من البديهي جدا أن نفتخر بحضاراتنا ولغتنا وهويتنا اليمنية التي تدل على أصالة وسمو ورفعة الإنسان اليمني على مر العصور والتاريخ أكبر دليل على ذالك , ولذالك فالهوية ترتبط بالتاريخ وجغرافية اليمن وموقعها الاستراتجي وأصالة أناسها الطيبين . وعندما نستذكر الهوية اليمنية التي عاش عليها أبنائنا وأجدادنا وكيف كانت علاقتهم بالأرض ومقدار حبهم وتفاخرهم بالأرض وعشقهم لها حتى أنهم جعلوا من جبالها وهضابها وصحاريها حضارة وحتى من صخرها حضارة فالمدرجات الجبلية والسدود والآثار والسيوف والمنحوتات والتماثيل تدل على حضارتنا لذا يحق لنا اليوم أن نطلق عليها أصل الحضارة ومنبعها. ولذالك كلما حافظنا على حضارات أبائنا وأجدادنا كلما حافظنا على هويتها . دعونا نرى ماذا تعنى هوية اليوم (تعنى هوية بيع الوطن , تقسيم البلاد, مصادرة التراث , طوائف متناحرة متضاربة متصارعة , تقسيم المقسم , الإقصاء والارتهان الى الخارج لما أرى هوية إلا هذه الهويات . ولم يقتصر ذالك على فقدان الهوية بل أضحينا طوائف وتكتلات وظهر منا من يلعن ويكفر ويصرخ ويعادي ويستبيح ويقتل باسم الدين و الإنسانية والوطن . وها قد ضيعنا حضارة الأمس واستبدلنها بحضارة مزيفة ووهمية تقدس المادة وتستبيح الشعوب ولذا لابد لكل واحد منا أن يسأل نفسه عدة أسئلة أين هويتنا أين تراثنا أين لغتنا أين وأين , وأين . دعوني أقول لكم اليوم وبصدق أن حضارتنا مصادرة وهويتنا غائبة ومجدنا غائب , لذا فنحن نسير في طريق الهاوية وبعد ذالك ستصادر كرامتنا وإنسانيتنا و ستلعنا الأجيال القادمة لعنة الدهر .