اشترطت تركيا لتأييدها تولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة العمليات في ليبيا، وقف التحالف الدولي -الذي أنشئ بمبادرة من فرنسا وبريطانيا وأميركا- ضرباته الجوية للأراضي الليبية في حين أكدت فرنسا أن هذا التحالف "سيواصل غاراته أياما أو أسابيع لكن ليس شهورا" على أهداف عسكرية تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي. فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد إن تركيا "تريد أن تكون قيادة العمليات في ليبيا من صلاحيات حلف الأطلسي فقط وأن يتم تنسيقها من طرف مسؤولي الحلف بحيث تجري العمليات في إطار قرارات مجلس الأمن، بهدف وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين". وأضاف "عندما يتولى الحلف العلميات لا يجوز أن تقوم قوات التحالف أو دول أخرى بعمليات خارج هذا الإطار". وفي تصريح آخر قال الوزير التركي "سيكون من المستحيل علينا أن نشارك في تولي مسؤولية عملية وصفتها بعض السلطات بأنها حملة صليبية". وشدد داود أوغلو على أنه "من المهم تجميع هذا الجهد تحت مظلة واحدة وسوف نواصل التفاوض حتى نحقق هذا ولا ينبغي لأحد أن يصف الأمر بأنه محاولة من جانب تركيا لعرقلة الجهود، فهذا غير صحيح". وفي هذا الإطار قال دبلوماسي من حلف شمال الأطلسي إن دول الحلف فشلت أمس في الاتفاق على تولي الحلف قيادة العملية العسكرية في ليبيا من الولاياتالمتحدة ويرجع ذلك أساسا إلى تحفظات تركية. تركيا تعرقل وقال الدبلوماسي بعد اجتماعات للحلف المؤلف من 28 دولة على مستوى السفراء استمرت ثلاثة أيام إنه "لا قرار بخصوص أي شيء". وقال مصدر دبلوماسي غربي آخر لوكالة الأنباء الفرنسية إن تركيا هي التي تعرقل الاتفاق حيث تطالب أنقرة بأن يتولى الحلف الأطلسي قيادة فرض منطقة الحظر الجوي ولكن بشرط أن يوقف التحالف الدولي ضرباته للأراضي الليبية، الأمر الذي ترفضه باريس. وأضاف المصدر الدبلوماسي الغربي أن تركيا التي تندد بالضربات الجوية وترى في الحلف الأطلسي وسيلة لتحاشيها "لا تريد الموافقة على مهمة للحلف الأطلسي في حين يواصل تحالف آخر العمل" بشكل مواز. مواصلة الغارات في المقابل أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا "سيواصل الغارات الجوية" على أهداف عسكرية تابعة للقذافي في ليبيا. وقال "سنواصل الضربات الجوية، ونحن نستهدف الإمكانات العسكرية ولا شيء آخر"، موضحا أن الأمر "سيستمر بضعة أيام أو بضعة أسابيع، ولكن ليس أشهرا". وضمن الإطار نفسه، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الذي يقوم بزيارة لمصر إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يريد أن تحتفظ الولاياتالمتحدة بقيادة العملية التي بدأت السبت الماضي "أكثر من أسبوع أو نحو ذلك". تمركز القيادة في الجانب التقني للموضوع، قال دبلوماسي من الدول المتحالفة لوكالة الأنباء الفرنسية إن حلف شمال الأطلسي -المدعو إلى الاهتمام بمنطقة الحظر الجوي فوق ليبيا والحظر البحري- وضع اللمسات الأخيرة على الجزء الأساسي من بنيته لقيادة هذه المهمة. وستتمركز قيادة عمليات التحركات اليومية في القيادة الخاصة بالعمليات البحرية في قاعدة الحلف في نابولي بجنوب إيطاليا، وستجري قيادة العمليات الجوية في قاعدة بودجو ريناتيكو في شمال إيطاليا وفقا لما أعلن عنه المصدر الغربي. وأضاف أن الإشراف الشامل على العمليات سيجري من المقر العام للقوات الحليفة في بلجيكا، وأنه من المقرر أن يتم الإشراف على المهمات الجوية من قاعدة أزمير في تركيا.