مليار وأكثر هم من شاهدوا أغنية "أوبن جانجام ستايل" للمغني الكوري الجنوبي "بارك جاي سانغ" المعروف ب"ساي" عبر يوتيوب،وذلك منذ بدء عرضها في 15 يوليو المنصرم، لتحتل المرتبة الأولى من حيث المشاهدات.. و"جانجام" هو اسم حي فخم في "سيول" في كوريا، معروف بمتاجره الفاخرة ومقاهيه ومطاعمه التي يرتادها المشاهير، وهي أيضاً معروفة بمتاجرة الأعضاء البشرية، وقد جذب "ساي" ملايين الأشخاص بأغنيته ورقصتها المضحكة على موسيقى "تكنوبوب" متجاوزاً أغنية الفنان "جنيفر لوبيز" بأغنيته الشهيرة "أون ذي فلور".. "أن لا (نولد) من فكر (فكوياما) إن الفيديو كليب الأمريكي بهذه المواصفات التي اتخذتها الفيديوكيبات الكورية والعربية وغيرها نموذج يقاس عليه ويحتذى) بهذا يُعلق "حفيظ المسكاوي" وهو أحد كتاب "منبر هسبريس" ثم تساءل:ما الإنسان؟ شعبية فائقة الحدود صنعتها هذه الأغنية العابرة للقارات والتي اقتحمت منازل كبيرة اختلاف ديانات قاطنيها وألوانهم وجنسياتهم وألسنتهم -رغم كلماتها الكورية غير المفهومة- ولكن ما الجديد الذي طرحته الأغنية التي حققت أرباحاً هائلة لكوريا من عرضها على اليوتيوب فقط! مواقع أجنبية قالت إنه عُثر في بعض الكتابات السومرية على نصوص ذات عبارات قصيرة ومتكررة وغير مفهومة، بها هتافات خاصة بإرشاد السكان بجلب موسم الحصاد أو بيع السلع الجلدية؛ فلا يتردد أحد في تنفيذ أوامر هذه النصوص، هذا النوع من اللغة له مخاطرة كبيرة عندهم فقد تركوها عرضة للتحريفات اللغوية كونها قادرة على إعادة برمجة الناس، وهذه نقطة ضعف خطيرة في البشر.. الواقع هو أن هذا الضعف ما يزال قائماً في البشر حتى اليوم، والتشابه بين هذا و"جانجام ستايل" أنه من المستحيل تجاهل سلسلة من المقاطع القصيرة رطانة الصوت التي تلهم حشوداً من الناس لركوب خيول وهمية.. وعلق أحد الكتاب في إحدى المنتديات أن السر الحقيقي وراء كل هذا هوالتنويم الايحائي عبر الموجات الصوتية والتأثير السلبي للموسيقى، وأضاف إنه كان من المقرر نشر الأغنية في 2002إلا أن الشكاوى تصاعدت خوفاً من تأثيرها على الأطفال والمراهقين، فما تحويه الموسيقى يعرفها خبراء النفس بتأثيرها المشابه للتنويم المغناطيسي الجماعي وتسبب انخفاضاً في معدل الذكاء المؤقت.. وأضاف "كانت الحكومة متشددة في تلك الفترة وتمت ملاحقتها، وكانت هناك محاولات لإصدارها في 5 ديسمبر 2010 استعداداً لحفلات رأس السنة الجماعية ولكن تم الاعتراض عليها بسبب ما تدعو إليه من حياة البذخ والكحول التي منعت عن المراهقين والأطفال، لكنها ظهرت الآن في نهاية 2012 تزامناً مع حفلات رأس السنة العالمية".. صاحب الأغنية وفي تصريحات صحفية قال إنه لم يتوقع النجاح الباهر للرقصة وأنها قد تصل إلى السياسيين؛ فقد رقصها وأشاد بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وباراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون؛ كونها تدعو للحرية المطلقة والسعادة.. المسكاوي قال إنه على مستوى تعريف الفيديو، فإنه لايتعدى كونه "فيديو كليب" لا يعكس أية خصوصية كورية سوى اللغة، فهو على مستوى التمثيلية والرقص تقليد واضح للثقافة الغربية، بمعنى لا يحمل أية ذاكرة خاصة بالشعب الكوري المتغرب أولا أصالة فيه.. مضيفاً إنه لن تكون كلمات الأغنية هي التي جذبتهم، إذ أنهم لا يفهمون الكورية، ولا في الفيديو شيء مما يقدم الحنين للماضي ويقوي الروابط بالخصوصية والوطن والأرض والشعار المثلث، ولا ما يقدم شيئا بخصوص واقع تخلف هذه المجتمعات حتى عن بلد نام ككوريا الجنوبية.. تم نسخ الأغنية لعدد من البلدان العربية كالمغرب والسعودية ومصر وفلسطين، والآن يتم نسخها في اليمن، ناهيك عن أن عدداً من أصحاب الشركات التجارية قاموا باستخدام كلماتها ورقصاتها كنوع من الترويج عن خدماتهم وسلعهم والكثير من الفنانين والشركات العالمية تقلدوا بها، ومن بينهم وكالة ناسا الفضائية.. وذكرت وسائل إعلام عربية وأجنبية إن شركة الخطوط الجوية المالطية قامت بنسخ الأغنية لنصح ركاب طائرة بعدم استخدام هواتفهم النقالة أثناء الرحلة، فقد قامت المضيفات بتقديم عرض راقص على أنغام الأغنية الشهيرة، وتضمن لافتات توعية للركاب بعدم استخدام هواتفهم أثناء تحليق الطائرة في المجال الجوي.. لكن يبقى السؤال الأهم: كيف استطاعت هذه الأغنية أن تكسب حب مليار مشاهد عربي وأجنبي دون أن يعرفوا معانيها؟ .. نقلاً عن صحيفة يمنات العدد (17)