لا أحد بقادر على أن يقدر النتائج الايجابية لثورة شعبنا وما خلفته وستخلفه لنا وللأجيال القادمة من فوائد جمة لا تقدر بثمن فبالاضافة الى التحرر من الخوف الذي كان يسيطر على شعبناوالذي تم قبره للأبد رغم عديد الشهداء الذين سقطوا على أيدي عصابات النظام البائد فان شعبنا أصبحت له مكانة مرموقة بين الشعوب بحيث ان العديد من العرب والأجانب يتمنون لو كانت لهم الجنسية التونسية اضافة الى رغبة العديد من الناس عبر العالم الرغبة في زيارة بلدنا وهذا من شأنه أن ينعش الموسم السياحي وبالتالي يدر علينا مكاسب اقتصادية هامة اضافة الى تقديم هذا الشعب نموذجه في الثورة لعديد الشعوب الأخرى. ومن ذلك استفادة الشعب المصري الشقيق من تجربتنا النضالية في اقتلاع جذور الاستبداد فكانوا اللاحقين بنا في هذا المجال وانه لشرف كبير لنا أن يتبعنا في الثورة شعب عربي أبي مثل الشعب المصري وان ثورتهم دعم وسند لثورتنا واطمئنان من جانبنا الى أن هناك شعبا عظيما يقف الى جانبنا دون حسابات سياسية سوى أواصر الأخوة وعلاقات الدين والتاريخ والقربى هي التي تربط بيننا كما يمكن الاستفادة من هذه الثورة من خلال موجة الاحتجاج العربي في أقطار عديدة للأمة العربية مما يؤشر لاندلاع ثورة عربية كبرى تبنى رويدا رويدا بحيث اذا حصلت حقيقة فلن يقدر على ايقافها أحد مهما كانت قوته وجبروته وذلك أن ارادة الشعوب لا تقهر وأن الانسان العربي قد وقع اذلاله واهانته كثيرا سواء من الدول الاستعمارية الغربية أو من الكيان الصهيوني أو من الأنظمة الفاسدة والمستبدة والتي سلبته ما بقي له من ثروة أو كرامة غير مسلوبة خارجيا فأصبح الاستبداد الداخلي لا يقل سوء عن الهيمنة والسيطرة الأجنبية بحكم المصالح المشتركة والتي تلتقي موضوعيا في تحالف قذر ضد شعوبنا ولذلك نأمل أن تنتفض بقية شعوب الأمة العربية وذلك أن حريتنا وكرامتنا لن تكونا مضمونتين في ظل أنظمة شمولية واقليمية تهلك الحرث والنسل وتخدم موضوعيا الصهيونية والقوى الهيمنية في العالم . ان ثورتنا أكدت للعالم فتحا جديدا في ثورات الشعوب وان بامكانها احداث تغيير جذري عميق وحقيقي بالطرق السلمية وأنه في هذا العصر لسنا في حاجة الى جيوش جرارة وأسلحة متطورة لاحداث الثورة فقط شحذ همم الشعب ووحدته وطول نفسه ووعيه بما يحاك له من دسائس ومؤامرات كافية لانجاز أي ثورة وفي أي مكان بالعالم تأكد أيضا بما لايدع مجالا للشك أن ثورة النت والمواقع الاجتماعية اذا أحسن استخدامها بشكل جيد فانه بالامكان الاستعاضة بها عن وسائل الاعلام المتطورة من قنوات فضائية وجرائد ومجلات فيمكن ان يتحول أي حاسوب في أي بيت الى ما يشبه الفضائية أو ربما أكثر وبالتالي قدمت ثورة شعبنا للعالم نموذجا جديدا في الاعلام الشعبي والسريع والمتطور والذي يستطيع الافلات من الرقابة والتعتيم الحكومي المنبوذ. ان ثورة شعبنا ستكون بالتأكيد لها امتدادات جغرافية كما حصل بمصر وما يحصل من تفاعل بعديد المناطق العربية من أجل الحرية والكرامة كما ستكون لثورتنا امتدادات زمنية غير محصورة بحيث ستكون لها آثار تاريخية ايجابية على حياة الشعوب المناضلة من أجل كرامتها .