حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الثلاثاء من سحب سريع للقوات الأجنبية من أفغانستان، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أفغانستان أن قواتها ستتولى المسؤولية الأمنية في عدة ولايات ابتداء من يوليو/تموز المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن أندرس فوغ راسموسن قوله "إنني أتفهم أن القادة السياسيين سيواجهون مع بدء هذه العملية الانتقالية ضغوطا من أجل إعادة قواتهم بصورة نهائية". وأضاف "لا يريد أحد أن تبقى قواتنا في معركة يوما واحدا أكثر من الضروري، ولكن من المهم أن نحافظ على التضامن والاستمرارية من أجل ضمان نجاح العملية الانتقالية كما أننا ملتزمون بعدم ترك أي فراغ أمني من الممكن أن يؤدي للتطرف". تسلم مسؤولية أمنية وقد أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في وقت سابق اليوم أن القوات الأفغانية ستتسلم مسؤولية المهام الأمنية من القوات الدولية في أربع مدن وثلاث ولايات بأفغانستان في عملية تبدأ في يوليو/تموز المقبل. وقال كرزاي في حفل تخريج ضباط بالجيش الأفغاني في قاعدة بمطار كابل، إن المرحلة الأولى من النقل التدريجي للمهام الأمنية من قوات حلف شمال الأطلسي إلى القوات الأفغانية في يوليو/تموز المقبل ستشمل سبع مناطق بما في ذلك مدن مضطربة في الجنوب والشمال. وأشار كرزاي إلى أن الشعب الأفغاني يريد أن يتولى زمام أمنه بنفسه، لكنه اعترف بأن المهمة لن تكون سهلة لبلد أقعدته عشرات السنين من الحروب ولا يزال يخوض قتالا مع تمرد "شرس" تقوده حركة طالبان. والمواقع التي ستتولى القوات الأفغانية مسؤولية الأمن فيها –بحسب وكالة الأنباء الألمانية- هي مدينة مزار الشريف شمالي أفغانستان، ومدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند جنوبي البلاد، ومدينة هرات عاصمة ولاية هرات غربي البلاد، ومدينة ميهتارلام عاصمة ولاية لغمان، بالإضافة إلى ولايات كابل وباميان وبانشير. ويأتي إعلان كرزاي هذا بعد موافقة الدول المنهكة من الحرب -والتي تقاتل تحت قيادة حلف الناتو- العام الماضي على وضع ساحات القتال تحت إمرة الرئيس الأفغاني. ويوجد حاليا أكثر من 140 ألف جندي بقيادة الناتو في أفغانستان. ومن المقرر أن يسلموا المسؤولية الأمنية للشرطة الأفغانية والجيش تدريجيا على أن تكتمل المهمة عام 2014. من جانبها، وصفت حركة طالبان اليوم إعلان الحكومة الأفغانية عن تسلمها ملف المسؤولية الأمنية في البلاد بأنها "عملية رمزية" لن تنهي الغزو الأجنبي في البلاد. وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد "إنها عملية رمزية تهدف إلى خداع شعب أفغانستان"، مضيفا أنها "عملية غير مفيدة وعديمة الجدوى بالنسبة لنا، ولن تؤثر على عملياتنا". وعلى الطرف الآخر، رحبت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها غيدو فيسترفيله بخطط تسليم القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية في سبع مناطق في أفغانستان للقوات الأفغانية. وقال "لأول مرة منذ عشرة أعوام سيكون الأفغان مسؤولين عن أمنهم في المناطق التي سيتم فيها تسليم المسؤولية"