يواصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري جولته الشرق أوسطية الهادفة إلى حشد تأييد واسع للتحالف الدولي لمواجهة /ما يسمى/ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي يسيطر على أجزاء من العراقوسوريا. وفي تصريحات أدلى بها في تركيا أكد كيري أن الكثير من الدول العربية ابدت استعدادها للمشاركة في التحالف الدولي لمواجهة التنظيم المتشدد, نافيا التقارير التي تحدثت عن استجابة فاترة من جانب الدول العربية لجهوده الرامية إلى تشكيل هذا التحالف.
وقال كيري إنه راض للغاية عن استجابة السعودية وآخرين.
وكان كيري قد التقى مع ممثلي 10 دول عربية في مدينة جدة السعودية لبحث إنشاء التحالف المأمول.
وهذه الدول هي مصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الست بما فيها السعودية وقطر.
وقال كيري إنه سيكون من غير الملائم أن تشترك إيران في تحالف يسعى إلى قتال مسلحي تنظيم /ما يسمى/ "الدولة الإسلامية.".
وقال الوزير الأمريكي قبيل مغادرته أنقرة متوجها إلى القاهرة اليوم السبت إنه على ثقة من قدرة الولاياتالمتحدة على بناء تحالف دولي واسع من دول أوروبية وعربية.
وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة في حالة حرب مع تنظيم مايسمى الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن الولاياتالمتحدة في حالة حرب مع تنظيم الدولة على غرار الحرب التي خاضتها سابقا على تنظيم القاعدة، وأوضح أن الرئيس باراك أوباما يقود تحالفا دوليا ضد تنظيم الدولة سيكون مسؤولا عن تفكيك وتدمير هذا التنظيم.
بدورها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان الضربات الجوية التي ستوجه إلى تنظيم (داعش) لن تكفل وحدها القضاء على هذا التنظيم من الناحية العسكرية، مشيرة إلى الحاجة إلى قوات برية تتولى إدارة المعركة على الأرض.
وقال المتحدث باسم (البنتاغون) الأميرال جون كيربي في مؤتمر صحفي الليلة الماضية ان" تدمير داعش وقدراته سيتطلب أكثر من مجرد قوة جوية، سيقتضي الأمر شركاء على الأرض من أجل استعادة المناطق التي حاول التنظيم الحصول عليها والبقاء فيها".
وأشار كيربي إلى ضرورة تدمير أيديولوجية التنظيم من خلال تبني حكومتي العراقوسوريا "سياسات رشيدة"، مؤكدا ان الوزارة تواصل جمع المزيد من المعلومات الخاصة بالتنظيم قبل استهدافه في سورية.
وأشار إلى استعداد كثير من الدول العربية للمشاركة في التحالف الدولي، موضحا في الوقت ذاته أنه يعود لكل دولة ان تشارك بطريقتها.
و أجرى وزير الخارجية الاميركي امس الجمعة مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلوا سعيا لتأمين مزيد من التعاون من جانب الحكومة التركية في القتال ضد تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية."
وقد رفضت تركيا السماح باستخدام قواعدها الجوية لشن هجمات على مواقع تنظيم "داعش".
وبعد اجتماع كيري مع أردوغان، ذكر بيان رسمي صادر عن مكتب الرئيس التركي أن البلدين "سيواصلان القتال ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة كما فعلت في الماضي".
وأضاف البيان أن تركيا ستواصل تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولاياتالمتحدة وتوفر الدعم اللوجستي للمعارضة السورية والمعونات الإنسانية للسوريين المتضررين من الصراع.
يذكر أن تركيا لم توقع على البيان المشترك الذي صدر عقب اجتماع جدة، وتخشى أنقرة من تهديد حياة 46 من رعاياها يحتجزهم مسلحون منذ يونيو الماضي في الموصل شمالي العراق.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصدر في الرئاسة التركية قوله إن تركيا ستقف إلى جانب التحالف المناهض لتنظيم الدولة من دون اللجوء إلى الخيار العسكري.
وقال مسؤولون أميركيون إن المحادثات التي أجراها كيري أمس في أنقرة تركزت على قضايا من بينها جهود تركيا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يعبرون أراضيها ودورها في توفير المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن الوزير جان إيف لودريان سيتوجه الاثنين والثلاثاء المقبلين إلى الإمارات ومصر لإجراء مشاورات في إطار التعبئة الدولية ضد تنظيم "داعش".
ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى العراق أمس الجمعة، حيث أكد أن بلاده مستمرة في تقديم المساعدات العسكرية لقوات البشمركة، ومستعدة لزيادة الدعم العسكري للعراق لمواجهة تنظيم الدولة.
ومن المتوقع أن تستضيف باريس الاثنين مؤتمرا دوليا لمناقشة الحملة.
وقال كيري إنه لم يُطلب منه رسميا مناقشة "وجود إيران" في مؤتمر باريس.
وأضاف "غير أنني اعتقد أنه في ظل الظروف الراهنة، لن يكون (وجود إيران) ملائما في ضوء العديد من القضايا الأخرى فيما يخص بمشاركة الإيرانيين في سوريا وأماكن أخرى".
وفي الشهور الأخيرة، تمددت سيطرة التنظيم من معقله في شرقي سوريا واستولى على مزيد من البلدات والمدن والقواعد العسكرية والأسلحة في العراق.
ونفذت الولاياتالمتحدة أكثر من 150 غارة جوية في شمال العراق. وأرسلت أيضا مئات من المستشارين العسكريين لمساعدة الحكومة العراقية وقوات البيشمركة الكردية، غير أنها استبعدت إرسال قوات برية.