منذ فترة وقوات معسكر الحرس الجمهوري (الوية صواريخ) الواقع بالقرب من منطقة عطان تقوم بعملية استيلاء وبسط على أراضي المواطنين في مديرية بني مطر مناطق "قرمان، عطان، العشاش، حده وبيت عبيد" ليس من أجل المصلحة العامة او من اجل الوطن وانما من أجل توزيعها على مجموعة من القادة والمشايخ لكسب ولائهم وتأييدهم. التزم المواطنون في المناطق المنهوبة بالطرق والوسائل السلمية حتى اليوم ... احتجوا .. طالبوا .. ناشدوا .. اعتصموا امام منزل رئيس الجمهورية .. صلوا حتى اليوم تسع جمع في شارع الخمسين والذي ستأتي هي العاشرة .. وجهوا الرسائل للمحكمة وللنائب العام ولوزارة حقوق الانسان ووزارة الدفاع ... الخ، لكن هذا كله لم ينفع. صباح امس واليوم نزلت قوات من معسكر الحرس الجمهوري مدعومة بالاطقم المدرعة والرشاشات مع مجموعة من الشيولات والمهندسين لاستئناف تقسيم الاراضي وتوزيعها رامين بجميع التوجيهات عرض الحائط ومنها امر بايقاف العمل موجه الى قيادة الحرس الجمهوري من محكمة بني مطر الابتدائية متحدين فعاليات الاهالي وجنوحهم للسلم مستقوين بالسلاح والنار والدروع على ادواتهم ووسائلهم السلمية الذي انتهجوها طوال الفترة الماضية ... فعلى ما يبدوا ان الحرس الجمهوري وقيادته ما زالوا فوق جميع القوانين والدساتير والحقوق والاعراف ... الخ، مما سبب حدوث اطلاق نار متبادل بين اصحاب الارض والناهبين لم تقع نتيجته اصابات والحمد لله . علمت بالموضوع من احد الاصدقاء وذهبت للالتقاء مع بعض الاهالي المتضررين وكانوا في حالة شديدة من السخط والحنق جراء هذه الاعمال والتصرفات حتى ان بعضهم بدأت تراوده مشاهد ارحب ونهم وبني جرموز وأفكار قطع الطريق وحماية حقة بالقوة والسلاح ولكن كان هناك ايضا مجموعة من العقلاء يقنعونهم بجدوى وفائدة الوسائل السلمية الذين يتبعونها منذ فترة ودار الجدل وانا استمع وخشيت في كثير من اللحظات غلبة الفكرة الأولى لادراكي بما ستئول اليه الامور حينها. وقفت في صف العقلاء وعرفوا اني احد الناشطين الحقوقيين واني رئيس منظمة مجتمع مدني متخصصة في هذه المواضيع ( المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات) ووعدتهم بحمل قضيتهم للناشطين والاعلاميين ومن اعرفهم من الاصدقاء الذين يستطيعون مساعدتهم في قضيتهم .. وافقوا اخيرا وخفتت اصوات المنادين بالحلول العنيفة قليلا واخذت منهم مجموعة من الوثائق والصور ومقاطع الفيديوا المتعلقة بهذه القضية. ما جعلني اتحمس لهذه القضية هو ما رأيته من بدء ممارسة ثقافة المطالبة السلمية عند المعتدى عليهم من ابناء المنطقة بالرغم من انها احد المناطق القبلية التي كانت تتوجه نحو الحلول الاخرى للمطالبة بحقوقها وخفت ان تنحسر هذه الثقافة من جديد عندهم نتيجة عدم الاهتمام والتجاوب مع مطالبهم ورجوعهم الى الطرق والاساليب القديمة التي كانت تتبع في مثل هذه المواقف .. بالاضافة الى خوفي من تبعات حدوث اقتتال بينهم وبين جنود وافراد الحرس الموجهين من قبل قاداتهم الذين يوجهون ويامرون وينهون من خلف مكاتبهم داخل الغرف المغلقة والمحصنة جيدا واستشعاري لحرمة الدم الذي قد يسيل في مثل هذا الموقف. ارجو ان يقوم المعنيين في رئاسة الجمهورية والحكومة واللجنة العسكرية ووزارة الدفاع بحل هذه القضية سريعا من خلال التواصل مع قيادة الحرس الجمهوري أو تشكيل لجنة خاصة للنضر في مضمون هذه القضية وملابساتها وأحداثها وعدم تجاهلها أو اهمالها. كما ارجو من جميع المنظمات المدنية والحقوقية والناشطين والاعلاميين تبني هذه القضية والاهتمام بها وتفعيلها والوقوف مع الاهالي في طريقهم السلمي والانتصار لقضيتهم ومطالباتهم بأقصى جهد وبكل الوسائل المتاحة سواء البيانات او المقالات والاخبار والتغطيات والوسائل التقنية الاخرى المتمثلة في الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.. هذا الاهتمام والتفاعل سيكون دافعا مهما لحل القضية ومنع اراقة دماء يمنية عزيزة علينا جميعا وسيوصلنا الى مستقبل قريب لا تعود فيه الينا ذكريات ومشاهد ارحب او نهم او بني جرموز في بني مطر .. *رئيس المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات