قُتل ثلاثة جنود يمنيين وأُصيب أربعة آخرون، أمس الأربعاء، في هجوم مباغت شنه مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “القاعدة” على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، جنوبي البلاد، فيما أكد مسؤول يمني محلي مقتل وجرح العشرات من مقاتلي هذا التنظيم في قصف جوي استهدف منزلين ببلدة “عمودية” القريبة من مدينة زنجبار الساحلية الجنوبية، التي يسيطر عليها متشددون منذ أواخر الشهر الماضي، في حين عبرت الأممالمتحدة عن بالغ قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في اليمن خصوصا في محافظة أبينالجنوبية. وقالت مصادر محلية وشهود عيان ل”الاتحاد” إن حوالي 200 مسلح بقيادة المطلوب الأمني لانتمائه إلى تنظيم القاعدة جسار البان هاجموا فجر أمس الأربعاء عددا من المقار الأمنية بمدينة الحوطة، مشيرين إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين المسلحين الذين قدموا من منطقة “بيت عياض”، جنوب الحوطة، والحراسات الأمنية المكلفة بحماية المنشآت الحكومية. وأكدت المصادر أن المسلحين هاجموا مقر الأمن العام والأمن المركزي والمجمع القضائي “وحاولوا اقتحام مبنى فرع البنك المركزي” بمحافظة لحج، على بعد 337 جنوب العاصمة صنعاء. وقال شهود إن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة المختلفة وقذائف “آر بي جي” اندلعت من الساعة الثانية صباحا واستمرت حتى السادسة”، موضحين أن المسلحين تمكنوا من اقتحام المقار الأمنية في الحوطة “لكنهم فشلوا في اقتحام فرع البنك المركزي”. كما هاجم المسلحون مركزا للشرطة ومبنى تابعا لهيئة البريد الحكومية في بلدتي “تبن” و”صبر” القريبتين من مدينة الحوطة. وأكد مسؤول محلي، طالبا عدم الكشف عن هويته، ل”الاتحاد”، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين، مشيرا إلى أن المسلحين “انسحبوا الساعة العاشرة صباحا بعد أن علموا بقدوم تعزيزات عسكرية من معسكر العند” شمال مدينة الحوطة التي وصلتها أيضا تعزيزات أمنية وعسكرية من مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وقال: “الجيش الآن يسيطر على كافة مداخل مدينة الحوطة”، لافتا إلى “تخوف” لدى أهالي الحوطة من أن تشهد مدينتهم سيناريو مشابه لما يحدث الآن في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبينالجنوبية، التي تشهد منذ أواخر الشهر الماضي معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحين من “القاعدة” سيطروا على المدينة.بدورها، أعربت “منظومة الأممالمتحدة العاملة في اليمن” أمس الأربعاء، عن بالغ قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في اليمن خصوصا في محافظة أبينالجنوبية.وقالت في بيان لها، إن المواجهات المستمرة بين الجيش اليمني والمسلحين “تسببت في حدوث معاناةٍ لا تطاق بين السكان المدنيين ونزوح الآلاف من الناس، بما فيهم النساء و الأطفال، إلى عدن و لحج و المناطق الريفية في أبين”، مشيرة إلى أن العاملين “في المجال الإنساني بالمنظمة لم يتمكنوا من الوصول إلى المناطق المتضررة “. ودعا البيان إلى تمكين “العاملين في المجال الإنساني من توفير استجابة آنية للسكان المتضررين, الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية”، معتبرا أن استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية “يشكلان انتهاكا خطيرا للقانون الدولي”.وعلمت “الاتحاد” من مصدر مسؤول بمحافظة أبين أن مقاتلة حربية قصفت أمس الأربعاء منزلين في بلدة “عمودية” شمال شرق مدينة زنجبار. وقال المصدر إن القصف “استهدف منزلين يختبئ فيهما العشرات من مسلحي “القاعدة”، مضيفا: “الأنباء الواردة تتحدث عن مقتل وإصابة العشرات من المسلحين جراء القصف”. وكانت منظمة يمنية حقوقية ناشدت، مطلع الأسبوع الجاري، السلطات اليمنية وقف القتال مؤقتا، من أجل تمكين فرق الإغاثة الدولية والمحلية من الوصول إلى مناطق الصراع في زنجبار، وإجلاء “500 شخص” محاصرين داخل المدينة، التي انقطعت عن خدمات الكهرباء والمياه والاتصال.