فاد مصدر مطلع أن مبارك ونجليه علاء وجمال وصهره محمود الجمال حضروا إلى القاهرة قبل 3 أيام، وتحديداً وقت إذاعة تسجيله الصوتى بقناة العربية، وظلوا محتجزين فى إحدى المؤسسات العسكرية تمهيداً للتحقيق معهم بنيابة الأموال العامة فى التجمع الخامس. وأوضح المصدر أن النيابة العامة كانت بصدد البدء فى التحقيق مع مبارك سراً فى القاهرة، غير أن اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية أرسل خطاباً إلى النائب العام أبدى فيه عدم كفاية الاحتياطات الأمنية للتحقيق مع عائلة الرئيس بمقر النيابة بالتجمع الخامس. وأضاف المصدر أن النائب العام أبلغ تلك المعلومات إلى المجلس العسكرى، وبناء عليه اتخذ قراراً بعودة الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال إلى شرم الشيخ، مع التحفظ على محمود الجمال بالقاهرة، وترحيله إلى سجن المزرعة، وهو ما تم بالفعل. وأشار المصدر إلى أن الرئيس السابق ونجليه وصلوا إلى مدينة شرم الشيخ فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، ووقتها لم تكن النيابة العامة استقرت بعد على مكان إجراء التحقيقات مع الرئيس السابق، سواء فى مقر إقامته بشرم الشيخ أم بمدينة الطور، غير أن فريد الديب محامى أسرة مبارك نصح الرئيس السابق بدخول مستشفى شرم الشيخ لإجراء الفحوصات الطبية، ومن ثم المثول إلى التحقيقات بالمستشفى احتياطاً لحجزه بالمستشفى فى حال صدور قرار بحبسه وعدم ترحيله إلى سجن الطور أو سجن المزرعة. أضاف المصدر أنه فى الحادية عشر صباحاً وصل المستشار مصطفى سليمان المحامى العام الأول لنيابة استئناف القاهرة، وأحد أكفأ المحققين، وصاحب أشهر تحقيقات فى النيابة العامة، وهى تحقيقات قضية هشام طلعت مصطفى وسوزان تميم، وكان برفقته سكرتير جلسة التحقيق. استقبل فريد الديب المستشار مصطفى سليمان، وتبادلا الحديث لبضعة دقائق للمعرفة القديمة بينهما، حيث واجها بعضاً فى قضية سوزان تميم لعدة جلسات خلال المحاكمة الأولى أمام المستشار محمدى قنصوة، وفى المحاكمة الثانية أمام المستشار عادل عبد السلام جمعة. المشهد حسب ما نقله لنا المصدر: "مبارك يجلس على السرير فى الطابق الثانى بالمستشفى، والمستشار مصطفى سليمان يجلس على كرسى إلى جواره، وسكرتير الجلسة يسطر أول سؤال فى أول ورقة من التحقيقات مع مبارك، وهو "اسمك وسنك وعنوانك؟". يجيب مبارك على السؤال تفصيلياً، ويبدأ المحقق فى مواجهة مبارك بكافة الاتهامات المنسوبة إليه فى البلاغات المقدمة ضده من قتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، وكانت إجابة مبارك الوحيدة أنه لم يصدر تعليماته بقتل المتظاهرين، فيرد عليه المستشار سليمان قائلا "وماذا تقول بشأن ما ذكره اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق من أنك أصدرت تعليمات بتفريق المتظاهرين بأية وسيلة؟"، يرد مبارك: "نعم طالبت بتفريق المتظاهرين لكنى لم أذكر استخدام الرصاص الحى أو المطاط". مرت 45 دقيقة على التحقيقات مع مبارك، والجلسة تزداد سخونة، والرئيس ليس لديه أى رد سوى بكلمة واحدة "لم أصدر تعليمات بإطلاق الرصاص، وأنا قدمت للبلد كتير وأعرف قيمة روح مواطن مصرى قوى، ولن آمر بقتل أى مواطن مصرى وكلام العادلى كذب". ظهرت على الرئيس السابق معالم الإرهاق والتعب، فطلب فريد الديب من المستشار سليمان إيقاف جلسة التحقيق لدقائق لكى يتمكن من التقاط أنفاسه، والرد على الأسئلة باستفاضة، وفى ذلك الوقت كان جمال وعلاء يجلسان فى الغرفة المجاورة للرئيس ممنوعين من الدخول للغرفة، بعد رفض المحقق حضورهما جلسة التحقيق مع الرئيس السابق. استكمل المستشار سليمان التحقيقات مرة ثانية، وفى غضون ساعتين ونصف الساعة، أنهى التحقيقات مع مبارك، وأمر سليمان بإغلاق ملف التحقيقات، وطلب من سكرتير الجلسة أن يكتب على واجهة ملف التحقيقات "سرى للغاية.. أولى جلسات التحقيقات مع مبارك". جمال وعلاء أحاط الغموض والتضارب بالمكان الذى اقتيد إليه نجلا الرئيس المخلوع حسنى مبارك للتحقيق معهما، عقب تسلمهما لطلب استدعائهما للمثول أمام قاضى التحقيقات. البداية عقب تسلم طلب الاستدعاء، تم ذهابهما إلى مستشفى "شرم الشيخ" بصحبة والدهما، بعد مشاورات تليفونية مع بعض المقربين، قيل إن من بينهم سكرتير الرئيس "المخلوع" وصهر نجله علاء، ليجلسا بعض الوقت لحين تحديد المكان الذى سيذهبان إليه، وبالطبع كان وجودهما بالمستشفى فى ظل طلبهما الاطمئنان على استقرار حالة الرئيس المخلوع، بعدها انتشرت عدة شائعات ربما لتأمين ذهاب نجلى مبارك إلى مكان التحقيق بسبب تجمهر أهالى شرم الشيخ حول مستشفى "شرم" التى لم يغادرها الأهالى إلا فى الثانية والربع بعد منتصف ليلة أمس الثلاثاء، بعد علمهما بقرب انتهاء التحقيقات مع نجلى الرئيس المخلوع، وتسربت أنباء احتجازهما 15 يوما.. كان قبلها المتجمهرون يظنون أن نجلى الرئيس يرفضان المثول للتحقيق. الحقيقة أنه مع حلول الظلام عقب أذان المغرب، خرج علاء وجمال مبارك بسيارة مرسيدس دون حراسة، حتى لا يلفتا الانتباه، واتجها إلى محكمة شرم الشيخ الجديدة، والتى لم تفتتح بعد، ليبدأ معهما التحقيق بمعرفة محام عام أول القناة وسيناء، وليس بمعرفة وكلاء النائب العام، بينما كانت كل العيون تتجه إلى مدينة طور سيناء التى سربت شائعة عن قرب وصول نجلى مبارك إلى مقر نيابتها. فى مقر المحكمة كانت بعض قوات من الجيش تتولى التأمين إلى جانب قوات أمن جنوبسيناء.ظل التحقيق مع نجلى الرئيس السابق حتى قرب فجر اليوم، فى ظل استراحات قصيرة، تناولا فيها الشاى والقهوة والمياه التى كانا قد اصطحباها معهما، بينما رفض المحامى العام الأول للقناة وسيناء أن يستعملا هواتفهما المحمولة، بل وتحفظ عليها ضمن أوراق التحقيق. عقب انتهاء التحقيق كانت قوة من الجيش تتولى تأمين المحكمة الجديدة ونجلى الرئيس السابق، وتم اقتيادهما بعد إعلامهما بقرار المحامى العام الأول بحبسهما 15 يوما. خرج نجلا الرئيس السابق، وقاد سيارتهما أحد سائقى القوة التى كانت تتولى التأمين، واتجها صوب المطار دون حراسة خاصة، وفى حراسة قوة من الجيش، وفى وجود وكيل المباحث الجنائية بجنوبسيناء العميد محمد ذكاء. استقل نجلا الرئيس المخلوع وقوة الجيش ووكيل مباحث جنوبسيناء طائرة عسكرية إلى القاهرة، حيث وصلا إلى مطار ألماظة فى السادسة و50 دقيقة صباحا، ثم توجها بإحدى سيارات الجيش وفى حراسة قوة منه إلى سجن طره، وقام العميد محمد ذكاء بتسليمهما لإدارة السجن مع متعلقاتهما ونماذج الحبس، وظل منتظرا قرابة ساعتين لحين انتهاء عملية التسليم والتسلم. وأفادت معلومات أن نجلى الرئيس اتصلا قبل مغادرة شرم الشيخ بوالدتهما سوزان مبارك وزوجتيهما للاطمئنان عليهن، وتم إرسال بعض الأغراض لهما تسلمها فرد من القوة المرافقة. من ناحية أخرى، انتابت سوزان مبارك حالة بكاء شديدة، وأغمى عليها فور سماعها نبأ قرار حبس علاء وجمال، مما استدعى علاجها ببعض الحقن التى تضبط النبض.