اعتبر سياسيون ما حدث اليوم من مجازر دموية بشعة في صنعاء وعدن هي رسالة تحدي من صالح للشعب اليمني وللوسطاء من قادة دول مجلس التعاون الخليجي وللعالم أجمع بأنه لن يرحل وأنه باق ولوا على نهر من دماء اليمنيين ، مؤكدين في السياق ذاته بأن شعبنا الذي خرج اليوم إلى الساحات والشوارع العامة بصدور عارية لإسقاط هذا النظام لم يعد يخاف الموت ولن يعود الناس إلى بيوتهم إلا بعد تحقيق كامل أهداف ثورتهم. وقال عبد الملك المخلافي، عضو مجلس الشورى، إن ارتكاب مثل هذه المجزرة الدموية في يوم الديمقراطية – 27 أبريل – تأكيد لمعنى الديمقراطية التي يفمهما ويريدها نظام صالح. وقال إن الدماء التي تسيل في عموم الساحات اليمنية هي ثمن الحرية وإقامة ديمقراطية حقيقية وليست مزيفة تعيد إنتاج النظام الفاسد الدموي كل مرة. وأضاف المخلافي في حديث تلفزيوني مساء اليوم مع قناة سهيل " إن على عبدالله صالح يريد من خلال ارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية أن يقول للأشقاء في الخليج والأصدقاء الأمريكان والأوربيين أنه لن يرحل وأنه لن يتوانى عن ارتكاب المزيد من الجرائم من اجل البقاء في الكرسي ولو لأيام، مشيرا إلى أن صالح يرتكب مجزرة في أعقاب كل مبادرة وهي رسالة تحد واضحة، كما أن هذه الجرائم تأكيدا على أن صالح يكذب ويراوغ ويناور في سبيل البقاء في الكرسي وأنه ليس مع حقن الدماء وحفظ الأمن والاستقرار كما يدعي . ودعا المخلافي الأخوة في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وكافة أنصار حقوق الإنسان في العالم إلى اتخاذ موقف صريح وجريء من نظام صالح الدموي الذي يواصل سفك دماء شعبه بدم بارد، وأن يمارسوا مزيدا من الضغوط المطلوبة لتنحيته، مؤكدا أن مزيداً من الوقت لعلي عبدالله صالح يعني مزيداً من القتل وسفك الدماء. وتساءل المخلافي "لماذا لم نسمع من المجتمع الدولي ومن أنصار حقوق الإنسان في العالم حتى الآن موقف صريح وجريء كما سمعناه في أوقات سابقه، هل دم اليمنيين رخيص؟ وأقل شرفاً من الدماء التي سالت في بلدان أخرى؟. وناشد المخلافي كل صاحب ضمير حي من أبناء الشعب اليمني لم يخرج حتى الآن إلى ساحات الثورة أن يخرج لاستنكار هذه الجرائم البشعة . من جهته أكد الكاتب والمحلل السياسي علي الجرادي إن ما حصل اليوم هي جريمة بشعة مخطط لها عن سبق إصرار وترصد ضد متظاهرين سلميين عزل ، وقال إنها صفحة من صفحات هذا النظام الذي يسطرها منذ عام 1978م وحتى اللحظة، وهي صفحة ضمن كشكول كبير من كتاب كبير من جرائم ارتكبها هذا النظام الدموي بحق اليمنيين امتدت لعقود ولم يخلوا منها بيت في اليمن في الشمال أو الجنوب في الشرق أو الغرب مدنيين وعسكريين متظاهرين وصحفيين وناشطين شملت كل فئات وشرائح المجتمع. واعتبر هذه المجزرة رسالة إلى كل الواهمين في الداخل والخارج، للشعب وللأشقاء والأصدقاء بأن كل ساعة يستمر فيها صالح سيدفع فيها اليمن سيلاً من الدماء البريئة، كما هي رسالة لأحزاب اللقاء المشترك ورسالة لمجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ومحكمة الجنايات الدولية أن النظام اليمني لا يختلف عن أي سلطة دموية عرفها التاريخ الإنساني وأنه لن يترك هذه السلطة ، وقال إن من يريد أن يرحل بصوره آمنه ومشرفه لا يمكن أن يسفك كل هذه الدماء. وتابع قائلا " لا يتصور أحد بأن من يريد أن يتنحى عن الحكم بعد ثلاثين يوماً يمكن أن يرتكب مثل هذه المجازر الوحشية، وإنما هي رسالة مفادها أن صالح يريد البقاء ولو على جماجم اليمنيين ". من جانبه أعتبر رئيس تحرير صحيفة الناس الأهلية "أسامة غالب" المجزرة التي حدثت أولى ثمار المبادرة الخليجية والتي تتضمن إقرار قوانين تمنح علي عبدالله صالح ومن عمل معه خلال فترة حكمه الحصانة من الملاحقة القانونية والقضائية، الأمر الذي شجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم انتقاما من ثورة الشباب التي أحرمتهم لذة الحكم، ومن باب "لو أنت رايح كثر بالفضائح".. وأكد غالب في تصريح ل"الصحوة نت" أن النظام الحاكم أراد من ارتكاب هذه المجزرة إيصال رسالة للجميع برفض الحلول السلمية وتسليم السلطة، وأراد دفع المعارضة لرفض المبادرة الخليجية بعد أن وافقت عليه، وقبيل أيام من التوقيع عليها لإدراكه أن أحزاب المشترك لن تذهب إلى الرياض للتوقيع على المبادرة والحوار على أشلاء ودماء شباب الثورة السلمية، ويكون النظام بذلك قد تنصل من المبادرة الخليجية التي حشرته في زاوية ضيقة، وكسب مزيدا من الوقت في سبيل المراوغة من تسليم الكرسي وحتى تأتي مبادرة أخرى تنقذه، وهكذا سيناريو دأب عليه صالح منذ عقود للبقاء في الرئاسة غير مكترث للدماء التي تسفك بدون أي ذنب والتي لن تذهب سدى حد قوله.. وأضاف: دول الخليج ومن ورائها دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية ملزمة أخلاقيا بوضع حد للجرائم التي يرتكبها النظام في اليمن ضد المظاهرات السلمية وحتى لا ينقضي الشهر المحدد لتقديم رئيس الجمهورية استقالته وقد ملئت المستشفيات بجثث الأبرياء.. وسخر رئيس تحرير صحيفة الناس من ادعاءات الإعلام الرسمي من اعتداء الشباب على محلات التجارية، وقال إن هذه الادعاءات سخيفة جدا، فليست المظاهرة الأولى للشباب وسبق أن قاموا بمسيرات حاشدة في عدد من شوارع العاصمة ولم يحدث أي شيء، والجميع يعرف أنها مظاهرات سلمية.