بدأ الجيش اللبناني اليوم الاثنين انتشاره في منطقة باب التبانة بطرابلس بعد أسبوع من المواجهات على خلفية النزاع السوري مع منطقة جبل محسن، في حين سقط اليوم قتيلان جديدان في الاشتباكات التي شهدتها المنطقة. وشوهدت آليات عسكرية تتوجه صوب باب التبانة عند المدخل الشمالي لجهة جسر الملولة، تزامنا مع سماع إطلاق رصاص رد الجيش على مصادره، بحسب ما أفاد به صحفيون. وقال مصدر أمني إن الجيش تعرض أثناء دخوله لإطلاق نار مما أدى إلى إصابة ثلاثة من عناصره بجروح، مشيرا إلى أن القوة العسكرية خاضت اشتباكات مع المسلحين الذين أحرق بعضهم إطارات لإعاقة تقدمها. وفي وقت سابق اليوم قال مصدر أمني إن الجيش أكمل انتشاره في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، ويستعد لدخول باب التبانة ذات الغالبية السنية، سعيا لإنهاء المواجهات المستمرة بشكل متقطع منذ الاثنين الماضي. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن اثنين من منطقة باب التبانة قتلا اليوم، بينما أصيب 12 آخرون من المنطقة بجروح. ولا تزال المدارس والجامعات في مدينة طرابلس مغلقة منذ الاثنين الماضي، بينما فتحت المدارس البعيدة عن هذه المناطق. وشهدت المدينة اليوم حركة سير خفيفة، وقد فتحت المؤسسات التجارية والمصارف أبوابها. الاشتباكات تصاعدت في المنطقة خطة أمنية من جهته، وصف وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ما حدث في طرابلس بالخطير جدا، داعيا إلى تكثيف الجهود لعدم تكراره ومحاسبة جميع المتورطين في العمليات التي أودت بحياة الكثير من المدنيين. وأكد غصن في بيان أصدره اليوم الاثنين على أهمية الخطة الأمنية التي بدأ الجيش بتنفيذها، معتبرا أن من شأن نجاحها تجنيب المدينة عودة التوترات والإشكالات الأمنية، ودعا إلى ترك الأجهزة الأمنية تقوم بعملها في موازاة عمل الأجهزة القضائية. وأدت الاشتباكات التي اندلعت الاثنين الماضي واستمرت عدة أيام إلى مقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين على خلفية الصراع الدائر في سوريا، حيث يتبادل الجانبان الاتهامات باستخدام المدينة كقاعدة لإرسال مقاتلين وأسلحة إلى هناك. ويفصل شارع سوريا بين جبل محسن في أعلى الرابية وباب التبانة في سفحها. ويعاني معظم السكان هناك من البطالة، مما يجعل منهم هدفا سهلا لتحريضهم على القتال عند اندلاع اشتباكات بين الطائفتين.