يخيم الهدوء الحذر اليوم على مدينة طرابلس شمال لبنان التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ أيام راح ضحيتها أكثر من 100 شخصا بين قتيل وجريح ضمن هذه الجولة من العنف الدموي على وقع الأزمة السورية والذي يتجدد بين الحين والآخر على خلفية الصراع المذهبي بين أبناء المدينة . وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن الهدوء الحذر يخيم منذ ساعات الصباح الأولى على محاور جبل محسن وباب التبانة باستثناء رصاص قنص متفرق يطال كل هدف متحرك في محيط مناطق الاشتباكات، إضافة إلى الاوتوستراد الدولي من مستديرة نهر /أبو علي/ إلى مستديرة الملولة. وكانت الليلة الماضية قد شهدت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وقام الجيش بإطلاق القنابل المضيئة لتحديد أماكن اطلاق النار والرد عليها. كما نفذ الجيش اللبناني مداهمات عدة لتوقيف مطلوبين وقام بملاحقة مسلحين ملثمين أقاموا حواجز على طريق المحجر الصحي وتعرضوا للمارة . وبحسب المعلومات المتوفرة ، قد بلغت حصيلة الاشتباكات نحو 10 قتلى و104 جرحى.. فيما استمر إغلاق معظم المدارس والجامعات في المدينة بينما الحركة في الأسواق شبه مشلولة. وكانت الاشتباكات قد تجددت بطرابلس /الخميس/ الماضي بعد أن رفع سكان /جبل محسن/ ذات الغالبية العلوية المؤيدة للحكومة السورية مما أثار حفيظة سكان باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة للثورة والتي رفعت بدورها علم المعارضة السورية .. وبذلك تجددت الاشتباكات الدموية في المدينة على خلفية الأزمة السورية لتكون الجولة الثامنة عشرة من العنف في خمس سنوات . وبحسب محللين أمنيين، تظهر هذه الجولات من الاشتباكات المسلحة التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى فشل الخطط الأمنية التي وضعتها القوى الأمنية اللبنانية لإعادة الاستقرار إلى المدينة التي تصاعدت وتيرة العنف فيها منذ الحرب السورية جراء انتشار السلاح بأيدي الأفراد وعدم توفر قرار سياسي بسحبه. وكانت القوى الأمنية اللبنانية قد وسعت انتشارها الأمني في أرجاء طرابلس قبل أسبوعين تنفيذا للمرحلة الثانية من الخطة الأمنية للمدينة.