أثارت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الشكوك مجددا يوم الخميس بشأن دوافع التدخل الغربي في ليبيا في الوقت الذي تحاول فيه دول في الحلف مرة اخرى حل الخلافات بشأن قيادة العمل العسكري وأهدافه. وتود الولاياتالمتحدة نقل قيادة الحملة الجوية ضد ليبيا في غضون ايام قليلة مما يضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تحت ضغط لتحديد ترتيبات المهمة والقيادة عندما يجتمعان مع قادة اوروبيين اخرين في قمة في بروكسل يوم الخميس.
وقال دبلوماسيون في الحلف ان سفراء الحلف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة سيستأنفون مفاوضاتهم حول توسيع دوره في ليبيا في اجتماع يسبق قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل الخميس. وفشلت ايام من المفاضات تخللتها تلاسنات احيانا في الوصول الى اتفاق حتى الان.
وظلت تركيا التي تريد الانضمام للاتحاد الاوروبي وتعطلها فرنسا عقبة رئيسية أمام التوصل الى اتفاق يمكن الحلف من سد الفراغ في القيادة حينما تتركها الولاياتالمتحدة.
وطالبت تركيا بأن تكون السيطرة على جميع العمليات العسكرية في ليبيا لحلف شمال الاطلسي وحده لكنها وضعت شروطا قائلة انها لا تريد أن يقوم الحلف بعمليات هجومية قد تضر المدنيين او يكون مسؤولا عن تطبيق منطقة الحظر الجوي التي أجازها مجلس الامن الدولي في الوقت الذي تقصف فيه طائرات التحالف القوات الليبية.
وتقول فرنسا التي شنت الغارات الجوية بالتعاون مع بريطانيا والولاياتالمتحدة يوم السبت الماضي انه يتعين على الحلف أن يلعب دورا فنيا بتوفير هيكله القيادي للعملية بينما تتولى مجموعة خاصة مؤلفة من أعضاء التحالف من بينهم الجامعة العربية عملية التوجيه السياسي.
وقالت فرنسا ان تولي الحلف المهمة سيضعف الدعم العربي بسبب عدم الرضا الشعبي تجاه الولاياتالمتحدة في العالم العربي.
وشن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الخميس هجوما مبطنا على فرنسا حيث قال ان نفس الاشخاص الذين يترددون في السماح لتركيا بالانضمام للاتحاد الاوروبي يتحدثون الان بشأن "بحملة صليبية" في ليبيا.
وعبر عن ارتيابه من أن البعض يسعى للتصرف خارج اطار الحلف وعيونهم على النفط الليبي في حين قال الرئيس التركي عبد الله جول ان التحالف يفتقر لسياسة وتخطيط وخطة خروج متفق عليها وقد يتم "نهب" ليبيا كما حدث في العراق.
وقال اردوغان في مؤتمر في اسطنبول "أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب والكنوز الموجودة تحت الارض حين ينظرون الى هذا الاتجاه أن ينظروا الى المنطقة من خلال نظارات الضمير من الان فصاعدا."
وسعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتهدئة المخاوف بشأن الدوافع الغربية بقوله انه يتعين على الحلف الا يشرد عن قرار الاممالمتحدة باستهداف معمر القذافي.
وعندما سئل كاميرون عما اذا كان الزعيم الليبي هدفا مشروعا قال "من المهم للغاية ألا ننساق الى أبعد من ذلك بأي حال من الاحوال." من ديفيد برونستورم وبول تيلور