تشير المصادر من كتب وإصدارات وبحوث ودراسات متخصصة عن تاريخ حضرموت وتؤكد الوثائق التاريخية الموجودة لدى أصحاب الشأن إن هناك مواثيق كانت سارية بين المناصب ومقادمة القبائل الحضرمية يتم فيها الاتفاق على حماية أمن المناطق ومواطنيها من أي أذى يمكن أن يتعرضون له في حلهم وتر حالهم . وكان ذلك في ظل صراع الدويلات الذي كان سائدا في حضرموت وما كان يحدث من مد وجزر بين تلك الدويلات سوى كان فيما بينها أو مع بعض القبائل الحضرمية وهو ما أثر ايجابا على الحياة العامة على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في كافة أنحاء حضرموت . وفي تلك الحقبة الزمنية شهدت غيل باوزير كجزء من حضرموت ذلك المشهد التاريخي من خلال الدور الكبير والمشهود الذي يبذلونه المناصب والقبائل عبر المواثيق التي يتفقون عليها ويحترمون تنفيذها على الرغم من ضعف الإمكانيات وعدم وجود وسائل الاتصال بل أن وسائل المواصلات كانت بدائية كالحمير والجمال ألا إن الأمن كان في أحسن حالاته ويحاسب كل مذنب وزر ما أرتكبه من إثم . فهذا كان في الماضي وعهد اللآدولة أما في الحاضر وفي ظل الدولة والقوانين والتشريعات وتقنية الاتصالات فأن غيل باوزير كنموذج في مشهد نقيض لسابقه حيث إنها تعد مسرح لجرائم القتل والاختطاف للشخصيات المسئولة وسرقة السيارات العامة والخاصة وأموال المواطنين من البيوت والمحلات التجارية وتخريب المصالح والخدمات العامة فضلا عن المظاهر المسلحة الغير مبررة . ولان القوانين لازالت شكلية وغير فاعلة من قبل الجهات ذات العلاقة إلا على من تريد . وفي ظل ذلك الوضع القائم والغير مرغوب فيه فإننا نشد على الأخوة القائمين على مكون ملتقى حضرموت للأمن والاستقرار أن يواصلوا جهودهم التي قد بدؤوها ورسموا أهدافها الباينة للجميع والتي منها : - 1 – إيجاد اصطفاف حضرمي شامل للدفاع عن أمن واستقرار حضرموت . 2- محاصرة ومحاربة كل الإختلالات الأمنية والتجاوزات الغير قانونية والإفراط في العنف الرسمي وإطلاق الرصاص الحي على المحتجين أو المعتصمين من جانب وكذا التصدي للعناصر الإجرامية وكتيبة الإعدام التي تقتل في وضح النهار عناصر أمنية حضرمية دون غيرها في مخطط يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار حضرموت . 3- محاربة كل الظواهر والأفعال الدخيلة وبناء أواصر المحبة والإخاء والمعاملة الحسنة ونصرة الحق وتعزيز الثقة وبناء جسور المسئولية التضامنية المجتمعية . وبحسب المرجعيات التي كانت سائدة في حضرموت عامة وغيل باوزير خاصة مما توارثته الأجيال من المناصب والمقادمة من مواثيق يحترمها الجميع. وإن ما وصلت إليه الأوضاع بحاجة ماسة اليوم إلى تلك المرجعيات وبما يتوافق مع تطورات العصر . وذلك بهدف التعاضد والوقوف صفا واحدا لإعادة الاعتبار لحضرموت وأهلها وتاريخها الحضاري . كلنا أمل في ذلك خاصة وأننا لازلنا نعاني من الخلط والربط بين العمل الاجتماعي والعمل الحزبي الذي يؤثر باستمرار على سير مجرى القضايا العامة والخاصة . وإن ما سبق من جهود تمت من قبل الخيرين من أبناء حضرموت والتي تتواصل الآن وستستمر بإذن الله تعالى يفترض أن تحظى بمساندة ووقفة جادة من قبل الجميع دون الالتفات حتى نحصل على الأمن والاستقرار الذي كانت تنعم بهما حضرموت