أحبوا الإمارات فعبروا عن حبها بفرشاتهم في مسابقة "وطني في لوحة"، بمشاعر فاضت على اللوحات، هذا ما عبر عنه 1100 مشارك عبر التسجيل الإلكتروني من جميع إمارات الدولة، منهم 488 قدموا أعمالهم الفنية بشكل مباشر، تضمنت الرسم بالألوان الزيتية والمائية والباستيل والإكرليك لمشاركين راوحت أعمارهم بين 7-24 عاماً، تم تكريم الفائزين منهم مؤخراً من خلال شهادات تكريم ومعرض للوحاتهم، لتتيح للجميع التعرف إلى كيفية تعبيرهم عن مشاعرهم في حب الإمارات . انطلقت مسابقة "وطني في لوحة" خلال فصل الصيف من قبل مبادرة "ويانا" للشباب التابعة لشركة "مبادلة، وبالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وفتحت المسابقة أبوابها للمواطنين والمقيمين ليعبروا عما تعنيه لهم الإمارات من خلال الأعمال الفنية، وتم اختيار ثلاثة فائزين من كل فئة عمرية من الفئات العمرية الثلاث، وضمت لجنة التحكيم النهائي كلاً من هدى إبراهيم الخميس كانو مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والفنان التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج، وأمينة طاهر مديرة التواصل المجتمعي في وحدة الاتصال في شركة "مبادلة" . ويقول الفنان التشكيلي مطر بن لاحج: إن الخطوة التي قامت بها "مبادلة" هي دليل حرصها على المجتمع الإماراتي، بغض النظر على المواطنين أو المقيمين، حين أتاحت الفرصة للجميع أن يعبر عن انتمائه وولائه للأرض التي يقطن عليها، حيث أثبتت المشاركات الكثيفة، أن أرض الإمارات تزخر بالمبدعين، ومن استطاع أن يعبر عن هذا الحب عمل على استخدام خياله وفرشته برغم اختلاف المستويات الفنية، ويضيف: كثافة المشاركات وتقسيم الفئات بشكل قد لا يكون متقارباً نجعلنا نعاني بعض الشيء في تقييم الأعمال الفنية، لكن استطعنا أخيراً أن نفرز الأعمال الفائزة، ولعل المسابقة أوضحت لنا أن هناك جيلاً مقبلاً على الفنون والتعبير عما بداخله من خلالها، ولأن هذه المسابقة الأولى، فقد أفرزت العديد من التساؤلات حول تلك الأعمال وأصحابها، حيث نأمل ان تكون الأعمال أكثر احترافية العام المقبل، وأكد بن لاحج أن الفن هو مرآة المجتمع، وهو لغة حضارة، ولم يتبق من حضارات الماضي سوى فنونها، فهي إرث المستقبل . حصل طالب الثانوية الإماراتي من مدرسة الفلاحية مصطفى جابر محمد على المركز الأول في فئة "18-24"، من خلال مشاركته بلوحته التي جمع فيها بخياله عدداً من أبرز معالم الدولة، ويقول: أشارك عادة في المدرسة بلوحاتي، وحصلت على عدد من شهادات التقدير وفي مسابقة أخرى حزت أيضاً المركز الأول، وكانت حينها اللوحة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد وهي أول لوحة أرسمها، وفي هذه المسابقة عبرت عن فرحتي باليوم الوطني الحادي والأربعين بلوحة أتمنى أن تكون قد نقلت مشاعري، فجسدت الماضي والحاضر، وخطرت إلى مخيلتي الفكرة حين كنت أمر على كورنيش أبوظبي، وأثارت عيناي تلك المباني العالية والمنظر الجميل، لكن وددت أن أقدم التراث فرسمت السفن الخشبية القديمة في الكورنيش، فأصبحت اللوحة مزيجاً بين الماضي والحاضر، وأكد أن فوزه بالمركز الأول قد يحفزه إلى الالتحاق بدورات رسم ليطور من موهبته، وسيواظب على الممارسة إلى أن تصقل الموهبة . مها صبحي الغصين حصلت عن لوحتها "الصقر الحر" على المركز الثاني في المسابقة عن فئة 18"- 24"، وعبرت عن معنى لوحتها قائلة: "الصقر رمز القوة والقوي حر، ولذلك وددت أن ألخص الإمارات بهذا المعنى، فهي دولة فتية قوية أثارت العالم بقوتها، فبرغم عمرها الذي وصل إلى 41 عاماً، وهي نسبة لغيرها دولة فتية إلا أنها أثبتت وبقوة مكانتها بين الدول المتقدمة، وهذا التقدم الذي أحرزته من وجهة نظري يتمثل بالصقر القوي الحر، الذي لا يقف أمامه شيء"، وأضافت مها: "لأن أهلنا في الإمارات مهتمون بالصقور والصيد بها وتربيتها والاعتناء بها، فوجدت أيضاً أنه من الجميل أن أعبر عن هذه الهواية من خلال لوحتي، حيث أرسخ من خلالها لمهنة وهواية الصيد بالصقور"، وتشير إلى أن هذه المشاركة هي الأولى لها في مسابقة، ولذلك فهي سعيدة جداً بحصولها المركز الثاني في أول مشاركة، حيث ستدفعها إلى المزيد من العمل على تطوير هوايتها، وإلى مشاركات جديدة . أما محمود أحمد "مدرس بكلية أبوظبي للطلاب" فقد حصل على المركز الثالث في الفئة ذاتها، جسد أحمد حبه لوطنه بلوحة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بألوان العلم الإماراتي، ليقول من خلالها: إن الوطن وزايد واحد، كلُ واحد لا يتجزأ، فمن أحب الوطن أحب زايد ومن أحب زايد أحب الوطن، ويقول في ذلك، سبق أن رسمت لوحة المغفور له الشيخ زايد بالأسود والأبيض، ومن ثم رسمتها بألوان العلم الإماراتي لأشارك فيها المسابقة، حيث وجدت أن أجمل تجسيد للوطن من خلال شخص المغفور له الشيخ زايد، الذي بنى الوطن وعلَّمنا كيف نحبه وكيف نعبر عن حبنا له، ويشير أحمد إلى أن لقاءه بمطر بن لاحج قاده إلى الحصول على الكثير من النصائح، وأن حصوله على المركز الثالث سيقوده إلى تطوير موهبته عبر الدورات التدريبية ليواصل مسيرته، وليحصل مستقبلاً على مراكز أكثر تقدماً . في فئة "13-17 عام"، حصلت الطالبة الإماراتية اليازية خالد الحاتمي من مدرسة "المواهب النموذجية" على المركز الاول، بلوحة بعنوان "الإمارات في الحاضر تتذكر الماضي" عبرت فيها عن مشاعر الحب للوطن، وأيضاً شعرت بكل لوحة قدمها زملاؤها بالمسابقة، وأحسست بحجم المنافسة في حب أرض الإمارات بين الإماراتيين والمقيمين، وتقول: "شعرت بفرحة كبيرة حين وجدت زملائي المقيميين يعبرون عن حبهم للإمارات، واعجبتني طريقة تعبيرهم من خلال لوحاتهم التي وجدتها جميلة جداً، لدرجة أنني لم أكن أتوقع في ظل كل تلك اللوحات الرائعة أن أفوز بمركز أول بخاصة أنها أول مشاركة لي في مسابقة"، وتشير الحاتمي إلى أنها وبرغم دراستها الثانوية العامة، إلا أنها عبرت عن فرحتها باليوم الوطني من خلال لوحاتها . المركز الثاني في الفئة ذاتها، حصل عليه الشاب المصري حسام الدين حسن، الذي عبر عن ولائه وانتمائه لأرض الإمارات في لوحة، جمع فيها بعض المعالم الحضارية والتاريخية بالدولة، ويقول: "حاولت أن أجمع أهم المعالم من وجهة نظري في لوحة، سواء كانت معالم حديثة أو تراثية، وحرصت على أن تكون اللوحة منظمة في جمعي لأهم معالمها، وأن لا تظهر بمظهر من يود أن يرسم فقط، فأبرزت الجانب المعماري الإسلامي ممثلاً بجامع الشيخ زايد، ومن ثم منظر الغروب الذي يضفي على الجو مظهراً ساحراً، والمباني التراثية القديمة في الدولة، وعلم الإمارات، وقصر الإمارت، وفي خلفية اللوحة تلوح من بعيد أبرز الأبنية الشاهقة في الدولة، منها برج خليفة وبرج العرب ومبنى "اتش كيو" الدائري والمبنى المائل "كابيتال جيت" وغيرها الكثير، وللمرة الأولى استخدم الألوان الزيتية في لوحة والحمدلله وفقت فيها، ويقول حسن إنه تعلم الرسم بجهود ذاتية من خلال شبكة الإنترنت، إلا أن الموهبة موجودة لديه منذ الصغر، ويؤكد أن المسابقة دفعته لأن يقدم أعماله في مسابقات لاحقة ليستطيع أن يقيم موهبته، حيث اعتبرها الأفق الذي يمنحه الطاقة . أرين ماثيو، طالبة المدرسة الفلبينية بدبي حصلت على المركز الأول في فئة 7-12 سنة، عبرت عن لوحتها "كيف يرى العالم الإمارات" بروح مقيمة على أرض الإمارات، ورأت كل ما تحبه بعينيها ورسمت بأناملها الصغيرة مشاعرها على لوحة، وتقول: "أحب الحياة في الإمارات فالحياة هنا جميلة، والبيئة جداً محببة إلى قلبي، وأجد الكثير من الارتياح في هذا الوطن، لذلك أحببت أن أرسم ما أراه وأشعر به فيها، وتؤكد ماثيو تفاجؤها بالمركز الذي حصلت عليه، خاصة أنها تشارك للمرة الأولى في مسابقة رسم .