وقد استمرت الدورة أسبوعا واحدا خلال شهر نيسان/أبريل الماضي وشارك فيها 300 طفل يمني موهوب تم اختيارهم من 30 مدرسة حكومية وخاصة من أنحاء العاصمة. وتلا الدورة معرضا فنيا اشتمل على 600 لوحة تشكيلية إبداعية لهؤلاء الأطفال عرضت في أول أسبوع من الشهر الحالي في المركز الثقافي المصري بصنعاء من تنظيم المنتدى العربي للفنون التشكيلية ومكتب الثقافة بأمانة صنعاء. واختارت اللجنة المنظمة للمعرض 35 لوحة فنية فائزة ل 30 طالبا وطالبة، على أن يخضعوا لدورات تأهيلية عليا من قبل المنتدى العربي.
وقال السفير المصري بصنعاء أشرف عقل للشرفة على هامش المعرض "إن معرض الأطفال دليل على حجم الابداع والمواهب التي يتمتع بها أبناؤنا في الوطن العربي وخاصة اليمن، والذين يجب أن تتم رعايتهم واحتضانهم من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالموضوع من أجل صقل مواهبهم".
وأضاف قائلا "إن الرسم يبرز الوجه الحضاري لوطننا العربي ويساهم في تحسين أخلاق النشء المنشغل بإبراز طاقاتهم بما يجعلهم عناصر مفيدة لأسرهم ومجتمعهم ووطنهم بشكل عام".
وقامت كل مدرسة بترشيح 10 طلاب من الموهوبين في الرسم ليخضعوا للدورة التدريبية، بحسب نجاة باحكيم، المديرة العامة لمكتب الثقافة.
وتابعت في حديث للشرفة إن هذه التجربة "تعد الأولى من نوعها في اليمن"، مشيرة إلى أن أمانة العاصمة تكفلت بتغطية تكاليف النشاط من مواصلات ووجبات للأطفال وأيضا أدوات الرسم.
وأوضحت الفنانة التشكيلية فائزة الصماط التي عملت كمدرّبة في الدورة أنه تم تعليم الأطفال طريقة رسم الأشكال الفنية والطريقة الهندسية للرسم.
وأضافت أنهم تعلموا أيضا الرسم بالظل والضوء والتلوين بالألوان الزيتية والمائية مع طريقة مزج الألوان للخروج بالألوان المطلوبة.
أطفال موهوبون وتابعت الصماط في حديث للشرفة "وجدت طلابا موهوبين سواء من الذكور أو الإناث وخصوصا من فئة الصم والبكم".
وتنوعت الرسومات حسب الصماط ما بين مناظر طبيعية ورسوم للإنسان والحيوانات، ومناظر تاريخية مثل باب اليمن والقلاع الأثرية في بعض المناطق اليمنية التي ينتمي لها بعض الطلاب.
واستوحت الطفلة رحمة كليب، 10 أعوام، من برامج الأطفال الكرتونية على التلفزيون لرسم حورية البحر في إحدى لوحاتها التشكيلية، بينما شكلت الرحلات العائلية مع أسرتها بين صنعاء والحديدة على الساحل والمناظر الطبيعية وشلالات الأمطار الملهم الأول لبقية لوحاتها.
وقالت كليب إن التدريب الذي تلقته وضعها في بداية الطريق لتطوير موهبتها.
أما بالنسبة للطفلة دعاء الكحلاني، 11 عاما، فقد شكل منظر الغروب على البحر الملهم الأساسي لها في رسم ثلاث لوحات مختلفة.
وقالت للشرفة "أنا بنت البحر ولا أعتقد أن هناك منظر بجمال غروب الشمس يستحق الرسم".
وأكد رئيس المنتدى العربي للفنون التشكيلية، ردفان المحمدي، أنه "لم نفرض على الأطفال رسم لوحات بعينها بل جعلناهم يعبّرون عما يدور في أذهانهم من تصورات جميلة للحياة وينقلونها لنا عبر الرسم".
وأشار إلى أن المنتدى سيعقد دورات تدريبية لاحقة للأطفال الفائزين من أجل مشاركتهم في المعارض الرسمية للفنون التشكيلية على مستوى الوطن.