اعتبر فنانون وإعلاميون يمنيون رحيل الفنان الكبير عبد الكريم الاشموري خسارة كبيرة على المشهد الثقافي والفني اليمني الذي فقد برحيل الاشموري واحد من أهم أعلامه ورموزه الفنية وخسرت الدراما اليمنية واحداً من أهم نجومها وأكدوا في أحاديث لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) حجم الخسارة الكبيرة التي منيت بها الدراما اليمنية برحيل الاشموري وهو في قمة عطائه الإبداعي والفني في ظل ما عرف به من تميز ممثلا وكاتبا ومؤلفا دراميا.
بصمة خاصة
المخرج الدكتور فضل العلفي يؤكد أن الوطن خسر بفقدان الفنان الكبير عبد الكريم الأشموري احد أعمدة و رموز ومؤسسي الدراما اليمنية، واحد الفنانين الحقيقيين الذين استطاعوا ان يتركوا بصمة في شهر رمضان المبارك في نظر المشاهد والمجتمع اليمني.
وأشار إلى العديد من التجارب التي جمعته بالفنان وكان مثالاً للإبداع والالتزام والتفاني في العمل وأداء واجبه على أكمل وجه، وكان الفنان الذي له بصمة ونكهة خاصة في الأعمال الدرامية التي يجسدها في شهر رمضان المبارك سواءً في الإذاعة أو التلفزيون.
وبين العلفي أن الفقيد كان الفنان والممثل الوحيد الذي اذا تم تصوير المشهد لا يعاد مرة أخرى، إلا إذا كان الخطاء من طاقم الإخراج فقط، وكان لا يتأخر عن زملائه ومعظم الأحيان كان يساعد المخرج والممثلين في أداء وتنفيذ الأعمال والأدوار، ويحل المشاكل التي قد تحصل بين زملاء العمل.
وقال: لقد أصبنا بصدمة كبيرة لم نتوقعها ولكن قضاء الله وقدره غيب عنا هذا الفنان الكبير وهو في أوج عطاءه الفني وهو يؤدي معنا تصوير مسلسل "عيني عينك".. مشيراً إلى أن الفقيد لن يظهر بأحداث الموضوع الأخير من مسلسل "عينيك عيني" والذي يتكلم عن القات والذي يعرض على قناة اليمن وسبأ الفضائيتين.
خسارة كبيرة
من جانيه اعتبر الوكيل المساعد لوزارة الثقافة لقطاع المسرح والفنون نجيب سعيد ثابت أن رحيل الفقيد عبد الكريم الأشموري مثل خسارة كبيرة على كافة المستويات الثقافية والفنية و الأدبية والسياسية لما قدمه الفقيد من أعمال فنية طيلة مشواره الفني جسد بها معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من خلال الأعمال الدرامية الهادفة.
وأشار سعيد الى أن الفنان الأشموري كان الوحيد الذي كانت له بصمة متواصلة لأعماله الفنية الهادفة طوال شهر رمضان المبارك على مدى عقدين من الزمن وأكثر وستخلده أعماله الفنية التي قدمها في الإذاعة والتلفزيون على مدى التاريخ.
وقال:" إننا نعزي أنفسنا ونعزي الوسط الفني والأدبي برحيل هذه القامة الفنية التي أثرت الساحة الفنية والمكتبة الإذاعية و التلفزيونية بالعديد من الأعمال الدرامية والمسرحية الهادفة التي ساهمت في الارتقاء بشكل ومضمون الدراما اليمنية".
فنان مكتمل
ويعده الكاتب التلفزيوني محمد صالح الحبيشي من خلال تجربتهما معا في كتابة مسلسلي "كيني ميني" بأجزائه الثلاثة ومسلسل "عيني عينك" فنان مكتمل وإنسان بكل المقاييس "فقد كان عبد الكريم الاشموري فنان مولع بالفن محب لعمله متقن لأدواره متماهي في تجسيدها ..انه بحق فنان متميز وإنسان رائع معا، فنان وإنسان بكل المقاييس ويمتلك الكثير من المواهب بدء بموهبة التمثيل ومرورا بموهبة الكتابة الدرامية فكان يشعر المتعاملين معه بروح فنان متألق بالإبداع والجمال ومحب لبلده ومجتمعه".
وأضاف الحبيشي: " لقد كان الفنان الراحل مثالا للإنسان الرائع بلا حدود فهو بالإضافة إلى كونه فنان متميز هو إنسان متميز يفيض إنسانيه في تعاطيه مع زملائه وبكل المحيطين به ولهذا فقد فقدنا برحيله فنان كبير ".
إنسان متميز
من جانبه يؤكد الفنان فؤاد الكهالي على إنسانيه الفنان الراحل عبد الكريم الاشموري ويقول :" كان إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكان مبادر إلى دعم زملائه فقد ربطتنا به علاقة إنسانية رائعة وجدناه فيها الزميل المبادر وبخاصة في دعم زملائه المرضى أو الذين يتوفون فكان يبادر إلى شراء الكفن والإنفاق المادي بسخاء فكان إنسان كبير بالإضافة إلى كونه كاتب متميز وفنان رائع صاحب أحاسيس مرهفة ومشاعر نبيلة وكان الرجل المثقف والسياسي ... بل أن كل ما يقال في حقه قليل".
وأضاف الفنان الكهالي :التحقنا معا بالمسرح الوطني في العام 1984م وعملنا معا في عدد كبير من الأعمال وقد اشترك زميلنا الراحل في عدد من الأعمال المسرحية وشارك فيها عربيا ومحليا وعملنا معا في الدراما الإذاعية بل انه ربما شارك في أكثر من 90 بالمائة من الأعمال الدرامية الإذاعية في إذاعة صنعاء.
وعلى مستوى التلفزيون.. يضيف الكهالي:"عمل في عدد من الأعمال المتميزة منها "كيني ميني" بأجزائه الثلاثة ومسلسل" عيني عينك" وقبل ذلك عمل مع المخرج ناصر العولقي في مسلسل "عبر العصور" ومسلسل" الثأر" واشتغل في المسلسل اليمني السعودي"خطوات على الجبال "..وغيرها من الأعمال الكثيرة والعديدة التي تميز بها الاشموري وبرز من خلالها فنان كبير ".
أول فرصة
فيما يعرب الفنان يحيى إبراهيم عن حزنه الشديد لرحيل صديقه الفنان الكبير عبد الكريم الاشموري.. ويقول :كم نحن مفجوعين بفراق الزميل الفنان الكبير عبد الكريم الاشموري الذي غادرنا على حين غفلة بعد تجربة حافلة بالعطاء والإبداع والتميز". وأضاف:" لقد التحقت معه في يوم واحد بالمسرح الوطني وعشنا معا أول فرصة وأول عمل و أول مسلسل وسافرنا معا أول سفر وكان نعم الصديق والممثل والكاتب والفنان والإنسان وكان عطوف على زملائه ومتفاني في عمله وخدمة موهبته وأكثر تميزا في مواصلة العمل والإنتاج فقد كان كثير العمل متميز في الأداء ".
سيرة ذاتيه
التحق الفنان الأشموري بالمسرح عام 1984م حيث عمل مدير إنتاج بالمؤسسة العامة للسينما والمسرح، وكان رئيس للجنة الرقابة والتفتيش بنقابة الفنانين اليمنيين وكذا رئيس منتدى الفنانين اليمنيين لمساندة قضايا الطفولة ، له العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والتي كان من أهمها مسلسل "ناشر وطشه" و "الثار" و"الوصية " و"كيني مينى" بأجزائه الثلاثة و"عيني عينك" بالإضافة إلى الفيلم الروائي" الرهان الخاسر "ومسلسل تلفزيوني" عبر العصور" والمسلسل التوعوي "حياتنا" ومسلسل "مننا فينا" ومشاركات فنية عربية في المسلسل اليمني السوري "سيف بن ذي يزن " والمسلسل اليمني السعودي "خطوات على الجبال" والعديد من الأعمال المسرحية. كما كان الفنان عبدالكريم الاشموري كاتباً ومؤلفا للعديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، شارك في مهرجان بغداد المسرحي عام1988م ومهرجان القاهرة المسرح التجريبي عام 1990م ومهرجان السينما بالهند عام 2005م.