قال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة تجري في العديد من أحياء مدينتي الفلوجة والرمادي، بينما أقيمت صلاة جمعة موحدة في الفلوجة تحت شعار "الفلوجة.. بأبناء عشائرنا نحرر معتقلينا". ففي الفلوجة صد مسلحو العشائر هجوما لقوات حكومية حاولت اقتحام المدينة من جهة الخط السريع، وسط قصف على عدد من الأحياء. من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقدم في الشرطة قوله إن اشتباكات متقطعة وقعت صباح اليوم شرقي الفلوجة بين عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق التابع لتنظيم القاعدة وبين مسلحين من أبناء العشائر، وأشار إلى أن مقاتلي القاعدة ما زالوا ينتشرون في مناطق متفرقة من المدينة. وفي الرمادي قال شهود عيان إن اشتباكات عنيفة تجري في مناطق جنوبي المدينة، وأشاروا إلى جَرح عدد من الأشخاص واستمرار النزوح بسبب القصف العشوائي على المباني السكنية في الرمادي والفلوجة. وذكر ضابط برتبة نقيب في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن اشتباكات مسلحة دارت صباحا في الرمادي بين تنظيم القاعدة من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من جهة ثانية، وترافقت مع انتشار إضافي للقاعدة في وسط المدينة وشرقيها. وكانت مصادر أمنية أكدت للوكالة أمس أن نصف الفلوجة في أيدي المسلحين من تنظيم القاعدة، والنصف الآخر في أيدي مسلحي العشائر المناهضين للقاعدة والذين قاتلوا الجيش على مدى الأيام الماضية احتجاجا على فض الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي. من جانب آخر تجمع المصلون في أحد الشوارع الرئيسية بالفلوجة لأداء صلاة الجمعة تحت شعار "الفلوجة.. بأبناء عشائرنا نحرر معتقلينا". صلاة بالفلوجة ودعا خطيب الجمعة الشيخ علي البصري أبناء المدينة إلى ما سماه الوقوف مع القانون والنظام بما يرضي الله، وعدم إشاعة الفوضى في المدينة. كما دعا الدوائر الخدمية للعودة إلى ممارسة عملها. وقال "إننا قادرون على رد أي عدوان مهما كانت طبيعته، وعلى الحكومة عدم التورط في الفلوجة لأنها كانت في السابق محرقة للأميركيين". وكانت ما تسمى "قيادة المجلس العسكري للثوار" التي شُكلت في الفلوجة، قالت إن من وصفته برئيس الحكومة الطائفية نوري المالكي يسعى إلى اقتحام الفلوجة والرمادي لمنع إقامة صلاة الجمعة الموحدة. وشددت على أنها ستنظم هذه الصلاة ليسمع العالمُ صوتَ المحافظات الست المنتفضة. وقرر عدد من شيوخ العشائر بمدينة الفلوجة في وقت سابق تشكيل "قيادة المجلس العسكري للثوار"، على أن تضم مسلحين من أبناء العشائر للحفاظ على أمن الفلوجة والدفاع عنها، وأن يكون عمل القيادة بالتعاون مع الشرطة والمجلس المحلي في المدينة. وكانت القوات الأمنية العراقية قد فضت الاثنين الماضي اعتصاما مناهضا للحكومة في الأنبار، وفتحت طريقا ظل مغلقاً على مدار عام. واندلعت اشتباكات في مدينة الرمادي القريبة بين هذه القوات ومجموعات مسلحة. طلب تحقيق وعلى خلفية هذه الأحداث، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات العراقية بفتح تحقيق فوري وشفاف ومحايد بشأن أعمال العنف التي أودت بحياة 17 شخصا. وشددت في بيان لها على ضرورة أن يشمل التحقيق مقتل شقيق عضو مجلس النواب العراقي أحمد العلواني وخمسة من حراسه. كما طالبت المنظمة السلطات العراقية بضمان محاكمة جميع المسؤولين عن أعمال القتل غير المشروعة وإساءة استخدام القوة. واعتبرت أن الحقائق المتعلقة بما جرى في الرمادي غير واضحة، وأن تصريحات الحكومة قبل نشوب المواجهات تظهر وكأنها محاولة للاستفزاز وإثارة العنف أكثر من محاولة لتفادي وقوعه.