دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون العقيد معمر القذافي وأعوانه إلى الرحيل والمساعدة على حصول التغيير، في وقت أعلن فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) توافق الدول الأعضاء على توليه قيادة العمليات في ليبيا، بينما تسعى أميركا إلى تقليص دورها هناك. وقالت كلينتون في حديث لمحطة "أن.بي.سي" إن الأممالمتحدة سترسل مبعوثا خاصا إلى طرابلس في الأيام القليلة القادمة "برسالة واضحة جدا". وأضافت "سنوجه رسالة واضحة إلى القذافي، ولكن أيضا سنرسل رسالة إلى المحيطين به: أتريدون أن تصبحوا منبوذين وأن تنتهوا في محكمة جنائية دولية؟ لقد حان الوقت للرحيل وللمساعدة على تغيير الاتجاه". وتابعت كلينتون بالقول إن اجتماعا يعقد في العاصمة البريطانية لندن يوم الثلاثاء سيناقش كيفية تسهيل ترك القذافي للسلطة، في حين تتكثف الجهود لإيجاد مخرج ينهي الأزمة الليبية. ونسبت وكالة رويتر إلى مسؤول في حلف الناتو قوله إن "هيئة عالية المستوى" تضم دولا عربية يتوقع أن تتشكل من مؤتمر لندن الدولي، ستمنح "توجيها سياسيا أوسع" بالنسبة للمسألة الليبية. ولم يتضح على الفور الثمن الذي سيحصل عليه القذافي مقابل تنازله عن السلطة. في هذه الأثناء اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن نهاية الصراع بليبيا "شأن ليبي محض"، لكنه لم يستبعد وساطة الأممالمتحدة في الموضوع، كما لم يستبعد إمكانية انهيار نظام القذافي قريبا. مبادرة فرنسية بريطانية وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد شدد الجمعة على أن الحل في لبيبا لا يمكن أن يكون عسكريا فقط، "بل هو سياسي ودبلوماسي"، وأعلن عن مبادرة فرنسية بريطانية في هذا الصدد لم يتكشف مضمونها. في هذه الأثناء، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن اجتماعا للجنة السلم والأمن التابعة للاتحاد الأفريقي ناقشت في اجتماع بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا "خريطة طريق" لإعادة السلام إلى ليبيا تقود إلى "فترة انتقالية ينبغي أن تنتهي بانتخاب مؤسسات ديمقراطية". ولم يكشف عن كل التفاصيل التي وردت في خريطة الطريق التي تتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار وبدء حوار بين الليبيين وافق عليه ممثلون عن القذافي حضروا الاجتماع. دور داعم من جهة أخرى أعلن حلف الناتو توافق الدول الأعضاء في الحلف على توليه قيادة العمليات في ليبيا بما فيها الغارات الجوية ضد كتائب القذافي. ويأتي هذا القرار في وقت قال فيه مسؤولون أميركيون كبار إن الولاياتالمتحدة ستقلص دورها العسكري في ليبيا خلال أسبوع أو نحو ذلك، وستركز مع الدول الأخرى على طريقة لخروج القذافي من السلطة. وقال غيتس إن بلاده ستنتقل إلى دور داعم يشمل المخابرات والمراقبة والاستطلاع وربما بعض مهام إعادة التزود بالوقود في الجو، بمجرد تولي حلف الناتو المسؤولية عن عملية ليبيا كلها. وأشار إلى أن ليبيا لا تمثل أهمية حيوية للمصالح الأميركية، لكن الشرق الأوسط الأوسع مهم لتلك المصالح، ولكنه مع ذلك دافع عن الدور الأميركي هناك، وقال إن عدم الاستقرار في ليبيا قد يقوض التحول الديمقراطي الجاري حاليا في مصر وتونس المجاورتين. وأضاف لمحطة أن.بي.سي "لا أعتقد أنها تمثل أهمية حيوية للولايات المتحدة، ولكن لدينا بالتأكيد مصالح هنا.. إنها جزء من المنطقة التي تمثل أهمية حيوية للولايات المتحدة". وتأتي تصريحات غيتس في سياق الجدل الذي يدور في أميركا بسبب دخولها في عمليات عسكرية بليبيا دون استشارة الكونغرس. وكان المرشح للرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري عام 2008 السيناتور جون مكين قد انتقد أوباما قائلا إنه لم يفسر بوضوح هدف العملية العسكرية الأميركية في ليبيا، وإن عليه أن يفعل ذلك في خطاب تلفزيوني من المقرر أن يلقيه الاثنين. وقال مكين لمحطة فوكس نيوز صنداي إن "هذه السياسة اتسمت بالتشويش وعدم الحسم"، واستغرب سياسة أوباما لأنها "من ناحية يقولون إنها مهمة إنسانية ومن ناحية أخرى يقولون إن القذافي يجب أن يرحل"