دقت ساعة الصفر ليوارى الثرى الشهيد عاطف بن عبيدالله مساء يوم الاربعاء ( 14 رمضان ) في مسقط رأسة بمنطقة مدودة أحدى ضواحي مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت بموكب تشييع أسطوري في حشوده الجماهيرية العارمة التي توافدت من جميع حواضر ومناطق محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن الجنوبية حيث إنطلقت بموكب التشييع من أمام المستشفى العام الذي كانت ترقد جثمانه الطاهرة في ثلاجة الموتى منذ نحو شهر تقريباً على ذمة التحقيقات وإجراءات الطبيب الشرعي حيث سقط الشهيد برصاص الامن المركزي خلال تدخلها لقمع مسيرات سلمية في فعاليات يوم الأرض التي شهدتها مدينة سيئون للتنديد بذكرى حرب صيف 96م . هذا وقد سار الموكب وسط الحشود الجماهيرية العارمة رافعة بالحناجر في دعاء طاول رعيده السماء " لا الله إلا الله الشهيد حبيب الله " تتقدمها السيارات والدراجات النارية وأعلام دولة الجنوب سائدة على المنظر العام ويتغشى بها النعش حول جثمان الشهيد ، طوال سير موكب التشييع عبر شارع الجزائر وهو أطول شوارع مدينة سيئون مروراً بالسوق العام ثم شارع المطار حتى منطقة مدودة في موكب بطول 4 كيلو مترات غير منقطعة . حتى ترجل الموكب جوار بيت الشهيد الكائن في أقدم حارة بمنطقة مدودة لتلقي أسرته النظرة الأخيرة حيث كان شقيقه الوحيد يتدلى من نافذة بيته وكذلك شقيقاته الصغيرات في مشهد ترق له القلوب الحجر فما بال وقلوب البشر لم ترعي أي ذمة أو دين في إزهاق روحه الطاهرة وإستهدافة عنوة بالرصاص الحي ، ثم عاد الموكب للإنطلاق راجلاً في مراسم التشييع حتى ملعب نادي مدودة حيث إكتضت الحشود الجماهيرية في ساحة الملعب الشاسعة ليصلى على روح الشهيد الطاهرة ثم الإنطلاق بالتشييع الى المثوى الأخير لرفات الشهيد عاطف بن عبيدالله بمقابر منطقة مدودة .
