في مؤشر على تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين صنعاء والدوحة أعلنت الخارجية اليمنية أمس استدعاء السفير اليمني في قطر عبد الملك سعيد للتشاور، على خلفية التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الخميس الماضي في نيويورك، وتحدث فيها عن مبادرة خليجية تقترح تنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الحكم سعياً لحل أزمة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام . وأكد وزير الخارجية اليمني في حكومة تصريف الأعمال الدكتور أبوبكر القربي أن ما جاء في خطبة الرئيس صالح الجمعة “لم يكن رفضاً للوساطة الخليجية، بل لما جاء في تصريحات الشيخ حمد بن جاسم”، مشيراً إلى أنه “شخصياً كان قد صرح بأن الحكومة اليمنية تدرس المبادرة الخليجية ولم تعلن أي رفض لها” .
وكان القربي يتحدث أمس السبت إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى صنعاء، ولفت إلى أن الحكومة اليمنية طلبت من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي بذل مساعيهم الحميدة لحل الأزمة الراهنة، وهو ما انعكس في ترحيب الحكومة اليمنية بما جاء في البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول المجلس في اجتماعهم الأخير في الرياض، مشيراً إلى أن تصريحات الشيخ حمد بن جاسم كانت مفاجئة لليمن “لأنها أولاً أعطت انطباعا بأن الأمر قد حسم، وثانياً بأن الأطراف المعنية هي الحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون وليس الحكومة اليمنية والمعارضة”، منوها بأن دور مجلس التعاون هو الوساطة من أجل تقريب وجهات النظر وحل الأزمة .
وفي شأن الأزمة اليمنية أوضح القربي أن “الخلاف الحاصل بين حزب المؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك ليس في مبدأ انتقال السلطة ولكن على آليات الانتقال التي تضمن الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره بحيث لا تؤدي إلى الفوضى وتشطير البلاد”، مشيراً إلى أن “الرئيس صالح أكد مراراً عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة كما تعهد بعدم توريث الحكم”، وأكد القربي تقدير صنعاء للجهود التي بذلت للتوفيق بين الأطراف السياسية والترحيب بوساطات تهدف لتقريب وجهات النظر طالما وهي في إطار الدستور اليمني .
ولفت المسؤول اليمني إلى أن “الاتصالات التي أجراها الرئيس صالح مع نظرائه قادة دول مجلس التعاون الخليجي كافة (عدا قطر) مساء أول أمس، عبر فيها عن الشكر لمساعيهم الحميدة وحرصهم على المساهمة في إيجاد حل يساعد اليمن على تجاوز الأوضاع الراهنة ويحفظ أمنه واستقراره”، مشدداً على أن “القيادة السياسية والحكومة اليمنية لم ولن تغلق باب الحوار وترحب بكل الجهود لحل الأزمة السياسية وضمان انتقال سلس وآمن للسلطة وفقاً للدستور وبما يضمن الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، مؤكداً أن حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي قد تصل إليها الأمور لن تؤثر في اليمن فقط بل في المنطقة والعالم” .
وكان السفير القطريبصنعاء جاسم بن عبد العزيز البوعينين التقى أمس وزير الخارجية اليمني القربي وسلمه رسالة من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن الرسالة تتعلق بالتعاون الثنائي بين اليمن ودولة قطر .