اعتبر محللون سياسيون ان دعوات الانقلاب على الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل الجماعات الحوثية المسلحة وبدعم من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يعد مؤشر خطير لانجرار اليمن الى هاوية المجهول . وقال المحللون ان حدوث انقلاب على الرئيس هادي هو احتمال كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ويتمثل في تحرك الحوثي والرئيس السابق للإطاحة بهادي بالقوة اما بإجباره على الاستقالة من منصبه وما يعنيه ذلك من انتقال الرئاسة مؤقتا الى يحيى الراعي باعتباره رئيس البرلمان الى حين اجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين وهذا امر يستحيل حصوله قبل استكمال صياغة الدستور الجديد والاستفتاء عليه ،إضافة الى الترجيح برفض غالبية القوى السياسية من اخوان ويساريين و.. لذلك ،ما يعني اننا سندخل في متاهة جديدة وازمات أخرى. واضافوا : ان احتمال عزل الرئيس هادي من منصبه وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد - كما لوح به القيادي الحوثي ضيف الله رسام في اللقاء التشاوري الموسع –وفي مثل هذه الحالات تتراوح فترة المجلس العسكري ما بين ستة اشهر وسنة وربما اكثر من ذلك الى حين اجراء انتخابات رئاسية وفق أسس سياسية جديدة يتم من خلالها إيصال نجل الرئيس السابق للحكم مقابل تحول الحوثي الى مرجعية روحية للنظام الجديد مع حصول جماعته على مكانة مشابهة لمكانة ودور حزب الإصلاح في النظام السابق طبعا هذا في حال تم الامر كما هو مخطط له من قبل الانقلابيين . واشار المحللون ان تنفيذ انقلاب عسكري على هادي معناه ان العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس السابق وقيادات حوثية ستتوسع لتشمل النظام الجديد واليمن عموما وستكون مشابهة للعقوبات المفروضة على ايران والسودان ودول أخرى ،الامر الأسوأ من ذلك ان الإطاحة بهادي ستؤدي الى تفجر حرب أهلية على أسس مناطقية بين الشمال والجنوب من خلال ان مثل هذه الخطوة اما انها ستدفع بهادي للانتقال الى عدن وقيادة المشروع الانفصالي –وهذا احتمال ضئيل للغاية -وهذا الامر سيتصدى له الرئيس السابق الذي يؤكد على ذلك بقوة في خطاباته الأخيرة وهو حال الحوثي ايضا الذي نقل عنه استعداده للقتال حتى اخر فرد في جماعته لمنع انفصال الجنوب . ونوه السياسيون ان يتم اعتقال هادي او وضعه تحت الإقامة الجبرية ومن شأن ذلك دفع القيادات العسكرية الموالية لهادي والمحسوبة عليه والتي تقود غالبية الالوية العسكرية المنتشرة في الجنوب وتستحوذ على اهم ترسانة الجيش من أسلحة صاروخية ومدفعية وطيران لرفض الانقلاب والدخول في معركة عسكرية ضد الانقلابيين او اعلان تأييد الانفصال وبغض النظر عن مآل المواجهات فان النتائج ستكون كارثية على اليمن واليمنيين. وقال المحللون لايمكن استبعاد اقدام الرئيس هادي على تقديم استقالته طوعا وربما يمنع ذلك المواجهة العسكرية على أسس مناطقية لكنه سيدفع بغالبية الموالين لهادي للتحول عن الوحدة ودعم الانفصال . واضاف المحللون يجب على الاصوات المنادية للاطاحة بهادي والمتحمسين لمثل هذه النداءات ادراك خطورة ذلك وضرورة تجنيب اليمن مثل هذا المصير المفزع ،ويبدو ان ليل اليمنيين ما يزال في اوله وان الأسوأ لم يأت بعد وكان الله في عون الشعب المظلوم من ساسته