إن الله جميل ويحب الجمال…. وعلى الإنسان أن يعمر الأرض لتكون جميلة. ويظهر الجمال بأشكال شتى , وتبذل الدول و الحكومات أموالا طائلة لتزيين مدنها وقراها شوارع وساحات ومنتزهات , ومن أهم هذه المرافق الحدائق العامة التي تعتبر أماكن عامة يقضي فيه المواطن منفردا أو مع أسرته أوقاتاً ممتعة هانئة لا يشوبه خوف أو وجل أو نكد . وتتمتع مدينتي الحبيبة الجميلة المكلا عروس البحر العربي بحدائق ومنتزهات جميلة وفي أماكن متفرقة يؤمها أهلها الطيبون وأسرهم أو زوارها العاشقون بسحرها أوقاتا طيبة يغسلون هموم الحياة التي عضت أنيابها فيهم بأسعار بضائعها ومواصلاتها وكهربائها وكلفة ثياب الأبناء وأدواتهم المدرسية وغيرها من الأمور ولكن , ويا أسفاه , تبددت سعادتهم وتبدل فرحهم حزنا وتفرج همهم نكدا وذلك بعد أن أصبحت الحدائق والمتنزهات مرتعا خصبا لمخزني القات .. كما تصبح برك الماء الآسن مرتعا للهوام والبعوض .ولا شك في ان ما يمثله المخزنون من منظر بشع وافتراش للأرض ممتهن ومخلفات مزعجة بشعة وروائح لمخلفات آدمية كريهة يمثل قمة الاستهتار واللا مبالاة بالصالح العام وجرح صارخ للذوق السليم… بل أصبحت الحدائق والمتنزهات وكرا من أوكار الجريمة التي تلحق بالوطن والمواطن أفدح الخسائر والموسف حقا ان الظاهرة تتزايد في ظل شكوى من قلة ذات اليد ومن المتطلبات التي تثقل كاهلهم. واذا نظرت لكثير من المخزنين لرأيتهم حفاة وشبه عراة ,فمن اين الماللهم؟ الغريب في الأمر أن السلطات المسئولة لا تحرك ساكنا أمام هذه الظاهرة الخطيرة جدا وكأنها لا تدرك الآثار السلبية المترتبة عليها. الم يفكر علية القوم في الآثار التربوية التي تنجم عن هذه المناظر السيئة على الناشئة من خلال استدراجهم وإغرائهم من هؤلاء المخزنين ؟؟؟ أو على الأقل مما يعلق في أذهانهم من صواب سلوك هؤلاء النفر فيقلدونهم ويسيروا على دربهم , ويتبرمج عقلهم ويثبت باعتقادهم أن هذا الفعل أو المنظر الذي يرونه هو الطبيعي في حياتهم ؟؟؟ أن القات الدخيل على المجتمع الحضرمي يجب أن يحارب ومن وسائل محاربته منعه من أن تكون الأماكن العامة والحدائق مكانا للاستعراض والتباهي وجرح المشاعر والتعدي على حريات الطيبين الذين ينشدون الراحة والسكينة في الحدائق فإذا هم أمام كل جارح لمشاعرهم … نداء استغاثة نطلقه وزفرة حزن ننفثها …. فهل من مستجيب؟؟ وعندما يريد الإنسان أن يغادر هذه الأماكن التي شوهها متعاطو القات ليعود إلى بيته يجد من ينكد عليه ملجأه.. فإذا الوباء يغزوه في البيت من قريب أو زائر لم يحترم حرمة البيت وسكانه وإذا الغزو حاضر بكل آثاره وربما الأخطر منها… فكم من أسرة تفككت أوصالها من مخزني القات , فأمام القات يهون كل شي ولا يفرق الراغبون المغيبون الأذهان بين الحلال والحرام بين اللائق والمنكر …فإذا لم يحصل على المال يلجأ الى الاساليب المحرمة والممقوته فمنهم من امتدت يده على الجيوب فأفرغتها.أ,أ والى الخزائن فأفلستها ,أوالى حلي الأم أو الزوجة أو الأخت فأضاعتها وقد تصل الى مصروف الأسرة وقوت العيال فأجاعتها…. نعم أنها المأساة التي نعيشها , وتعس من كان له في البيت مخزن للقات ومن إذا رأى منكرا لم يغيره . فهل لنا أن ننقذ مجتمعاتنا وبيوتنا وشوارعنا وأجيالنا من خطر داهم أصبحت نتائجها على العاقل لا تخفى ؟؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل , إنها صرخة استغاثة نطلقها فهل منا رجل رشيد يكون لنا قدوة وهل لنا من وقفة مسئولة … حتى لا يكون لكل منا في بيته مخزن هادم أو في حدائقنا وأماكننا العامة من يشوهها… فأن هذه الشجرة الخبيثة نكرهها دائماً وأبداً ؟؟؟؟