرلمان السابق إن الهدف من المشاركة هو تأصيل مشاركة الجماعة والبرلمان الشعبي لتعميق تفاعله مع المجتمع وللتأكيد على بطلان مجلس الشعب الحالي. شباب حزب الوفد وبدورهم قرر شباب حزب الوفد من مختلف المحافظات المشاركة في "يوم الغضب"، وقد صدر القرار بعد اجتماع استمر أكثر من ساعتين عقد مساء أمس بمقر الحزب، وشهد الاجتماع تجاوبا من قيادات الوفد مع رغبات أمناء وأعضاء لجان شبابه بالمحافظات، بحسب جريدة الشروق المصرية. واعتبر منسق "وفديون ضد التزوير" محمد صلاح الشيخ، عقب الاجتماع الذي حضره رئيس الحزب السيد البدوي، وعدد من نوابه، وأعضاء الهيئة العليا، والمكتب التنفيذي بالحزب، قرار المشاركة نقلة نوعية في أداء الحزب، بعد أن سدت جميع الطرق التي تم الرهان عليها لمدة 30 سنة. وأصدر الشباب بيانا بعنوان "25 يناير لماذا؟" قالوا فيه إن الذكرى التاسعة والخمسين لليوم الذي تصدى فيه رجال الشرطة بأسلحتهم الخفيفة وأرواحهم لجيش الاحتلال البريطاني تأتي، بينما "تحيط بالوطن أزمات متعددة تكاد تعصف بمستقبله". السلفيون يقاطعون وعلى صعيد التيارات الدينية، تحفظت الطرق الصوفية على تحديد مشاركتها في هذا اليوم ورفضت التعليق بالإيجاب أو السلب، فيما أعلن الشيخ ياسر برهامي شيخ السلفية بالإسكندرية في فتوى نشرها موقع "أنا السلفي" رفضه المشاركة في تظاهرات يوم 25 يناير . وتحت عنوان " حكم المشاركة في ثورة يوم 25 من يناير اقتداءً بثورة تونس " قال الشيخ ياسر برهامي "تقديمًا وتغليبًا لأمن العباد والبلاد في هذه الفترة العصيبة، وتفويتاً لمقاصد الأعداء التي تهدف إلى نشر الفتن نرى عدم المشاركة في تظاهرات الخامس والعشرين من يناير، وكلام المشايخ واضح جدًّا في ذلك، والأوضاع مختلفة بين مصر وتونس." حملات على الفيس بوك وانطلقت خلال الفترة الماضية العشرات من المجموعات على الفيسبوك للترويج لهذا اليوم، وتم تدشين العشرات من المجموعات لهذا الغرض تحت عدد من العناوين من بينها (الثورة المصرية 25 يناير في كل ميدان في مصر)..( يوم 25 يناير التغيير في مصر) …( تحرير مصر في 25 يناير)..( 25 يناير الثورة الشعبية في مصر ضد مبارك وحكمه المستبد ) .. (ثورة مصر البيضاء موعدنا 25 يناير 2011 – هلموا يا شبااااب) ، (ثورة محامين مصر يوم 25 يناير هننزل نحمى الشعب ). وترواح تقدير المشاركين في تلك المجموعات – على الفيس بوك فقط – ما بين 57 ألفا إلى 80 ألف مشارك. ورفع الشباب وقوى المعارضة والحركات الاحتجاجية الداعية لهذه الثورة – على غرار ما جرى في تونس – شعار (فعلتها تونس 15 يناير وسنفعلها في مصر يوم 25 يناير)، واختاروا يوم عيد الشرطة في مصر (25 يناير) والذي يواكب صمود الشرطة المصرية أمام الاحتلال البريطاني في أربعينيات القرن الماضي ليكون هو "يوم الإرادة المصرية والثورة على الظلم والفساد" كما قالوا ، مبررين تظاهرهم ضد الشرطة وليس العكس (الاحتفال بها) بالقول : "إن الشرطة اليوم باتت في خدمة النظام وليس الشعب، وصبت كل اهتمامها على الأمن السياسي وقمع معارضيه وتعذيب المواطنين في أقسام الشرطة والطرقات" بحسب ناشطي حركات المعارضة الشبابية . ودعوا للتظاهر في هذا اليوم في أماكن عدة، أهمها وزارة الداخلية المصرية وبعض مراكز الشرطة ، بيد أن معارضين ينتمون لجهاز الشرطة مثل العقيد عمر عفيفي – وهو معارض مقيم حاليا في الولاياتالمتحدة الأميركية – نصح المعارضين بترك التظاهر في الميادين العامة وأمام وزارة الداخلية حيث ستكون الإجراءات الأمنية مشددة، والتوجه للمناطق الشعبية "حتى يتفاعل أكبر قدر من الناس البسطاء المهضوم حقهم، كما يمكن الاختباء في المنازل في حالة مهاجمة الأمن" بحسب تعليقه على دعوات الشباب على الفيس بوك . وقد أيد الدكتور محمد البرادعي مؤسس الجمعية الوطنية من أجل التغيير، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، هذه الدعوة للتظاهر الصادرة خصوصا من شباب المعارضة من "حركة كفاية، و6 إبريل، والجبهة الحرة للتغيير السلمي". وتقول شعارات الحملة: "لو خايف على مصر.. لو عايز حقك.. انضم لينا.. وشارك وكفاية سكوت بقه لحد كده… احنا مش أقل من تونس.. نزل عشرات الآلاف جابوا حقوقهم كلها ووصلت لدرجة إقالة رئيس الجمهورية وهروبه من البلد.. احنا عايزين حقوقنا.. مش عايزين بطالة وطوابير عيش وطوابير أنابيب وشباب مش لاقي يتجوز.. في نفس الوقت اللي فيه حرامية في بلدي بيسرقوا المليارات ويهربوا.. وبيشتروا أراضي ومصانع الشعب برخص التراب". كما تم توزيع عشرات الآلاف من البيانات ونشر العشرات من الفيديوهات التي تدعو للمشاركة في التظاهرات بشكل سلمي وتبين أهمية المشاركة وتحض على ذلك عبر نشر مقاطع لتجاوزات عدد من أفراد الشرطة ضد المواطنين. يوم الوفاء وفي المقابل سعى مؤيدون للحزب الوطني الحاكم على موقع فيس بوك إلى الرد على حملة الشباب المعارض الداعي لثورة يوم 25 يناير ، بإطلاق اسم "يوم الوفاء للرئيس (حسني) مبارك" على اليوم ذاته (25 يناير) الذي اختاره المعارضون كرمز للثورة على الحكم، وكتب مدشن المجموعة ينصح الأعضاء الذين سيدخلون للتعقيب يقول : "أرجو من جميع الأعضاء أن يراعي دينه في أسلوبه ويراعي ما قدمه ليه سيادة الرئيس مبارك وإذا لم تشعر بما قدمه اسأل من هو أكبر منك وإذا لم يجاوب عليك اسأل التاريخ واذا لم يجاوب فهذه مشكلتك " !؟ وقال د.علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني في تصريح نشرته الصحف المصرية معقبا على هذه الدعوة للثورة في هذا اليوم عبر الإنترنت بقوله : إن "تسميم الأفكار (عبر الإنترنت) أمر مدبر ومخطط له ومتعمد"، مؤكدا أنه "من الأهمية بمكان ألا نترك هذه الأفكار المضللة مستمرة في طريقها". تحذير أمني وعشية "يوم الغضب" المرتقب، حذرت السلطات الأمنية، مساء اليوم الإثنين 24/1/2011، من أنها ستتعامل بكل حزم وحسم لأي محاولة للخروج عن الشرعية والقانون ، وقال اللواء إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة، إنه بناء على توجيهات حبيب العادلي، وزير الداخلية، سيتم اعتقال الأشخاص الذين يحاولون التعبير عن آرائهم بطريقة غير شرعية وغير قانونية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وأشار الشاعر إلى أنه تم إرسال إنذار إلى القوى السياسية، التي تعتزم القيام، غدًا الثلاثاء، بمظاهرات أسمتها "يوم الغضب"، بضرورة الحصول على تصاريح من وزارة الداخلية، وفي حالة عدم وجود هذه التصاريح سوف يتم التعامل مع هذه المظاهرات والاعتصامات بطريقة قانونية، كما سيتم اعتقال كل من يخرج عن الشرعية والقانون.