أكد علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق والقيادي البارز في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، انه قرر العودة قريبا الى بلاده من المنفى مشددا على رفض اي حل غير "فك الارتباط" بما في ذلك خيار الفدرالية. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، قال البيض ان امام الرئيس اليمني المتحدر من الجنوب عبد ربه منصور هادي "فرصة تاريخية" لكسب ثقة الجنوبيين و"الوقوف الى جانبهم" في مسعاهم لاستعادة "جمهورية اليمن الديموقراطية" التي كانت مستقلة حتى العام 1990.
ويستعد المجلس الاعلى للحراك الجنوبي الذي يرأسه البيض لعقد مؤتمر له في اليمن نهاية ايلول/سبتمبر، فيما تتعاظم على الارض التظاهرات المطالبة بالانفصال مقابل تأخر اطلاق الحوار الوطني الذي يفترض ان يجد حلا لمسألة الجنوب بموجب اتفاق انتقال السلطة.
وقال البيض لوكالة فرانس برس "عودتي الى عدن هي مسالة وقت فقط ومرتبطة بالتشاور مع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل واستكمال الترتيبات اللازمة للعودة وانا اتخذت قرار العودة الى الجنوب وبانتظار ما تقرره قيادات الحراك في الداخل".
وعن وجود توافق بين اجنحة الحراك حول مسالة الانفصال، قال البيض انه يرفض تسمية "الانفصال" ويفضل "فك الارتباط"، مشيرا الى ان الجنوبيين تراجعوا عن قرار الوحدة مع الشمال التي تمت في ايار/مايو 1990 عندما كان رئيسا للجنوب.
وقمع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالقوة محاولة للجنوبيين بالانفصال عام 1994 بعد خلافات حول الوحدة، وكان البيض من قيادات هذه الحركة الجنوبية وهو يعيش منذ ذلك التاريخ في المنفى. ويقيم البيض في بيروت حاليا.
وقال البيض "بالامكان الاطلاع على ما تنشره مراكز الدراسات العربية والعالمية من استبيانات وستجدون النتيجة الطبيعة لصحة طرحنا" مشيرا الى ان دراسات اجريت في صنعاء نفسها، اظهرت ان "70% من الجنوبيين يؤيدون فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب".
وكان الحراك الجنوبي انطلق في 2007 كحركة احتجاجية قادها في المرحلة الاولى متقاعدون جنوبيون من الجيش ورفعوا مطالب معيشية ومالية، الا ان الحراك توسع ليصبح حركة واسعة تطالب علنا بالعودة الى دولة الجنوب.
الا ان صعود نشاط تنظيم القاعدة مع سيطرته على مناطق واسعة في الجنوب والاحتجاجات المناهضة للرئيس السابق علي عبدالله صالح اعتبارا من العام 2009، ازاحت تدريجيا الاضواء عن المسألة الجنوبية.
وقال البيض ان "مشكلة القاعدة في الجنوب مرتبطة بمشكلة بقاء الاحتلال في الجنوب وذلك لان الجنوب تاريخيا منطقة طاردة للارهاب ولم يعرف الجنوب الارهاب الا مع دخول قوات الاحتلال الشمالي عندما شاركت القوى الارهابية بقوة مع الجيش الشمالي في الاجتياح العسكري للجنوب في 1994".
ويشير البيض بذلك الى مشاركة جهاديين عائدين من افغانستان في الحرب الاهلية الى جانب قوات الرئيس علي عبدالله صالح. واعتبر ان "القاعدة ومسمياتها الارهابية المختلفة هي من صنيعة نظام صنعاء".
وفيما بات اليمن يرئسه حاليا شخص من الجنوب، هو الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، رأى البيض انه "لا يوجد اي عداء بيننا وبين اي جنوبي" وان هادي "لديه متسع من الوقت وفرصة تاريخية لينال ثقة اهله وناسه ويقف الى جانبهم".
وفيما يتم طرح الفدرالية كخيار اكثر قابلية للتحقيق، بما في ذلك من قبل شخصيات من الحراك الجنوبي، قال البيض ان "الفيدرالية ليست من نتاج ثورة شعب الجنوب السلمية التي دفع شعب الجنوب لاجلها آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وانما هي طروحات بعض النخب وليس لها قبول في الشارع الجنوبي ونحن مع إرادة شعب الجنوب" مشددا على ان "فك الارتباط واستعادة الدولة هو الهدف الواقعي القابل للتحقيق".
وعن الحوار الذي يسعى هادي لاطلاقه بموجب اتفاق انتقال السلطة على ان يساهم في حل مشاكل اليمن الاساسية، لاسيما قضية الجنوب ومسألة التمرد الحوثي في الشمال، قال البيض ان من اهم شروط المشاركة في الحوار هو الاعتراف بالحراك الجنوبي ممثلا عن الجنوبيين وان يكون الحوار بين دولة ودولة.
وحدد البيض شروطا منها "ان يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب ودولة الجمهورية العربية اليمنية بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية وتكون الجهة الراعية او احد الرعاة الاساسيين من الأطراف الدولية المؤثرة وتحديدا الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية".
ومن الشروط ايضا "خلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض يتمثل من خلال سحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للاحتلال وايقاف المحاكمات والملاحقات وإطلاق جميع الأسرى والغى الاحكام ضد السياسيين والصحافيين الجنوبيين" و"احترام ارادة شعب الجنوب".
واقر البيض بوجود خلافات بين مكونات الحراك الجنوبي، الا انه قال انها "تباينات طفيفة لا تاثير لها اطلاقا على مسار الحراك الجنوبي". واكد ان هناك حوارا "بين مكونات قوى الاستقلال على طريق عقد مؤتمر عام لكل قوى الاستقلال، وسيكون مؤتمر مجلس الحراك الاعلى القادم خطوة على طريق مؤتمر قوى الاستقلال وتوقعاتنا المشروعة".