دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أنصار الحزب الديمقراطي إلى التصويت بقوة في انتخابات التجديد النصفي هذا الثلاثاء، لأن فوزا جمهوريًا سيعرقل حسب قوله أجندته الإصلاحية، في وقت تظهر فيه استطلاعات أن الديمقراطيين يتوجهون لخسارة مجلس النواب على الأقل. وكان أوباما يتحدث أمس في بريدجبورت في كونيكتيكت، مخاطبا آلاف الأشخاص، الذين أطلق بعضهم صفير الاستهجان في اتجاهه، بحجة تقليصه الدعم الحكومي لبرامج محاربة الإيدز في العالم، وهو ما رد عليه بأن طلب منهم صب جام غضبهم على الجمهوريين الذين لا يرغبون -حسب قوله- في تمويل برامج محاربة الإيدز. وقبل ذلك قال أوباما في فيلاديلفيا إن "هذه الانتخابات سترسم لا الساحة السياسية للعاميْن المقبلين فحسب، بل للأعوام العشرة أو العشرين القادمة". وتظهر استطلاعات رأي أن الجمهوريين أكثر تحمسا من الديمقراطيين للتصويت، وسط استياء شعبي من تردي الاقتصاد وارتفاع نسبة البطالة. غضب يُستثمر واستغل الحزب الجمهوري الغضب الشعبي على تدخل الحكومة لإنقاذ شركات تصنيع السيارات وبنوك وول ستريت في مهاجمة أوباما، رغم أن بعض الإجراءات القاسية التي تضمنتها خطط الإنقاذ صيغت في حكم سلفه الجمهوري جورج بوش. ويتنافس الحزبان على كل مقاعد المجلس النواب ال435، وعلى 37 من مقاعد مجلس الشيوخ، ونحو 30 من مقاعد حكام الولايات، ومن أهمها كاليفورنيا وفلوريدا ونيويورك وأوهايو وبنسلفانيا. ويحتاج الجمهوريون 39 مقعدا لاستعادة السيطرة على مجلس النواب، وعشرة للسيطرة على مجلس الشيوخ. وتكفي السيطرة على غرفة واحدة في مجلس الشيوخ لمنحهم تحكما واسعا في طبيعة مشاريع القوانين التي تعرض للتصويت وتوقيت ذلك، مما قد يعطل خطط أوباما الكبرى، أو يجعله يدخل في صفقات تسوية على الأقل. كما من شأن ذلك منحهم السيطرة على بعض اللجان وسلطاتٍ واسعة للتحقيق في سياسات إدارة أوباما. ودأبت الأحزاب الحاكمة في الولاياتالمتحدة على خسارة انتخابات التجديد النصفي، على الرغم من أن الجمهوريين سجلوا استثناء في 2002.